المجاهد الليبي احمد المريض
المجاهد الليبي احمد المريض
هو أحمد بن علي بن محمد بن أحمد المريٌض زعيم قبائل ترهونة ومسلاتة ولد سنة 1875م وهو من قبيلة عواسة بترهونة التابعة لربع أولاد مسلٌم عربية سلمية ومن أعرق العائلات الليبية التي اشتهرت بجهادها ونضالها ضد مختلف أنواع الظلم والطغيان على مر السنين، فقد كان أحمد المريض الأول من أوائل المتمردين والثائرين على الحكم العثماني الغاشم في الفترة العثمانية الأُولى سنة 1609 1672م وأُصيب في فخده في احدى المعارك ضد عشقر باشا وأسر وشنق في السرايا، ثم قام إبنه محمد بالثورة على الحكومة التركية انتقاما لوالده فقتل في المعركة، وتآمر الوالي العثماني محمد امين باشا علي عبد الهادي المريض أحد قادة الثوار ضد الانكشارية حيث تم اسره ونفيه إلى سجن في مدينة طرابزون التركية رفقة غومة المحمودي ونائبه ميلود بن شقرون والمرموري السبعي، وانتقم الحاكم العثماني من هذة العائلة بأن أمر بقتل جميع الذكور فيها وكادت أن تُباد هذه العائلة لولا أن قامت زوجة محمد ابن أحمد بإخفاء احد ابنائها حيث تربى ونشأ الي ان رجع الي مدينة ترهونة وحصل على لقب شيخ قبيلة وقائمقام.
كما كان ابن أحمد المريٌض الثاني في المهجر[الطاهر بك المريٌض ]من قيادات الحركة الوطنية واحد مؤسسي ثاني حزب سياسي في طرابلس الغرب وهو الجبهة الوطنية المتحدة ،الذي كان تاسيسه كرد فعل مباشر علي تصريح ايرنست بيرنين وزير الخارجية البريطاني أثناء انعقاد مؤتمر الدول الاربعة الكبرى سنة1946م والذي فشل في تحديد مصير المستعمرات الإيطالية منها ليبيا كما كان الطاهر بك المريٌض أحد رؤساء الوفد الطرابلسي الي القاهرة لتوحيد طرابلس وبرقة سنة 1946/6 م وأحد الاعضاء الاثنى عشر للمجلس الاستشاري الاعلي لامارة برقة طربلس الغرب سنة1941 1947 والذي كان يختص بكافة شؤون برقة وطرابلس الغرب ولكنه انسحب منه وكان سالم المريض أحد اعضاء الجمعية الوطنية الدستورية مجموعة الستين المكلفة باعداد الدستور الليبي قبل الاستقلال وعضوا في ثاني حزب في طرابلس الغرب وهو الجبهة الوطنية المتحدة ونصب محافظا على طرابلس والزاوية والخمس
أما المجاهد [ عبد السلام المريٌض ] قائمقام ترهونة 1944 و1950 فكان أحد قادة المجاهدين في معركة ترهونة التي تعرف با[الشقيقة] في 18 يونيه 1915م كما قاد المجاهدين في معركة[الأكوام]رغم قلة عددهم وسقط فيها أكثر من 200 شهيد وقد كان عضوا في أول حزب في طرابلس الغرب وهو الحزب الوطني الطرابلسي سنة 1946/8 كما كان أحد الأعيان الذين حضروا مؤتمر مسلاتة الذي تم فيه الاتفاق على تأسيس الجمهورية الطرابلسية وأحد الشخصيات المهمة فيها.
لبى الرجل نداء الواجب وأبى اٍلا أن يسير علي نهج أجداده في الجهاد والمقاومة فأعلن النفير العام بين قبائله التي حرضها على الجهاد وقادها في العديد من المعارك بنفسه مثل معركة سيدي السائح ـ فم ملغة ـ وادي وايف ومعركة الشقيقة المنسية التي تكبدت فيها القوات الإيطالية هزائم ثقيلة وقتل فيها الكولونيل[بيليا]وقاد مجاهدي ترهونة ومسلٌاتة في معارك[طريق الشط ـ عين زارة ـ بئر ترفاس] رفقة قائد مجاهدي تاجوراء علي تنتوش ولكنٌ فارق التسليح حسم المعارك واحتلت إيطاليا طرابلس. وعندما اعلم المجاهدين بحدوث نقص في المجاهدين والعتاد في جبهة القتال الغربية العجيلات سارع وبادر بتعضيد ثورة المقاومة في تلك المنطقة. وبعد اجتماع قادة المجاهدين في جامع المجابرة بمدينة مسلاتة 16 نفمبر1918 تم الاتفاق علي تاسيس أول جمهورية عربية وهي الجمهورية الطرابلسية واختير احمد بك المريٌض ليكون أحد الرؤساءالاربعة للجمهورية الطرابلسية{الحكومة الوطنية لطرابلس الغرب}وفي فترة النضال السياسي اختير ليكون رئيساً لمجلس شورى الجمهورية سنة 1918 ــ1923 ولاجادته اللغة الإيطالية وكذلك فنون التفاوض تولٌى الرئاسة العامة لحزب الإصلاح الوطني 30/ ايلول/1919 م وأنشئت جريدة اللواء الطرابلسي لتكون لسان حال الحزب.ولدماثة الخلق ورزانة التفكير انتخبه المجاهدون بالاجماع لتولى رئاسة مؤتمر غريان 1920 م ورئاسة هيئة الاصلاح المركزية لاعادة توحيد الصف وللتفاوض مع الإيطاليٌين ومطالبتهم بتطبيق نصوص القانون الأساسي قالت عنه المصادر الإيطالية مفاوض صعب لايلين ولا يهادن الا إذا كان الموضوع في صالح وطنه ليبيا اتٌبع في قتاله لنا تكتيكا يجهله الإيطاليين وهو الكر والفر قاوم المجاهد أحمد المريٌض إلى النهاية رغم خيانة عدد كبير من القيادات المقاومة للاستعمار الإيطالي وتسليمهم لمناطقهم وضغطهم عليه للاستسلام، ولكنه اختار القتال حتى النهاية علي خيانة بلده..
رحمه الله من ابطال ليبيا