قبائل قيس عيلان (مضر السوداء)

قبائل قيس عيلان (مضر السوداء)

قبائل قيس عيلان
(مضر السوداء)
......................
وهي القبائل القيسية العدنانية وتسمى أيضا ( القبائل المُضرية ) وإن غلب اسم الاولى على الثانية فإنما لكثرة فروع قيس عيلان على باقي فروع مضر ، وهي مجموعة كبيرة جداً من القبائل العربية يقال لهم ( مضر السوداء ) ، وينتسبون لقيس عيلان بن الناس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان جد قبائل العرب العدنانية من ولد سيدنا اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام ، وقيس عيلان هو إبن الناس شقيق إلياس بن مضر الذي تنحدر منه قبائل خندف (مضر الحمراء) ، وقيل إن (عيلان) عبدا لقيس بن الناس فلقب به وأقترن بإسمه وذكر البعض أن عيلان هو نفسه (الناس) أبو قيس فقيل له قيس عيلان بإسم أبيه .
وتضم قبائل قيس عيلان عدة أفرع أبرزها : هوازن وغطفان وبنو سُليم التي انحدرت منها شعوب وقبائل كثيرة بالإضافة إلى قبائل اخرى ك : عدوان وفهم وباهلة ومحارب ومازن وغني.
أنجب قيس عيلان بن الناس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان...... كلا من : (سعد، و خصفة، و عمرو) ومنهم تنحدر القبائل القيسية .وقد بلغت شهرة القبائل القيسية الحربية حتى قالت العرب قديما : ( فاخر بكنانة و كاثر بتميم و قاتل بقيس ففيها الفرسان و الانجاد)
وكانت القبائل المضرية (بما فيها قيس عيلان) من القبائل التي نشرت الإسلام خارج الجزيرة العربية أشار إلى ذلك جرجي زيدان بقوله : (والقبائل التي قامت بنصرة الإسلام ونشره قبائل مضر وأنصارها من العدنانية والقحطانية).
وقال ابن خلدون عن القبائل المُضرية ودورها الكبير في نشر الإسلام والعربية شرقا وغربا وفي تأسيس جميع الدول الاسلامية التي ظهرت في تاريخ الإسلام : (لما استقلّت (قبائل) مُضر وفرسانها وأنصارها من اليمن بالدولة الإسلامية ، فيمن تبع دينهم من إخوانهم ربيعة ومن وافقهم من الأحياء اليمنيّة، وغلبوا المِلَل والأمم على أمورهم ، وانتزعوا الأمصار من أيديهم ، وانقلبت أحوالهم من خشونة البداوة وسذاجة الخلافة… إلى عزّ الملك وترف الحضارة، ففارقوا الحِلَل وافترقوا على الثغور البعيدة والأقطار البائنة عن ممالك الإسلام، فنزلوا بها حامية ومرابطين عُصَباً وفُرادى. وتناقل الملك من عنصر إلى عنصر ومن بيت إلى بيت، واستفحل ملكهم في دولة بني أُميّة وبني العبّاس من بعدهم بالعراق، ثم دولة بني أُميّة الأخرى بالأندلس، وبلغوا من الترف والبذخ ما لم تبلغه دولة من دول العرب والعجم من قبلهم). ابن خلدون ـ العبر ـ ج٦ ـ ص٣.
وقد ورد في الأثر في وصف القبائل المُضرية (بما فيها قيس عيلان) عن النبي سيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قد دخل عليه صعصعة بن ناجية المجاشعي الدارمي التميمي جد الفرزدق فسأله النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : (( كيف علمك بمضر؟ ))
قال: (يا رسول الله أنا أعلم الناس بهم
تميم هامتها وكاهلها الشديد الذي يوثق به ويحمل عليه،
وكنانة وجهها الذي فيه السمع والبصر،
وقيس فرسانها ونجومها، وأسد لسانها ).
فقال النبي صلى الله عليه وآله و سلم: ((صدقت)). الإصابة في تمييز الصحابة ج ٣ ص ٤٣٠ .
القبائل القيسية المضرية العدنانية : من ذرية قيس عيلان بن الناس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان......إلخ. وله من الأبناء (سعد ، خصفة ، عمرو) .
١- سعد بن قيس عيلان فانحدرت منه: قبائل غطفان والنسبة إليها الغطفاني، وأعصر، ومن غطفان قبائل : عبس، وفزارة، وأشجع، وبنو عبد الله، ومن أعصر باهلة والنسبة إليها الباهلي، وغنى والنسبة إليها الغنوي.
٢- خصفة بن قيس عيلان فانحدرت منه : قبائل هوازن والنسبة إليها الهوازني، وسُليم والنسبة إليها السلمي، ومازن والنسبة إليها المازني، ومحارب والنسبة إليها المحاربي. وقبائل هوازن كانت أكثر قيس بطونا وفروعاً منهم: العوامر ( قبائل بنو عامر بن صعصعة) ويندرج تحتهم ((قبائل بنو هلال، وبنو كلاب، وبنو عُقيل والمنتفق، وبنو نمير))، وبنو مرة، وبنو سعد، وبنو جشم، وثقيف.
٣- عمرو بن قيس عيلان فانحدرت منه قبيلتا: عدوان والنسبة إليها العدواني، وفهم والنسبة إليها الفهمي.
