عروبة البربر
قراءة في كتاب حول عروبة البربر
بقلم: الدكتور محمد بولوز
الأمازيغ هم عرب الهجرات القديمة التي قدمت من المشرق وحطت رحالها في بلاد المغرب وعموم شمال إيفريقيا، تلك هي الخلاصة التي ينتهي إليها الباحث المتخصص في علم اللغة المقارن سعيد بن عبد الله الدارودي في كتابه “مدخل إلى عروبة الأمازيغيين من خلال اللسان” والذي صدر مؤخرا في هذه السنة (2012) ضمن منشورات فكر، مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء، وعدد صفحاته ست وأربعون وثلاثمائة(346) صفحة.
بحث لم يكن مجرد تجميع لجذاذات مكتبية، وتنقيب في المصادر على الأرائك المريحة، وإنما شمر صاحبه عن ساق الجد وطاف في جزيرة العرب وبالضبط في بلاد ظفار والتي تقع ما بين عمان واليمن، باحثا في لهجاتها ومنقبا عن صلاتها بالأمازيغية وعن جذور أجدادنا نحن أمازيغ المغرب وعموم شمال إيفريقيا، ولم يكن البحث نزهة عام أو ثلاث سنين أو حتى خمس، وإنما انشغل صاحبنا بالبحث دون كلل أو ملل لأكثر من سبعة عشر عاما وهو يقارن بين اللسان العربي بفروعه الكثيرة واللسان الأمازيغي المتعدد اللغات واللهجات.
بحث جمع بين العمل الميداني والنظر في أعمال السابقين، من مثل ما ألفه الدكتور أحمد بن نعمان (الهوية الوطنية الحقائق والمغالطات، هل نحن أمة؟،كيف صارت الجزائر مسلمة عربية؟، فرنسا والأطروحة البربرية، مستقبل اللغة العربية بين محاربة الأعداء وإرادة السماء،…) ومؤلفات الدكتور عثمان سعدي (عروبة الجزائر عبر التاريخ، الأمازيغ عرب عاربة، معجم الجذور العربية للكلمات الأمازيغية) وكتب الأستاذ محمد المختار العرباوي (البربر عرب قدامى، في مواجهة النزعة البربرية وأخطارها الانقسامية) وكتاب(عروبة البربر الحقيقة المغمورة) لمحمد علي مادون، وكتاب (الجذور التاريخية لسكان المغرب القديم) للدكتور محمد علي عيسى، وكتاب (أصول اللغة الليبية القديمة) للدكتور عبد العزيز سعيد الصويعي، وكتاب (سفر العرب الأمازيغ) ومعه (معجم لسان العرب الأمازيغ) للدكتور علي فهمي خشيم، وكتاب (الأقلية البربرية في تونس) للدكتور سالم البيض والذي يرد فيه على الكثير من المغالطات التي يراد ترسيخها عن أمازيغ تونس.
وساق الباحث كما هائلا من الأدلة على دعواه والتي أخذت معظم صفحات الكتاب فذكر عددا كبيرا من الكلمات الأمازيغية ذات الأصول العربية، وبدأ بثلاث وأربعين مجموعة تحتوي على تسع وثلاثين وثلاثمائة (339) مفردة، ثم بعد ذلك أضاف تفصيل الكلام فيها وفي غيرها من المفردات حسب المواضيع شارحا لجذور الكلمات وما وقع فيها من تعديلات صرفية وصوتية فأورد في (ألفاظ الماء) ثلاث ومائة (103)مفردة، و(ألفاظ الحركة) سبع وثلاثين ومائة (137) مفردة،و(ألفاظ النبات والرعي والفلاحة) ثمان وثلاثين ومائة (138)مفردة،و(ألفاظ الكرم واللؤم والشرف والوضاعة)سبعة وستون (67)مفردة،و(ألفاظ الاكتمال والزيادة والملء والنقص والكثرة والقلة والجمع والتبديد) واحد وعشرون (21)مفردة،و(ألفاظ الأصوات) أربعون (40)مفردة،و(ألفاظ الكلام والإنشاد والاستماع والصوت)تسعة وثمانون (89)مفردة،و(ألفاظ الداء والدواء)ثمانية وأربعون (48)مفردة، و(ألفاظ السرور) إثناعشر (12)لفظا،و(ألفاظ الحزن والبكاء والألم والشكوى) سبعة عشر (17)مفردة ، و(ألفاظ المحبة) سبعة عشر (17)مفردة ،و(ألفاظ البغض)أربع(4) مفردات ،و(ألفاظ الغضب والعبوس والتشفي) اثنين وثلاثين (32)مفردة،و(ألفاظ العتاب والاغتياب والنم والسباب) تسع (9)مفردات،و(ألفاظ الخيلاء والتبجح) ثلاثة عشر(13) مفردة ،و(ألفاظ الحيوان) ستة وستون ومائة (166)مفردة ،و(ألفاظ الطير)سبعة وعشرون(27) مفردة،و(ألفاظ الاكتساب والغنى والفقر) سبعة وعشرون(27) مفردة،و(ألفاظ العطاء والأخذ والقبض والإفلات)اثنا عشر (12)مفردة،و(ألفاظ اللون)خمسة وعشرون (25)مفردة،و(ألفاظ أعضاء جسم الإنسان)إحدى عشر ومائة (111)مفردة، و(ألفاظ العقل والذكاء والجنون والغباء والطيش)اثنين وثلاثين (32)مفردة،و(ألفاظ الصدق والكذب)خمسة عشر(15)لفظا،و(ألفاظ الطول والقصر) ثمانية عشر (18)مفردة ،و(ألفاظ البدانة والنحافة)واحد وثلاثون (31)مفردة،و(ألفاظ القوة والصبر والنشاط)اثنين وعشرين (22)مفردة، و(ألفاظ الضعف والكسل والتعب) اثنين وعشرين (22)مفردة،و(ألفاظ الحر والبرد) اثنين وأربعين (42)مفردة،و(ألفاظ الخطر والفتن والثورات والدواهي والهلاك والإقبار) سبعة وخمسون (57)مفردة ،و(ألفاظ التقييد) خمسة وأربعون (45)مفردة،و(ألفاظ الأوعية)أربعون (40)مفردة،و(ألفاظ الطعام والشراب)سبعة وثمانون (87)مفردة،و(ألفاظ الأسلحة والإغارة والأسر)أربعة وسبعون (74)مفردة،و(ألفاظ اللباس والفراش)واحد وستون (61)مفردة،و(ألفاظ المكان والأرض)خمسة ومائة (105)مفردة،و(ألفاظ الرصف والتشييد والبناء) ثمانية وأربعون (48)مفردة،و(ألفاظ الجمال والقبح)عشرون (20)مفردة،و(ألفاظ الروائح الطيبة والكريهة والخبائث) واحد وأربعون (41)مفردة، و(ألفاظ الأسرة )خمسة وسبعون (75)مفردة،و(ألفاظ الجرأة)إحدى عشر(11) مفردة،و(وألفاظ الخوف والقلق)خمسة عشر (15)مفردة،و(ألفاظ الخصومة والشجار والقتل والخنق والضرب والطعن والدفع والطرد)ثمانية وسبعون (78)مفردة،و(ألفاظ الذبح والقطع والكسر والطحن والدلك والمزج) سبعة وستون (67)مفردة،و(ألفاظ العون والخذلان) ثماني (8)مفردات،و(ألفاظ الظهور والخفاء)إحدى عشر(11) مفردة،و(ألفاظ الوسع والحداثة والقدم والخصب والجدب)إثنا عشر (12)مفردة،و(ألفاظ الشعوذة)ثماني (8)مفردات،و(ألفاظ متفرقة) واحد ومائة (101)مفردة.ويصل مجموع مفردات هذه المجالات واحد وستون ومائتان وألفان (2261) من الألفاظ.
ثم أورد الباحث أمثلة بعد ذلك لكلمات يقع فيها الإبدال اللغوي كما يحدث بين القاف والكاف، وبين القاف والجيم، وبين الشين والجيم، وبين الكاف والجيم، وبين الكاف والخاء، وبين الغين والقاف، وبين الغين والكاف، وبين الغين والجيم، والغين والعين، وبين الغين والحاء والخاء،والضاد والدال،والضاء والطاء،والدال والتاء وغيرها من الأمثلة الكثيرة والتي أوصلها إلى ثلاثة وثلاث مائة مفردة(303).
