الأبجدية البونيقية الخط الفينيقي الحديث

الأبجدية البونيقية الخط الفينيقي الحديث

 

انقرضت كل اللغات الكنعانية مع بدايات الألفية الأولى بعد الميلاد، في حين قام الفينيقيون القادمون من المشرق العربي (وخاصة القرطاجيون) بنشر اللغة الفينيقية في الغربي المتوسط؛ و بقيت حتى بعد سقوط فينيقيا. مع بداية التاريخ الميلادي أصبحت الآرامية، والتي استمدت أبجديتها من الفينيقية، هي لغة فينيقيا في المشرق. بينما ظل أهل شمال إفريقيا حول قرطاج يتحدثون اللغة الفينيقية حتى القرن السادس الميلادي بلهجةً تُعرف بالبونيقية، وهي لغة منحدرة من الفينيقية التي هي أخت اللغة العربية لأنها من الأرومة السامية والتي تتشابه مع هذه الأخيرة إلى حد كبير في كل من أصوات الأبجدية ومعاني مدرجة في القاموس العربي المعاصر.

اللغة البونيقية، تسمى أيضا القرطاجية أو الفينيقية البونية. كان يتحدث بها في الإمبراطورية القرطاجية في شمال إفريقيا والعديد من الجزر المتوسطية من قبل الشعب البونيقي في العصور القديمة الكلاسيكية. واستدل عنها من خلال بعض الأثار والكتابات. وكانت لغة العلم والثقافة بشمال إفريقيا ، وقد كتب بها أوغسطينوس وأعماله هي المصدر الأساس الذي يدل على اللغة البونيقية المتأخرة. وهذا يدل على أن اللغة كانت ما زالت حية في القرن الخامس للميلاد.

النصوص المكتوبة بـالخط البونيقي أو ما يسمى عند اللسانيين بالخط الفينيقي الحديث قليلة جدًا، وأكثرها على العملات النقدية، وجاءت فيها أشكال الحروف متشوهة. كما أشار سالوست إلى الكتب القديمة باللغة البونيقية وتآليف المؤلف الزراعي ماغون بها، وحديث المؤرخين عن مكتبة قرطاج وما احتوته من مؤلفات وكتب. وبالرغم من التطور الذي عرفته الإمبراطورية القرطاجية وحضارتها الفينيقية البونيقية لمدة قرون لم يبقى من منتجاتها الثقافية والأدبية إلا القليل الناذر وذلك كون القرطاجيين إعتمدوا في كتاباتهم على الأوراق مثل البردي وغيره من الأنواع والتي تعرضت للتلف نتيجة طابع معيشة القرطاجيين الساحلية الرطبة أو إثر محرقة قرطاج. نتيجة لما سبق ضاع أغلب الإنتاج الفكري والأدبي البونيقي ولم يصل إلينا إلا القليل عنهم بواسطة المؤرخين الرومانيين واليونانيين.