تاورغاء
منذ اكثر من 5000 سنة عمرت بلدة تاورغاء شعوباً مختلفة من رومان وبربر(هوارة ولواتة) والعرب الفاتحين والمرابطين وعرب مهاجرة وقد وجدت آثار هذه الأقوام من قصور مثل قصر قداس وقصر زرزر وقصور غواط وقصير أبو الطوب وقصر الحاجة وغيرها ، وفصاكي حفظ المياه وآبار مثل سانية غواط وتاجموت والباصالية والخرجة ، وقد كانت مأوى لكثير من الأشراف والمرابطين الذين استقروا بها ابتداءاً من سنة 1510م تاريخ وصول الفرنجة إلى طرابلس أمثال سيدي جبران وهو من أحفاد مولاي عبد الله دفين منطقة بن قرير بالمغرب وسيدي علي بن عمران الوافي والأول جد وأولاد جبران المعروفين بالمنطقة حتى الآن والثاني هو جد أولاد قبيلة أولاد وافي المعروفة على مستوى ليبيا والمنتشرين في مناطق مختلفة ابتداءاً من تاورغاء حيث ضريح جديهم والشاطي وفزان وبن جواد وأبو سعدة وبنغازي ويفرن والخمس وسبها وغيرها.
سيدي بن جدوع وهو جد أولاد بن جدوع الأشراف المعروفين بتاورغاء وسيدي إخليف وهو جد الخليفات المعروفين ، وقد اشتهرت المنطقة بأنهم أبناء السيدة عائشة وهي ولية صالحة يطالها الشرف من ناحية عبد السلام بن سليم الفيتوري (الأسمر) وقد توفيت السيدة عائشة عند إقامتها مع سيدي عبد السلام الأسمر بمنطقة القلعة بوادي سوف الجين عندما نفاها الأتراك من جامع الناقة بطرابلس نتيجة دوره الديني والسياسي والجهادي إبان الحكم التركي لطرابلس ،
وينقسم سكان تاورغاء إلى قبائل عدة ويرجعون بالنسب إلى الأصول الأتية : قبال لواتة وهوارة والسمالوس والشواشنة وبني سليم وبني هلال والأشراف والأشراف المرابطين. والجدير بالذكر أن هؤلاء السكان ينتمون إلى القبائل المعروفة الآن على مستوى ليبيا بكاملها مما يؤكد أصالة هؤلاء السكان وارتباطهم الوثيق ببقية القبائل الليبية أمثال قبائل أولاد سليمان وأولاد وافي والقواليش والفرجان والهماملة والمحاميد والزاوية والعمامرة وغيرها من القبائل الأخرى المنتشرة.
ينتمى افراد قبيلة السمالوس الى جدهم الاكبر الولى الصالح نصر الملقب بجبار الكسر ويوجد مقامة شرقى مدينة طرابلس (نصر بن زارع بن غانم بن على المقاني بن عبد القادر الجيلاني الحسني العلوي الهاشمي المتوفي سنة 651 هـ وهو نسبه معروف ولقب سيدي نصر جبار الكسر و هو معناه اسم _ ألوس باللهجة البربرية و الذي خفف ونطق فيما بعد السمالوس) وقد عقب ستة أولاد منهم عشائر القاضى-وسلطان وامهم من اولاد سليمان , وسليم ومحيريز وسيدي عزيز وابو حريرة وعبد الله وكان اخلاف محيريز المحاريز واخلاف القاضى هم القواضى واخلاف سلطان هم السلاطنة ؛ ؛ ولم يعقب كل من سيدى عزيز وابو حريرة ؛ اما عبد الله فقد تزوج من امرأة من اولاد بوسيف وخلف منها تسعة ابناء وهو جد السمالوس في مصر.
التسمية
كثير من المدن الليبية ما زالت تحتفظ بأسماءها البربرية القديمة نسبة إلى أسماء قبائل أو صفات للمكان..ومن هذه المدن تأورغاء التي تعني الجزيرة الخضراء (تاورغات)..لانها على شكل جزيرة خضراء بفعل العين الشهيرة والسواقي المتفرعة منها في مختلف الاتجاهات..وهذا ما يسمى البلدة القديمة..وقد انتقلت الآن بفعل عدة عوامل إلى تاورغاء الجديدة على الطريق الساحلي الرابط بين شرق وغرب ليبيا
السكان
سكان تاورغاء مستقرون في واحة تاورغاء وقد قسمت المنطقة لأغراض الزراعة والرعي (أسرة الوديان) بين العشائر الثلاثة التي يتكون منها السكان ( المحارزة والسلاطنة والقواضي ) وينحدر العنصر البربري من هوارة (جذم برانس) ولواته (جدذم مادغيس) أما العنصر العربي فهو ينحدر من أولاد سليمان (دباب جذم بني سليم) وكانوا أقوياء بهذه المنطقة الجنوبية الشرقية وكذلك من زغبة (جذم بني هلال) ولا نعدم أيضاً مجموعات أخرى تمثل فروعاً عربية أخرى ( المزاوغة ، الفرجان ، هماملة ، العمامرة ، العبادلة ، القواليش ، الرتيمات )، كانت تاورغاء في عهد الإدارة العثمانية تشكل ناحية وتابعة لقضاء مصراتة ثم تحولت إلي تبعية سنجق الخمس وعندما حلت الإدارة الإيطالية هذا السنجق أعادت ناحية تاورغاء إلي السلطة السياسية بمصراتة ، ويقال أن جابر بن موسى من عائلة بن جابر (أهل القصر أو عرب القصر أو أولاد نصير) هو من أثار أهالي تاورغاء في سنة 1633-1634 م ضد السيطرة العثمانية (طبقاً لما ذكره المؤرخ الطرابلسي التائب) .
كما كان يتوافد إليها أغلب سكان المناطق المجاورة في موسم جني التمور الآمر الذي جعل من بعض الوافدين إليها يستقر بها وكذلك من اغلب مناطق ليبيا حتى منطقة العجيلات غربا للمشاركة في مزار (السيدة عائشة) .
اشتهرت هذه المنطقة بأشجار النخيل والذي يعتبر الثروة الحقيقية بها والداخل إلى المنطقة يشعر في اللحظة الأولى بأنه في منطقة استوائية نظرا لكثافة أشجار النخيل ونبات الديس وسواقي الماء و غلوب اللون الأسمر .
وعرفت في فترة الاحتلال الإيطالي لليبيا ،حين تلقي فيلق العقيد بينكو المؤلف من 2300 جندي على أثر اصطدامه بالمجاهدين في تاورغاء، هزيمة نكرى مما اضطر اللواء تساوني في هذه المعركة من خلال برقيته إلى إبلاغ وزارة المستعمرات والحربية والأركان عن شجاعة المجاهدين وتشوقهم إلى الاستشهاد تعبيرا حيا عندما أشار إلى مهاجمة المجاهدين للجنود الإيطاليين حتى بدون سلاح؟