ثم أورد أمثلة تتعلق بالقلب اللغوي سواء القلب المكاني لذات الحرف أو القلب المكاني مع تغير الحرف وأوصلها هذه الأمثلة إلى سبعة وأربعين مفردة(47).
ثم أورد أمثلة لإسقاط الأحرف كحروف الحلق (الحاء الخاء العين الغين الهاء الهمزة) وصلت تلك الأمثلة إلى ثمان وثمانين مفردة (88).
ثم أورد أمثلة لزيادة الأحرف كإضافة حرف السين والشين والنون والتاء وصلت تلك الأمثلة إلى واحد وخمسين مفردة(51).
وأعطى الباحث نماذج من خلال النحو والصرف ومن خلال الصوت اللغوي فعقد مقارنات لغوية عن المفرد والمثنى والجمع والتذكير والتأنيث وحروف المعاني وأدوات النحو ونحو ذلك مما اعتبره “حجة قاطعة نهديها إلى أولئك الذين يدعون بأنه لا يوجد شبه ولا تقارب” وفي المجال الصوتي لاحظ “الضاد التي شاع عنها بأنها صوت مميز للعربية حتى سميت “لغة الضاد”هي أيضا من المميزات الصوتية للبربرية”ص327.وبين أن الزاي المفخمة ليس خاصا بالأمازيغية وليس صوتا غريبا عن العربية ولهجات المشرق العربي. وكذلك الشأن في الكاف اللينة والقاف المعقودة ونحو ذلك من الحروف التي يزعم لها الخصوصية.
وبخصوص حرف تيفيناغ يؤكد الباحث أن”الكتابة البربرية بفرعيها الليبي القديم والتيفيناغي (الفينيقي) عربية الأصل” أكد ذلك من خلال جدول مقارن وضعه الباحث الظفاري علي أحمد الشحري المتخصص بالنقوش والكتابات القديمة حيث قارن بين الحروف الأمازيغية بشقيها التيفيناغي والليبي القديم وبين الحروف الظفارية (نسبة إلى ظفار الموجودة بين عمان واليمن)والتي اكتشفها هذا الباحث في مواقع كثيرة بجبال وصحاري ظفار منذ عام ست وثمانين وتسعمائة للميلاد( 1986 ) ص:333.ويعلق الباحث على جداول المقارنة بقوله:”الناظر إلى هذين الجدولين سيندهش لما يراه من تطابق تام في الشكل ما بين حروفنا نحن أهل ظفار والحروف القديمة لأهل المغرب العربي، مع التنويه إلى أن هناك أحرف من اختراع الباحثين المغاربة المعاصرين، وضعوها كي يكملوا تمثيل بقية الأصوات البربرية التي ليس لها ما يمثلها في الحروف البربرية الأصيلة القديمة،لذا من الطبيعي ألا نجدها ضمن الحروف الظفارية”
ومن الأمور التي انتقدها الباحث على بعض الأمازغيين المعاصرين:
– اصطناع لغة موحدة معيارية لتكون الحل البديل لمعضلة اللهجات الأمازيغية العديدة والتي تبلغ حسب الباحث مائتين، والمتنافرة أحيانا إلى درجة عدم مقدرة أصحابها على التواصل بها فيما بينهم،مما يضطرهم إلى اللجوء إلى لسان وسيط يتخاطبون به.ويؤكد الباحث أن مآل تلك المحاولات هو الفشل لأنه “يخالف سنن الله في الألسن” فهناك صعوبات جمة في البلد الواحد كالجمع بين تريفيت وتاشلحيت وتمازيغت، فكيف إذا جمعنا إلى ذلك اللهجات الأمازيغية الجزائرية والتونسية والليبية وواحة سيوة والجزر الخالدات ولهجات مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
– عدم الرغبة في القيام بمشروع مقارنة بين اللسان العربي واللسان الأمازيغي، حتى لا تظهر أواصر القربى بين اللغتين، بل هناك تركيز على بعض الخصوصيات لتكريس التباعد بينهما.في حين أن ضخامة ما في الأمازيغية من ألفاظ عربية أقلق القائلين بعدم عربيتها.وجعلهم – رفعا للحرج- يخرجون قسما كبيرا من الألفاظ الأمازيغية ويعتبروه من “الدخيل العربي” ولما وجدوا أيضا ألفاظا كثيرة من المهجور العربي قالوا هذا من المشترك بين اللسانين.وينتهي الباحث بسبب وجود تعسف بين في تلك التقسيمات إلى التشكيك في مصداقية بعض واضعي المعاجم الأمازيغية.
