غني عن التعريف أن سكان ليبيا "البربر" القدامى يعود أصلهم إلى بني كنعان وبني قيذار وبني قحطان.

وكلمة البربر يونانية وتعني الالتغ الذي لا يحسن لغة القوم وينطقها بلكنة أعجمية وقد أطلق اليونانيون أبان عهد أستعمارهم قديماً علي الشعوب التى تحدهم من الجنوب "شمال أفريقيا"، والشعوب التى تتاخمهم من شمال اليونان "شمال أوروبا".

ثم جاراهم فيما بع أباطرة الروم، وأمسى أسم البربر يكنى به سكان شمال أفريقيا، وفى فجر الإسلام جاء الفاتحون العرب وظلت التسمية مستمرة.

يقول العالم الجغرافي ابن خرداذبة فى كتابه "المسالك والممالك"، مشيرًا إلى أصل سكان ليبيا ما نصه: "وكانت دار البربر- وهو دار الليبيين- فلسطين وملكها جالوت. فلما قتله داوود عليه السلام، جلت البربر إلى المغرب حتى انتهوا إلى لوبية ومراقبة- يعني ليبيا ومراكش- فتفرقت هناك، فنزلت زناتة ومغيلة وضريسة وفرسنة الجبال، ونزلت لواتة أرض برقة، وهي "أنطابلس" بالرومية وهي خمس مدائن، ونزلت هوارة مدينة "اياس"- ويعني "أويا"- وهي طرابلس وهي ثلاث مدائن.

هذا ما قاله خرداذبة الذي عاش فى القرن الثالث للهجرة، ويبدو من كلامه إنه كان على معرفة ببعض اللغة اليونانية من مثل تعبيره بالخمس مدائن عن "بنتابوليس"، وثلاث مدائن عن "تريبلوس".

ولقد كان الحديث عن الأصل العربي لليبيين القدماء متواترًا في مؤلفات كثير من الكتاب والمؤرخين ومشهورًا عند العديد ممن تعرض لهذه النظرية، وكان البعض يرجعهم إلى اليمن أو سواحل الشام، أو هي هجرة من اليمن إلى الشام فشمال أفريقيا هذا.

وإذا قرأنا مؤلفات أهل الغرب وجدناهم يصرون على نفي الأمر، نفيًا فيه الكثير من التشكيك والدس، معتمدين على ما يسمونه النظرة العلمية التي يكيفونها حسب أهوائهم، ويسوقون الأدلة على أقوالهم تعسفًا لا ريب فيه، من ذلك مثل ما يورده مؤلف كتاب "people of the vel"، أو التوارق الملتمين وهو اللورد "رينيل أوف رود"، فيحاول أن يعلل نظرية ابن خرداذبة وابن خلدون تعليلًا سطحيًا، بأن من عادة المسلمين أن يوجدوا علاقة ما مباشرة أو غير مباشرة بينهم وبين عرب الجزيرة موطن النبي صلى الله عليه وسلم، تفاخرًا بهذا النسب وقربى.

والقبائل البربرية التى كانت تسكن ليبيا قبل الفتح الإسلامى هى:

لواتة- زناره – هواره - زناته – نفوسه - كتامة – صنهاجة - الاواجله وغيرها

زناته:

وكانت تقيم فى برقة أبان الفتح ألأسلامى وأعتنقت الإسلام تم ناصرته مناصرة إيجابية، وينحدر أفرادها من لوا بن زحليك بن اوريغ أبن البرانس بن مزيغ بن كنعان.

زنارة:

عشيرة ينتمى أفرادها إلى زنار بن بربر قيدار بن أسماعيل بن أبراهيم (عليهما السلام).

هوارة:

عشيره كانت تقيم فى مصراتة وضواحيها أبان الفتح الإسلامى وينحدر أفرادها من هوار بن بربر بن قيدار، أعتنقت الإسلام ثم ناصرت الخوارج وشتت الفاطميون شملها فارتحل جل أفرادها إلى الشرق.

زناتة:

وهم من أهل الوبر كانت تقيم فى برقة أعتنقت الإسلام ، إنحازت الى المعز بن باديس الذى أنشق عن الفاطميين، وتصدت لبنى سليم وقاتلتهم قتالاً شديدًا وكادت تتعرض للأنقراض، ثم أندمج ماتبقى من رجالها فى القبائل الأخرى.

نفوسة:

يعود أصل سكان نفوسة وكباو إلى مغر بن أوريغ بن البرانس بن مزيغ أبن كنعان.

وقد أستوطن هدا البطن المنطقة الواقعة شمال تاورغاء إلي جنوب كباو، كما حل أيضاً بجبال نفوسة زحبك بن أوريغ بن البرانس بن مزيغ بن كنعان، وقد خلف زحبك "نفوس"، وإليه تعود عشيرة نفوسة.

كثامة:

روى الطبرى أن بيت ملوك التبايعة كان فى سبأ، وكان الحارث ابن ذى شداد هو الرايش جد ملوك التبابعة الذين حكمو شبه جزيرة العرب أكثر من قرن وخلفه أبنه أبرهه ذو المنار ثم خلفه أبنه أفريقش الذى ساق فلول "البربر" الى إفريقيا من بلاد كنعان وكان من بين هذة القبائل كثامة.

لقد أستوطنت كثامة هذه الديار منذ عهود موغلة فى القدم، واعتنقت الإسلام ثم ناصرت الفاطميين ضد الأغالبة فى المغرب والعباسيين فى الشرق.

صنهاجة:

عشيرة (بربرية) كبرى كانت تعيش غربى طرابلس ومعظمها فى زوارة والجبل وحدود تونس وهى تنحدر من النعمان بن حمير بن سبأ.

زويلة:

عشيرة "بربرية" كانت تقيم بين برقة وفزان والسودان، وقد سميت منطقة فزان باسمها.

ارتحل معظم رجال هذه العشيرة مع جوهر الصقلي فى حملته الفاطمية، وناصرت الفاطميين وقد سمي باسمها باب عظيم "باب زويلة" فى القاهرة، وشيدوا على جانبه منارتين، استوطن بعضها مصر منذئد وبقى بعضها فى زويلة بالجنوب الليبي.

الطوارق:

وهم بطن من صنهاجة، وقد لعبوا أدوارًا رئيسة فى صد غزوات الفرنجة، وكثيرًا ما هبوا من أقصى الصحراء لنجدة المسلمين فى الأندلس، ولازالوا يحافظون على تقاليد الاسلاف الملثمين

مزاتة:

كانت تقيم فى ودان وهون أبان الفتح الإسلامي، اعتنقت الإسلام وناصرته.

هيلة والمصالين:

كانتا تقيمان فى المنطقة الممتدة من طرابلس إلى زوارة، ولعلهما بطنان من صنهاجة.

الأواجلة:

يعود أصلهم إلى جويلة بن نمرود بن كوش بن كنعان، واستوطنوا واحات أوجلة وسيوة وغدامس وزويلة خلال فترة موغلة فى اطناب التاريخ القديم، وينقسمون إلى أربعة بطون هي:

- صبوح. - سراحنة.

- حطي. - زقاقنة.

التبو:

وهي من أقدم سكان المنطقة الصحراوية، حيث ينتشر أفرادها من جبال تيبستي الواقعة أقصى الجنوب الليبي على حدود تشاد ومرورًا بالقطرون وواو الناموس والواو الكبير والكفرة وبالزبعة وغير ذلك.

المصدر

الانساب العربية في ليبيا ..

محمد عبدالرزاق مناع

النسخة الاولي 1971