جمهرة النسب
هذه احدي سلاسل القراءات في بعض كتب الأنساب
ولأن ابن الكلبي (ت206هـ) يعتبر شيخ النسابين ، كان من الضروري الخوض في جمهرته،
وهي فوائد مختصرة تعطي فهما إجماليا لكتب الأنساب بشكل عام.
(1) الاختصار
بحذف اسم من سياق النسب، لعدة أسباب.
منها شهرة المترجم له، ومنها تكرار الاسم في سياق النسب
ومنها عدم وجود إخوة للجد المذكور فلا يضر حينها عدم ذكره ورفع النسب مباشرة إلى أبيه.
كـ: بكر بن هوازن، فلو حذفت بكرا لم يكن لهذا الحذف تأثيرا على سياق النسب
لاجتماع قبائل هوازن جميعها فيه، ولذلك يقول بعضهم
عند ذكر سعد بن بكر بن هوازن: (سعد هوازن).’ اختصارا .
مثال: (فولد عمرو بن ثعلبة:سهم). ج2 ص168
ثم يقول : (ومن بني سهم: عمرو بن سلمان ... بن عمرو بن سهم بن ثعلبة) ج2 ص169.
ولم يذكر عمرا الأول اختصارا.
(2) الولاية والسكنى
حين يذكر أن رجلا ولي بلدا من البلدان فليس بالضرورة أنها أصبحت موطنا له ولبنيه.
- مثال: (من ولده [أي: عثمان الثقفي] عبدالرحمن بن عبدالله بن عثمان
الذي يقال له ابن أم الحكم وهي بنت أبي سفيان بن حرب ولي الكوفة
ومصر وهم يسكنون دمشق ... ) ج2 ص82
- مثال آخر: (وقطن بن قبيصة بن مخارق [الهلالي] ... ولي سجستان
هو جد محمد بن حرب بن قطن وولي محمد بن حرب شرط عبدالصمد بن علي
على البصرة وشرط جعفر بن سليمان على المدينة). ج2 ص59
(3) الأحلاف
قد تدخل بعض القبائل وتندمج في بعضها، ولا يأتي على ذكرها
إلا لمناسبة تستدعي ذلك أو اشتهار هذا الحلف بين العرب .
- مثال: (وولد خليف بن عبدالله [العامري] وكان سيد نمير في زمانه
وهو الذي عقد الحلف بين بني عامر وبين قبائل
من بجيلة الذين صاروا في بني عامر ... ) ج2 ص60
ولم يذكر هذه القبائل الذين صاروا في بني عامر عند ذكر بطون بني عامر.
وإن كان قد ذكرت في مواضع أخرى، وهناك أمثلة أوضح .
(4) عدم الاستقصاء
يقول أحيانا: وولد فلان: فلان وفلان وفلان ، ثم في موضع آخر
يذكر ولدا رابعا للمذكور لم يذكره في الموضع الأول.
(5) الالتباس
- مثال، قوله في بني صحب بن عبد بن غنم
من بني أعصر بن سعد بن قيس عيلان :
(فمن بني صحب: حجل بن نضلة بن صبح بن عبدالله بن عمرو بن عبد ... ) ج2 ص169
فإما أن يكون عمرا هذا هو ابن صحب << فدخل في (1) الاختصار .
وإما أن يكون عمرا هذا أخا لصحب << فدخل في (4) عدم الاستقصاء .
(6) خاتمة .
وجميع ما سبق يصب في خاتمة هذه الفوائد، بنقطتين:
- ليست مهمة النسابة أن يقدم تقريرا وإحصاءا وتعدادا سكانيا
لكل من يعيش في عصره لأن هذا محال ولا تحيط به مئات المجلدات
- وعليه –وهذه قاعدة مهمة-:
عندما يذكر أن من عقب فلان عدة أبناء ثم يسكت ولا يذكر لهم عقبا
فلا شك أن هؤلاء الأبناء قد أعقبوا نسلا وذرية وإلا لم يذكرهم
–وهذا هو الأكثر والغالب- ......
إلا أن يقول: فلان درج .