ويذكر الباحث كبرهان على ذلك التخبط الحاصل في اعتبار بعضهم كلمات من الدخيل واعتبار الآخرين لها من الأصيل فمثلا محمد شفيق صاحب المعجم العربي الأمازيغي يستبعد لفظة (لفدعت) لكونها عربية ويدخلها علي السهلي في معجمه الخاص باعتبارها أصيلة ويقبل شفيق (أمولز وانفرك) باعتبارهما أصيلتان ويثبت الباحث الدارودي أنهما عربيتان، كما يبقي شفيق على كلمة (إدفر) والحال أنها من الفصيح العربي أوردتها مختلف المعاجم. ويتعجب الباحث من اعتبار بعضهم التطابق بين الكلمات العربية والأمازيغية من قبيل المصادفة كما يذهب إلى ذلك صاحب قاموس (أوال) والذي قد يقبل لو كان الأمر يتعلق بكلمات معدودة أما أن يصل الأمر إلى آلاف الكلمات فهذا ما لا يسع قبوله أو تفسيره بمجرد المصادفة.
ومنهم من يقول بنظرية اقتراض الأمازيغية من العربية وهو أمر قد يقبل في مفردات العقائد والشعائر الدينية أما أن ينسحب على جوانب الحياة جميعا فهذا يثير الشك في هذه النظرية فهل قبل الإسلام بقي الأمازيغ صامتين لم يخترعوا ألفاظا وكلمات في الخلق والتكوين والأرض وأشكالها والدواب والأصوات وأحوال الإنسان وخصاله الحميدة والذميمة والأسرة والزواج والحركة والسكون واللباس وأزيائه والفتن والاضطرابات وكثرة كاثرة من أمثال هذه الأشياء، إنها كما يقول المؤلف:(نوازع الهوى عند هؤلاء، وعقدة نفسية مترسخة في أعماقهم تجاه اللغة العربية،التي يريدونها”أبعد ما تكون”عن لهجاتهم، حتى تبقى أمازيغيتهم”متفردة”ببنيتها اللسانية”ممتازة”بمعجمها الغزير”أعجمية صافية”ليس بها “شائبة”عربية)ص:11.
– يؤكد الباحث أن المحاولات العديدة لربط الأمازيغية بالأصول الغربية باءت بالفشل “فألقيت في مزبلة الفكر والعلم” ويستغرب الباحث قائلا:”اللغات العروبية خاصة اللغة العربية بها آلاف الكلمات المشتركة مع البربرية ولا يلتفت إليها أحد في حين أن اللغة الباسكية بها القليل من الألفاظ المتقاربة مع ألفاظ بربرية ثم يثار هذا القليل ويسكت عن ذاك الكثير”
– كما ورد في دراسته على جملة من التساؤلات الأخرى مثل دفاعه عن استخدام كلمة “بربر” بشكل طبيعي كاستخدام “الأمازيغ” وأنها لا تعني بالضرورة “الهمج المتوحشون”كما يفهم من المعنى اللاتيني، لأن “كلمة بربر جميلة في مدلولها التاريخي…(و) العظماء هم الذين يشرفون أسماءهم، وليس الأسماء هي التي تشرفهم”
– وينبه القارئ إلى التمييز بين “الحركة الأمازيغية” وجماهير الأمازيغ، فليس كل ما تلح عليه هذه النخبة هو مطالب شعبية للأمازيغ ولهذا يتخوفون كثيرا من الاستفتاءات الشعبية لأنها قد تأتي بنقيض قصدهم.
– ويرفض الباحث إطلاق وصف “المسخ” على اللهجة المغربية باعتبارها مزجا بين العربية الفصحى والأمازيغية مع زعم غلبة هذه الأخيرة عليها، واعتبر ذلك أمرا طبيعيا مثل تفاعل العربية في بلدان أخرى كمصر مع لغتها القديمة وكذلك الشأن في اليمن والعراق والشام فتولدت مختلف اللهجات العربية الحالية.
