هل الفينيقيون عرب؟
فينيقيا (من اليونانية القديمة: Φοινίκη، فوينيكِس Phoinnkē وتعنى "البلد الأرجواني") وﻫﻢ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻜﻨﺖ معظم مناطق البحر الأبيض المتوسط من بلاد الشام سوريا ولبنان وفلسطين وشمال إفريقيا إلى غاية أوروبا بإسبانيا وجزر البحر الأبيض المتوسط بما فيها جزيرة مالطة
ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺳﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ. وﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘوﻦ ﻫﻢ ﻛﻨﻌﺎﻧﻴﻮﻥ ﺳﺎﻣﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺻﻠﺐ ﺳﺎﻡ ﺑﻦ ﻧﻮﺡ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻋﺮﺑﻲ.
فﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺃﺑﻮ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ (ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻋﺎﻡ 310ﻩ/922ﻡ) أان “ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ ﻫم ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪﺓ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﺑﺄﻧﺴﺎﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻘﺔ”.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ ﺁﺧﺬﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ: “…ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻮﻥ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻘﺔ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮﻭﺍ ﺑﺒﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻣﻠﻜﻮﻫﺎ“. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ً: “ أﻭﻝ ﻣﻠﻚ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎﻩ ﻟﻠﻌﻤﺎﻟﻘﺔ“. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً: “ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻃَﺴْﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﻖ ﻭﺃُﻣﻴﻢ ﻭﺟﺎﺳﻢ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ“.
ويعتقد هيرودوت أيضا أن موطن الفينيقيين كان البحرين. وقد قبلت هذه النظرية من قبل الفنان الألماني أرنولد هيرين في القرن التاسع عشر الذي قال: "عند الجغرافيين اليونانيين، على سبيل المثال، نقرأ عن جزيرتين، تدعى تيروس أو تايلوس، وأرادوس، التي تفاخر بأنها كانت الدولة الأم للفينيقيين، وعرضت آثارا المعابد الفينيقية''.
وكان شعب صور في جنوب لبنان على وجه الخصوص يحافظ على أصول الخليج العربي لفترة طويلة.
أﻣﺎ ﺳﺘﺮﺍﺑﻮﻥ (64ﻕ.ﻡ ـ 19ﻡ)، ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺃﺻﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ (البحرين ﻭﺷﺮﻕ السعودية ﺣﺎﻟﻴﺎ)، وقد ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺟﺰﺭ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻔﻨﻴﻘﻴﻴﻦ، ﻭ اﻥ ﺳﻜﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﺭ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺟﺰرﻫﻢ ﻭ ﻣﺪﻧﻬﻢ ﻫﻲ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻓﻴﻨﻘﻴﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﻬﻴﺎﻛﻞ ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ. ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﻫﺬا، ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﻔﺲ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺄﻫﺎ ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ. ﻣﺜﻞ (ﺻﻮﺭ) ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﻋُﻤﺎﻥ، ﻭ (ﺟُﺒَﻴْﻞ) ﻭ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺃﺭﻭﺍﺩ (أﺭﻭﺍﺩ ﻭﻫﻲ ﺍلإﺳﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺮّﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺗﺎﺭﻭﺕ ﺑﺎﻟﻘﻄﻴﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﺳﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺑﻠﺒﻨﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﻋﺜﺮ ﺑﺘﺎﺭﻭﺕ ﻭﺍﻟﻘﻄﻴﻒ ﺍﺛﺎﺭ ﻓﻴﻨﻴﻘﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻣﻴﻦ ﺍﻟﺮﻳﺤﺎﻧﻲ: “ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﻭﺍﻵﺛﺮﻳﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻨﻴﻘﻴﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺳﺎﻣﻴﻮﻥ. ﺑﻞ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﺮﺏ ﺍﻷﺻﻞ. ﻧﺰﺣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻴﻒ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ” منذ آلاف السنين ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ “…ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻧﻬﻢ (ﺃﻱ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ ـ ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﻴﻦ) ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﻋﺮﺑﻲ ﻓﻘﺪ ﻧﻘﻠﺖ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻇﻌﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻠﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ”.
ﻭﻗﺎﻝ ﻫﻨﺮﻱ ﺭﺍﻭﻟﯿﻨﺴﻮﻥ : إﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻔﻨﻴﻘﻴﻴﻦ (ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ) ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻘﻄﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻇﻌﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ﺧﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺳﻨﺔ قبل الميلاد ﻭأﻧﻬﻢ ﻋﺮﺏ ﺑﺄﺻﻮﻟﻬﻢ ﻭأﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺪﻧﺎً ﻓﻨﻴﻘﻴﺔ ﺃﺳﻤﺎﺅﻫﺎ ﻓﻨﻴﻘﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺻﻮﺭ ﻭﺟﺒﻴﻞ ﻭأﺭﻭﺍﺩ.