حديث الخيانة والعمالة
احاديث
"الخيانة والعمالة "
قرر محمد إدريس المهدي ( إدريس السنوسي ) السفر الى الحج بعد بدأ المفاوضات مع الطليان لاجل ان يكون حاكما علي الواحات الجنوبية بليبيا فقط
فذهب إدريس السنوسي عن طريق مصر في 1915م استقبله اللورد كيتشنر في القاهرة لاستدراجه لخدمتهم في المنطقة وفي عام 1916م تمت معاهدة الزويتينه بين الوفد السنوسي وايطاليا وكانت تتضمن الاعتراف بإدريس السنوسي رئيسا للجمعية السنوسية ولم تنجح هذه المعاهدة ، وفي عكرمة 1917م وبحضور إدريس السنوسي عقدة اتفاقية بين السنوسية وايطاليا كانت تتضمن 13 بنداً منها إعفاء أملاك السنوسية من دفع الضرائب ، ترميم الزوايا ، وإيقاف الحرب في برقة ، والعمليات العسكرية في المستقبل وتعهدت ايطاليا بدفع مرتبات لمشايخ الزوايا مقابل إيقاف أي تمرد من القبائل في المنطقة وعلاوة على أن يقوم إدريس السنوسي بتجريد المقاومين في برقة من أسلحتهم وهذا خلال سنة واحدة من توقيع الاتفاقية .
وأدت هذه الاتفاقية إلى سخط الطرابلسيين وانقسمت البلاد إلى جزئين متحاربين البرقاوية والطرابلسية ودعمت ايطاليا
إدريس السنوسي في برقة ضد بني وطنه بألفين بندقية وأقام إدريس في غرب برقة في منطقة سرت خط أطلق عليه خط النار الذي كان ينطلق فيه البرقاويين بغارات على الطرابلسيين
وفي سنة 1918م تم إبعاد احمد الشريف بحجة حضور حفل في إسطنبول لتتويج محمد وحيد الدين السادس بواسطة
غواصة ألمانية من ميناء العقيلة . وفى سنة 1920م استبدلت اتفاقية عكرمة باتفاقية الرجمة تضمنت تقسیم برقة قسمين الخارجية وهي تقع على الساحل تحت سيطرة ايطاليا والداخلية وتتمثل في ( واحات جالو والكفرة والجغبوب ) لتصبح إمارة لإدريس السنوسي بشروط ايطالية وأعطي إدريس السنوسي لقب الأمير وله مقر إدارة في اجدابيا وتتكفل ايطاليا بمصاريفه هو وحشيته وفق
لهذه الاتفاق وكانت الجيوش الإيطالية والسنوسية توجد في المعسكرات التي أعيد تشكيلها ( في الأبيار ، تاكنس ، عكرمة ، ثم في المخيلة ) وفي كل منها كان للسنوسيين ناظر والإيطاليين - مفتش . وكان أكبر ناظر للسنوسيين هو محمد الرضا ، أخ إدريس . وأكبر مستشار الشيخ صالح العوامي ( رئيس زاوية في بنغازي ) . وكان إدريس السنوسي يتمتع بمكانه خاصة عند الطليان ، كما حدث عندما تقدم إدريس بتأشيرة لعبور الأراضي المصرية لقضاء فريضة الحج سنة 1919 رفض الانجليز منحه التأشيرة ، ولكن نقلته بارجة حربية إيطالية على متنها إلى ميناء الإسكندرية منها انطلق إلى أرض الحجاز تقديراً لولائه
وقام إدريس السنوسي بزيارة قصيرة إلى إيطاليا بدعوة من ملك إيطاليا سنة 1920
وبعد إقرار اتفاقية بومريم استلم إدريس السنوسي مبلغ من المال لضمان الأمن في المنطقة ، وكان المبلغ المقرر بالاتفاقية ( 2.6 مليون ليرة ) منها 300 ليرة ذهباً أخذ إدريس نصفها بعد التوقيع مباشرة والنصف الثاني يستلمه بعد تجريد المقاومة الليبية من أسلحتها ، وكان من أشد معارضيه " علي العبيدي " الذي تمكن إدريس من أن يخدعه ، وتم القبض عليه وأرسله إلى الواحات سراً والجدير بالذكر في سنة 1918 تم إعلان الجمهورية الطرابلسية وبعد هذا الإعلان غضبت إيطاليا وفي سنة 1922 زحف الإيطاليون على دواخل منطقة طرابلس ، وأرسل الطرابلسيون وفد لإدريس السنوسي لإحياء عملية الجهاد في برقه ، كما عرضوا عليه تولي وقيادة الجهاد ولكن لم يستجيب لمطالبهم . شعر إدريس السنوسي بالخطر بعد انقلاب الحزب الفاشي في إيطاليا فجمع كل ما يملك من مال سواء التي أخذها من إيطاليا الملكية أو من أموال الزكاة المجباة وفر هارباً إلى مصر بحجة المرض ولقاء الأصدقاء القدامه الانجليز واستمر بقائه هناك حتى نهاية الحرب العالمية الثانية بانتصار الحلفاء على دول المحور والتي كانت من ضمنهم إيطاليا.
وخلال فترة ما بين 1911م _ 1922 لم يكن لإدريس السنوسي أي دور في هذه المقاومة ضد الطاليان . أقام إدريس السنوسي في مصر وكون علاقات مع الشخصيات الكبيرة مثل (حافظ عفيفي باشا ، ومصطفي النحاس ، وعبدالله بن حسين أمير الأردن ، ونوري السعيد وغيرهم بحجة النضال من اجل القضية .
وثم كون الجيش السنوسي البريطاني تحت إمرة بريطانية بعد أن هزمت بريطانيا ايطالية أقاموا في ليبيا إدارتين منفصلتين واحدة في برقة والثانية في طرابلس واستمر وجود إدريس في مصر حتى مكنته بريطانيا من الحكم في ليبيا وأعطي استقلال زائف عن طريق عملاء بريطانيا في الجامعة العربية وأصدقائها في الأمم المتحدة مقابل قواعد بريطانية في برقة و أخرى أمريكية في طرابلس ، وأما فزان كانت من نصيب سيف النصر الذي كان دوره مع فرنسا مثل دور إدريس مع الانجليز والطليان .
وانتهاء عهد الخونة والعملاء وبائعي الأرض والعرض ...بقيام ثورة الفاتح من سبتمبر التي كانت قول وفعل
(سنبني مجدا ونحيي تراثا ونثأر لكرامة جرحت وحق اغتصب)
https://albunyanalmarsus.com/