– وينبه الباحث بعض المتطرفين الأمازيغ بأنهم واهمون إذا ما ظنوا”أن العداء السافر للمشرق العربي واللغة العربية والحضارة العربية الإسلامية سيؤدي إلى القطيعة مع موروثه الذي جاء به الإسلام…(ف) لن يستطيعوا أن يقتلعوا من تراب المغرب العربي ما تعرقت فيه من جذور الأخوة الواحدة ما بين العرب الفاتحين والعرب الأمازيغ”
– ولا يفوته أن يوجه سهام نقده لبعض الباحثين المغاربة في المسألة الأمازيغية مركزا على الأستاذ محمد شفيق باعتباره “الأب الروحي للحركة الثقافية الأمازيغية” وبأنه “صاحب هوى” يأتي إلى البحث و”لديه موقف مسبق يريد أن يثبته” فقد “سخر كل ما لديه لأجل انفراد البربر ولهجاتهم عن غيرهم خاصة إذا كان هذا “الغير” عربيا”
– وينتهي الباحث إلى أن الأمازيغية ليست سوى لسان عربي، فاستدل على ذلك بالمعجم المقارن، وبالدراسات النحوية والصرفية والصوتية، وأيد ما ذهب إليه الرحالة المغربي الشهير “ابن بطوطة” من أن تكون “ظفار” الواقعة ما بين عمان واليمن، هي موطن الأمازيغ ومنه نزحوا إلى شمال إيفريقيا، فأكد الباحث فيما لا يدع لديه شكا عروبة الكلم الأمازيغي بشتى لهجاته.
– آفاق الدراسة أن تكون معجما أمازيغيا مقارنا، وإنما اكتفى في هذا الكتاب بنماذج وأمثلة وما جعله هنا فصولا سيستقل كتبا بحول الله وقوته.وسينضم إلى دراسات علمية رصينة قادمة “ستزيح عند ظهورها تلك الصخرة اللغوية من تحت أقدام أولئك الواهمين …فلا يبقى لهم ساعتها…سوى أن يعودوا إلى أمتهم العربية معترفين بخطئهم،أو يشعلوا وحدهم شمعة المكابرة”
– وانطلاقا من مقولة “اللغة هي الكشاف الأول والهام عن أصل الشعوب” وما يجمع عليه من أن الأدلة اللغوية تعد من أفضل الأساليب وأوضحها لإثبات ما بين الجماعات السكانية من علاقات ثقافية وصلات نسب، يؤكد الباحث أن “الحجج اللغوية (التي وفق عليها وخبرها) تظل الأقوى تأكيدا، والأعظم تأثيرا وإقناعا في
إثبات عروبة المغاربة القدامى”
وأقول: على ما يصر البعض لتعميق الشرخ بين أخوين جمعهما الأصل الواحد والتاريخ المشترك والدين الواحد والوطن الواحد والمستقبل الواحد؟ إنه لا بديل عن اللحمة وتعميق أواصر الأخوة والاحترام إلا الضعف والتشرذم وذهاب الريح، فما يضيرني أن أكون أمازيغيا يحب العربية أو أن أكون عربيا يقدر عاليا أخاه الأمازيغي، ومن الأخوة تذويب الحساسيات المفرطة ومن ذلك اعتماد الحرف العربي المتداول عوض الحرف العربي المهجور والذي أصبح غريبا في شكله وكتابته على الأجيال، ويقتضي جهدا إضافيا ونفقات زائدة، فهاهي الشعوب الإسلامية الأعجمية في باكستان وإيران وأفغانستان تعتمد الحرف العربي المتداول وهم الذين لا يجمعنا بهم غير الدين أما بين معظم الأمازيغ ومعظم العرب فيجمعهم الدين وأصل العروبة وحري بنا أن نستحضر جميعا الشعار الرباني” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)الحجرات، فها هو تعميق التعارف انتهى بنا إلى الأصل الواحد وأكرمنا الله بدين ليس فيه من فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى فهيا إلى البناء المشترك، ودعوا عنا النعرات، فإنها منتنة.
ملاحظ عن الصور فهي تشمل صفحة الكتاب المذكور أعلاه.
و أما الثلاث صور فهي لصفحات من كتاب اخر يشرح أصل الأمازيغ إلى عرب اليمن و كيف تمت موجات الهجرة .