سكان برقة السعادي والمرابطين

سكان برقة السعادي والمرابطين

سكان برقة السعادي والمرابطين
ينقسم سكان برقة إلى قبائل السعادي وقبائل المرابطين، وقد اشتق اسم قبيلة السعادي من اسم والدتهم التي كانت تدعى سعدة وتنتمي إلى قبائل بني سليم الذين يعتبرون أجدادا لقبائل السعادي التسعة التي استولت على الأرض والماء بالقوة في برقة
وتتكون قبيلة السعادي من القبائل التالية
1- قبيلة العبيدات.
2- " الحاسة
3- " الفوايد )عائلة فاید(.
4- "أولاد حمد.
5- "المدرسة
6- " العبید.
7- " العرفة
8- "العواقير.
9- " المغاربة
أما بقية سكان برقة فهم من قبائل المرابطين الذين يستفيدون من الأرض واستعمال الماء بفضل قبائل السعادي، لكن على الرغم من ذلك فإن المرابطين الذين يعيشون في أراضي قبائل السعادي مثل أقنان الأرض، بل على العكس من ذلك فهم على الرغم من أنهم يمثلون قبائل صغيرة العدد مقارنة بقبائل السعادي، إلا أنهم يعيشون بحرية بينهم، حيث نجدهم يتنقلون من مكان إلى آخر بدون مقابل بدفعونه لأصحاب الأرض الأصليين، لكن ذلك لم يمنع حدوث نزاعات حادة بين قبائل المرابطين وقبائل السعادي، تصل أحيانا إلى نشوب حروب ضارية بينهما، مثل الحرب التي نشبت بين قبيلة العواقير وقبيلة الشهيبات.
كما يلاحظ أيضا أن الهيمنة القبلية على بقية القبائل تعتمد في الواقع على المساندة القوية من بعض العائلات التي تنتمي إلى قبائل المرابطين، ربما يجعلنا نعتقد أن قبائل المرابطين كانت من القبائل العربية الشريفة في السابق إلا أنها قد فقدت مرکزها فيما بعد، كما يؤدي إلى الاعتقاد بأن العلاقة المتبادلة بين قبائل المرابطين قبائل السعادي صاحبة ملكية الإقليم هي علاقة تبادل مصالح يعتمد كل منهما على الآخر، حيث تتجلى تلك العلاقة في از دیاد تعداد قبائل المرابطين الموزعين بين عائلات عشائر قبائل السعادي التي تتولى الزعامة أو الهيمنة في قبائل السعادي، حيث نجد في عائلة )حدوثة( التي تزعم قبيلة البراعصة القوية يتراوح تعدادها (6) 2520 نسمة كما يورد هنريكو اوغسطيني بينما بلغ تعداد البراعصة السعادي أولاد حمد) منهم 630 نسمة، حيث نجد البقية وعددهم يصل إلى 1890 نسمة ينتمون إلى قبائل المرابطين، كما نجد أيضا تفوق تعداد المرابطين بين عائلة سليمان
التي تتزعم قبيلة العواقير، والتي بلغ تعدادها 1940 نسمة كما يورد هنریکو أوغسطيني، أن تعداد العواقير السعادي قد بلغ 740 نسمة بينما تعداد المرابطين التابعين لها قد وصل إلى 1200 نسمة، هذا ويمكن تجلى العلاقة بين المرابطين والسعادي في علاقة التكافل أو الاعتماد المتبادل بينهما بحيث تساعد بعضها في دفع الفدية، بالإضافة إلى علاقات المصاهرة والجوار.
المنشور 1935م، (7) يرى ج. موري W.Murray.6 في کتابه أبناء اسماعيل" بأن قبائل المرابطين تنحدر سلالة القبائل اليمنية التي جاءت إلى الشمال الأفريقي مع الفتوحات العربية الإسلامية، اما قبائل السعادي فيعتقد أنها قد انحدرت من سلالة قبائل بني سليم البدوية التي هاجرت إلى برقة في القرن الحادي عشر الميلادي، كما أكد موراي في كتابه المذكور أن بعض قبائل المرابطين قد انحدرت من سلالة قبائل بني سليم مثل قبائل: الحوتة، والموالك، والقطعان، وأولاد سلیمان.
اما هنریکو اوغسطيني فيرى أن أغلبية قبائل المرابطين قد انحدرت من سلالة قبائل البربر سكان برقة الأصليين الذين أصبحوا فيما بعد فتح برقة تابعين يعملون في إقطاعيات أسيادهم من العرب.
من خلال تناول هذه الآراء يبدو جليا أن قبائل المرابطين لا يمكن اعتبارها حديثة العهد بين سكان برقة، كما يجب الإشارة إلى أنه طبقة المرابطين المستوطنة ببرقة ومصر والمغرب ليست هي القبائل الوحيدة التي تقوم بدفع مبالغ من اجل حمايتها لبعض القبائل، بل على العكس من ذلك حيث نجد أن ضريبة الدفع عادة متعارف عليها بين القبائل العربية، حيث تجبر القبائل الضعيفة بالدفع للقبائل القوية من أجل حمايتها، فهي إذا ليست مفروضة على قبائل المرابطين بل أيضا على القبائل الضعيفة، حيث نجد أن قبيلة بني عقبة العربية ذات الأصل النبيل تدفع إلى القبائل القوية من أجل ضمان حمايتها.