العمامرة
قبيلة العمامرة
قبيلة منتشرة في البلاد العربيّة مشرقاً ومغرباً فهي في اليمن والسعودية والبحرين و الإمارات وقطر والكويت وسوريا والعراق وفلسطين والأردن ومصر و ليبيا وتونس والجزائر والمغرب ولا يوجد حتى الآن ما يشير إلى وجود هذه القبيلة في غير ما ذكرنا. وإذا سلّمنا بأن قبائل العمامرة في البلاد العربيّة كلها ذات أصل واحد فإن سبب انتشارها الواسع هذا قد يعود إلى أنها من القبائل كثيرة الهجرة كما يرى البعض ووراء ذلك أسبابه التي قد تكون اقتصادية بحثاً عن المراعي والكلأ أو اجتماعية لنزاعات بين القبائل. وإذا كان المرجح قدوم العمامرة إلى الشمال الأفريقي وإلى العراق والشام ضمن الهجرات العربيّة القديمة أو الحديثة بحثاً عن المراعي والكلأ وبالتالي الاستقرار فيها، فإن وجود هذه القبيلة في أطراف الجزيرة العربية الأخرى كقطر والبحرين والإمارات يرجّح أن يكون دافعه صراعات بين القبائل خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار إن قدوم القبائل الرئيسة إلى هذه المناطق والدول فيما بعد كان لصراعات على النفوذ بين قبائل الجزيرة العربيّة. من المرجّح حتّى الآن
أن أكبر موجة هجرة لقبيلة العمامرة كانت إلى شمال أفريقيا، ذلك أن مضارب القبيلة موجودة في كل المنطقة وهو ما يرجّح فرضية أن وجود قبائل العمامرة في الحجاز ونجد والأردن وفلسطين ضمن قبائل أخرى هو بسبب انضمامها إلى التحالفات القبليّة التي نشأت لسبب من الأسباب بعد أن وجدت نفسها بهجرة القبيلة الأم أقليّة لا تقوى بمفردها على مواجهة علاقات الحياة في مجتمعات البادية.
قبيلة العمامرة هي من أهم القبائل في ليبيا و من ضمن القبائل المهاجرة لبني هلال استقروا سابقا في ما يعرف الآن بمنطقة ورفلة. لأسباب سياسية في فترة حكم ابن تليس أمر مجموعة من قبيلة العمامرة و قبيلة أولاد شكر بالتوجه نحو الساحل. حيث تتمركز هذه القبيلة الآن في المنطقة المعروفة بأسمها منطقة العمامرة وهي تقع جنوب مدينة الخمس الساحليّة بـ 26 كيلو مترا وهناك عمامرة في سرت وبنغازي وسبها والمرج وزليطن والهيشة كما يتجاوز عدد نفوسها في سرت الألفين يقطن أغلبهم وادي العامرة الذي يبعد شرق مدينة سرت بِـ 70 سبعين كيلومترا ويمتهنون تربية الماشية والإبل كحال أغلب القبائل في المنطقة، ويشكّل العمامرة في بنغازي التجمع الثاني للقبيلة في ليبيا من حيث الحجم
يوسم العمامرة إبلهم بالعقال وشكله (T) على الفخذ الأيمن، وهم على هذا يتفقون في الوسم مع قبيلة العرفة التي يستقر أغلبها في مدينة المرج الليبية. تنقسم قبيلة العمامرة الليبية إلى خمسة بيوت أو أفخاذ - حسب تقسيمات العرب - وهي على الترتيب بحسب حجم كل بيت:- الجبارنة ،الجموع، أولاد رحومة، الطياش، أولاد أمحمد. كحال كل القبائل الليبية لم يبخل العمامرة على وطنهم بالجهاد ضد الطليان فلقد كانوا ضمن الحلف المقاوم لهم والمعروف بالصف الفوقي أو صف البر وشارك أبناؤها في المعارك التي دارت ضد الطليان وعلى الاخص معركتي المرقب والقرضابية الشهيرة ومعركة قارة عافية ومعركة تاقرفت، ومن بين المجاهدين الشهيد مسعود بن حامد يقال انه قد تسبب في إسقاط طائرة إيطالية، في واقعة تستحق أن تروى حيث كان ذلك تحديداً في منطقة أم الأرانب جنوب ليبيا سنة 1929 وفي إطار حملة الإيطاليين لملاحقة نجوع المجاهدين في حلّها وترحالها وبينما كان الشهيد مع إبله في منطقة أم الأرانب بجنوب ليبيا يهيئها لِـ"ظمي" الماء الأخير قبل العبور بها ضمن قوافل الليبيين الذين قرروا النزوح إلى المناطق الجنوبيّة والهجرة منها إلى مصر وإلى ما صار يعرف فيما يعد بالسودان وتشاد بعد انفراط عقد الجهاد إثر نجاح الإيطاليين في القضاء على جل قيادات المجاهدين، قامت الطائرات الإيطالية باستهدافها بقذائفها فما كان من الشهيد إلاّ أن واجهها ببندقيته فسقطت إحداها وعلى الفور قام الإيطاليون الفاشيست بمحاصرته وإعدامه في نفس المكان وبحضور بعض أقاربه ورفاقه الذين كانوا شهوداً على الواقعة. كما ينتمي إليها المجاهد أبوبكر الهليب الذي كان قائداً لإحدى المجموعات التي استهدفت الإيطاليين في حرب العصابات التي اندلعت ضدهم في قلب الصحراء الليبيّة بعد احتلالهم فزّان ومن مآثر هذا المجاهد إنه كان يقود المجموعة التي تكونت من ثمانين رجلاً من المقارحة وأولاد سليمان والمغاربة وورفله واستهدفت قافلة إمداد للإيطاليين حيث اشتبكت معهم في موقعة الفاتية وهي بئر في وادي بي وتم إبادة جميع من في القافلة وغنم ما فيها. و كذلك ينتمي إليها المجاهد طالب أبورقيّة وغيره الذين كانوا ضمن قوافل المتطوعين للجهاد في فلسطين وقد شاركوا فعلاً في ذلك. يسود اعتقاد لدى بعض أفراد القبيلة أن هناك صلة ما تربط القبيلة بقبيلة الطوابين التي تقطن الجبل الغربي في ليبيا، وكذلك بقبيلة ألجوازي المتمركزة في مصر الآن والتي امتد انتشارها قديماً حتى مدينة سرت.