الطريق الي لوزان
في سنة 1902 م كانت فرنسا قد عقدت اتفاقا سريا مع إيطاليا، حول تحديد مناطق النفوذ في البحر الأبيض المتوسط، وفيه تعهدت بعدم التعرض لايطاليا في منطقة طرابلس، وبالمقابل أطلقت إيطاليا يدي فرنسا في المغرب، كما تعهدت لها بالتزام جانب الحياد في حالة تعرضها لهجوم من جانب ألمانيا. أما المقاومة العنيدة للدولة النمساوية - المجرية التي كانت تبدي مخاوفها من نشاط إيطاليا في حوض البحر المتوسط فقد قضي عليها بالتعهد سنة 1902 بعدم التعرض للتوسع النمساوي المجري في البلقان ضد البوسنة والهرسك. ولهذا السبب فإنه عندما أعيد تنظيم الحلف الثلاثي والذي كان يضم في عضويته إيطاليا وألمانيا، تعهدت الدولة النمساوية -المجرية بتقديم الدعم الدبلوماسي لإيطاليا في صراعها من أجل ضم ليبيا.
وكان أكبر نجاح حققته الدبلوماسية الإيطالية هو اعتراف انجلترا بالحقوق الخاصة لإيطاليا في شمال أفريقيا.
ففي بداية القرن العشرین، كان الاستعمار البريطاني قد بدأ يعد العدة للمعركة الفاصلة مع ألمانيا. ولهذا كانت انجلترا تبذل كل جهودها لإخراج إيطاليا من الحلف الثلاثي. كما تلقت إيطاليا الموافقة الدبلوماسية على احتلال ليبيا من جانب روسيا القيصرية أيضا.
ففي خريف عام 1909 م تم اللقاء بين نیکولاي الثاني وفيكتور عمانويل الثالث في راکو نیدجي (قرب تورین) قام خلاله وزیرا خارجية الدولتين المرافقان بتبادل المذكرات، وقد اعترفت إيطاليا بحق روسيا في المضائق، كما اعترفت روسيا بحق إيطاليا في طرابلس .