والموطن الأصلي لقبائل قيس هو نجد والحجاز ، فاستوطنته قبائلهم من قبل الاسلام ، ولما تكاثروا فيه وكثر عددهم ، انتشرت فروعهم بعد ذلك في نجد واليمامة والبحرين الكبرى وقطر والعراق والشام ومصر وشمال أفريقيا. والمعروف عن قيس تعدد قبائلها، وكثرة أفرادها، وشجاعة فرسانها، وشدة بأسها.
وأشهر قبائل العرب القيسية في بلاد افريقيا هي :
١ـ شعوب بني هلال وهم : قبائل الاثبج ، قبائل زغبة ، قبائل رياح ، قبائل العمور وقرة ، وقبائل المنفى ...الخ
٢ـ قبائل بنو سُليم.
٣ـ فزارة.
٤ـ أشجع من بطون غطفان.
٥ـ جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن.
٦ـ سلول بن مرة بن صعصعة بن معاوية.
٧ـ بنو ثور بن معاوية بن عبادة بن ربيعة البكاء بن عامر بن صعصعة.
٨ـ عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان.
٩ـ طرود بطن من فهم بن عمرو بن قيس عيلان… وقبائل طرود وعدوان هم اليوم (السوافة)
١٠- قبائل المعقل ( وهي في الحقيقة ليست قيسية وإنما يمانية ولكنها هاجرت بهجرة حلفائها من هلال وسُليم وغيرهم )
بنو هلال من أشهر القبائل على الاطلاق في الوطن العربي شاركت تقريبا في جل الحركات السياسية التي عرفتها المنطقة العربية ، كانت قبائل بنو هلال فيما قبل الاسلام تسكن في الحجاز بجبل غزوان جنوب المدينة المنورة (موطنها الأصلي ما بين مكة والمدينة المنورة ) . ولما تكاثر عددها افترقت في أرجاء كثيرة ، فتوجه بعضهم نحو الشرق (نجد والبحرين الكبرى والعراق ) وآخرون نحو الشمال (الشام وتركيا ) ومن هناك دخلوا إلى مصر ثم شمال افريقيا بايعاز من الخليفة الفاطمي،
وبنو هلال هم من أعز قبائل عامر بن صعصعة من هوازن القيسية المضريةالعدنانية , وقد ناسبهم خير الخلق رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن تزوج منهم امرأتين هلاليتين ، وكان جُل الخلفاء العباسيين يتزوجون منهم فهم أخوال عبد الله ابن العباس (حبر الأمة) .
تقول فيهم جروة بنت غالب التميمة عندما سئلها معاوية بن سفيان عن قبائل قيس عيلان قالت : (
وأمّا هوازن : فحلم ظاهر ، وعزّ قاهر .
وأمّا سُليم : ففرسان الملاحم ، واُسود ضراغم .
وأمّا نمير الهوازنية : فشوكة مسمومة ، وهامة مذمومة ، وراية ملمومة .
وأمّا هلال بن عامر بن صعصعة : فإسم فخر ، وعزّ قوم .
وأمّا بنو كلاب الهوازنية : فعدد كثير ، وفخر أثير . )
وتعود قبائل بنو هلال في أصلها الأول إلى قبائل بني عامر بن صعصعة المنحدرة بدورها من القبيلة الام التاريخية ( هوزان ) المشهورة ،أما بنو عامر بن صعصعة فهم الذين قال فيهم خير الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم :عن عمرو بن سليمان العوفي رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ((عرضت علي الجدود ، فرأيت جد بني عامر جملاً أحمر يأكل من أطراف الشجر ، ورأيت جد غطفان صخرة خضراء تتفجر منها الينابيع ، ورأيت جد بني تميم هضبة حمراء لا يضرها من واناها )) ، فقال رجل من القوم إنهم إنهم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( مه مه عنهم ، فإنهم عظام الهام ثبت الأقدام ، أنصار الحق في آخر الزمان )) .
أخرجه ابن أبي عاصم وذكره البخاري في التابعين .والجمل من أجمل ماخلق الله ومن يسبه كأنه يسب الله تعالى ((قاله الإبشهي في كتاب المستطرف)).
-
قال عز الدين أبي الحسن على ابن الأثير الجزري المتوفي سنة ٦٣٠هـ اللباب في تهذيب الأنساب ٢/٤٥٤ :
(( الهلالي بكسر الهاء هذه النسبة إلى هلال بن عامر بن صعصعه بن معاوية بن بكر بن هوازن قبيلة كـبيرة ينسب إليها كثير من العلماء .......))
أقول :
قبائل قيس عيلان ومنها عامر بن صعصعة و قبائل بنو هلال كثيرة العدد في الوطن العربي تنتشر قبائلهم شرقا وغربا في دول كثيرة أهمها ( العراق والجزائر والشام ومصر وليبيا وتونس والمغرب والجزيرة العربية والبحرين ) ، وذلك راجع لكثرة بطونها ، فجد بني هلال الجامع (هلال بن عامر بن صعصعة) كان له الكثير من الأبناء ، نذكر : (( نهيك ، عبد مناف ، عبداللاه، شعثة ، ناشرة ، ُرويبة ، صخر ، عائدة ، ربيعة ، وغيرهم ...... )).
هذا مختصر بسيط عن قبائل قيس عيلان التي لا تعد ولا تحصى في الوطن العربي .