الخيانة مقابل ثمن بخس
الخيانة مقابل ثمن بخس..
*
بيعت غرناطة بثمن بخس من قبل الوزير (أبي القاسم المليح) و(الوزير يوسف بن كماشة) و(السلطان أبي عبدالله الصغير) الذين سلموا غرناطة نظير مقابل مادي بخس، وأن يعفى السلطان من الضرائب واحتفاظه بأملاكه.
وخوفا من رفض الغرناطيين تسليم المدينة، وخوفا من رفضهم الاتفاقية الموقعة مع النصارى نشر (أبو عبد الله الصغير) قوات جيشه لمصادرة السلاح من المواطنين، وقاموا باعتقال قادة المجاهدين وإعدامهم ليلا قبل تسليم المدينة بيوم واحد، أي في مثل هذه الليلة (مساء الأول من شهر يناير سنة 1492)..
أما صاحب الشرطة (فتوح الوادي آشي) ـ وهو المسؤول عن اعتقال المجاهدين وإعدام قادتهم ـ فقد تنصر، وأصبح اسمه (الدون فيلا دي كاسترو).. أحد المفاوضيَن الذين خانا الغرناطيين هو (يوسف بن كماشة) أصيب بالجنون، وتنصر ودخل أحد الأديرة المسيحية ولم يعد أحد يسمع به حتى مات..
والثاني هو أحد وزراء أبي عبد الله الصغير (أبو القاسم المليح) وقد قال للملكين الكاثوليكيين: "أقسم بالله أنني إذا استطعت أن أحمل غرناطة على كتفي لحملتها على كتفي إلى أصحاب الجلالة، وهذا برغبتي، وليقض الله عليّ إن كنت كاذبا، كما أتمنى أن ينتهي هذا الأمر (يعني تسليم غرناطة) على خير، وأرجو أن تكونوا على يقين بأنني خادم شريف ومخلص لأصحاب الجلالة"، ويقال إنه تنصر هو الآخر..
ـــــــــــ
لوحة تصور الملكيْـن الكاثوليكيين جاثيين أمام أحد كبار الكرادلة الذي يحمل الصليب في إشارة واضحة لنوعية الاستيلاء على غرناطة، وفي العمق تبدو قصور الحمراء تنتظر مصيرها الذي لم يعد منه مهرب أو مفر..
_____________
**ما أشبه البارحة باليوم وما أشبه غرناطة بطرابلس وما أشبه الأندلس بليبيا **
وكم عندنا من ابن كماشة ...ومليح؟؟
جمعتكم مباركة وعام ميلادي سعيد