الـمـغـاربــة

الـمـغـاربــة

(الـمـغـاربــة)
هم أبناء عبدالدايم بن جبرين بن برغوث، وجبرين هذا زوجته الثانية هي (علياء) بنت شيخ (العمايم)، وهي أمّ لكل من (المغاربة والعواقير والعريبات)، ويسمون بـ(الجبارنة العلايا) أي أبناء جبرين من زوجته علياء، في حين تسمى بقية قبائل الجبارنة (الجوازي والبراغيث والمجابرة والجلالات) باسم (الجبارنة الجوازي) أي أبناء جبرين من زوجته جازية.
(عبدالدايم) انتقل بعد وفاة والده (جبرين بن برغوث) إلى ناحية (ماجر) من بلد (ازليتن) حيث يعيش أخواله العمايم، وتربى عندهم مدة من الزمن، وأعطوه (منيحة) من الإبل عليها سمة (قائم السيف) سمة خواله العمايم، وظل يعيش معهم حتى حدثت فتنة غزي (الأحامد والجبالية) على (السادة الفواتير) ومقتل (سيدي عمران ابن سيدي عبدالسلام الأسمر) في الهجوم على الزاوية الأسمرية، ودُفن في الزاوية وقبره مشهور هناك.
وبينما التزم (العمايم) الحياد في هذا الصراع، تدخل (عبدالدايم) وخلص في ثأر (سيدي عمران) من قاتله (همّام) وقيل أنّ قاتله هو (امبارك الفقيّ)، فحدث خصام بين أخوال عبدالدايم (العمايم) لكونه سيجلب لهم ثأراً مع قبيلة كبيرة وقوية مثل (الأحامد والجبالية) في ذلك الوقت... ما اضطره للرجوع إلى إقليم (الخشة) في برقة البيضاء حيث تشارك مع أخيه (عريب جد العريبات) و (حمزة جد الجوازي) في عمارة الأرض وامتلاكها.
والجدير بالذكر ورود شعرٍ يتضمن دعاءً للشيخ الوليّ الصالح (عبدالسلام الأسمر) على قبائل (الأحامد والجبالية)، الذين ما لبثوا أن تسلّطوا عليهم قبائل (أولاد سليمان والجهمة والمحاميد) فأجلوا (الجبالية) إلى بلد مصر، وأسقطوا رياسة (الأحامد) على فرع (بني سالم) من (بني ذبّاب) من (بني سُليم)، فانتقلت الرياسة إلى (أولاد سليمان) من (الكعوب) وظلت فيهم حتى قيام (صف سيف النصر) في بدايات القرن الماضي.
عند عودته إلى برقة، تزوّج (عبدالدايم) من ابنة أحد مشايخ قبيلة (الفوايد)، وأنجب (شامخ جد المغاربة الشمّاخ) الذين استوطنوا من المرج شرقًا إلى البريقة غربًا، و ابنه الآخر (عمر الملقب بالرّعيض جد المغاربة الرّعيضات) الذين استوطنوا من البريقة شرقًا إلى سرت غربًا.
كما أنّ (الفوايد) هؤلاء أصهار (عبدالدايم) كانوا هم القبيلة المسيطرة على برقة آنذاك قبل أن يُطيح ببهم الجوازي في حربهم المشهورة (الجوازي والفوايد) .. وظلت الرياسة في برقة للجوازي إلى حين حدوث حرب الجوازي والعواقير المشهورة
بـ(اعقال اخريبيش) ثم حركة تمرد الجوازي على الترك وإبادتهم على يد (يوسف باشا القرمنلي).
ثم قيام قبائل (صف البحر) بقيادة (بن رزق الله الحسوني) بالغزو على (الجبارنة العلايا) وهم (المغاربة والعواقير والعريبات) فيمَا سمّي بـ(حرب يوم زغبة)، التي انتهت بإجلاء (صف البحر) عن برقة،
وتلك قصة أخرى.. والله أعلى وأعلم..
* شواهد شعرية:
لامي عليهم عيت "عبدالدايم"،،
أولاد "الرعيض" و جدهم "جبرين"
و "شامخ" الشامخ عَ السفاسف صايم ،، منصور" و"علي" و زاد "نصر الدين"
"الأسود" و "قادربوه" ناس فهايم ،،
ربك حباهم من اعلوم الدين
و اشيوخ فرسنة ما هم اشيوخ ولايم ،، هاذول شيخهم "بوسيف بن ياسين"
فراسين كِسّر ياه أشداد عزايم ،،
ياه تعبوا الغزاة المحتلين
ياه كسّروه و كبّدوه هزايم ،،
و في "ابلال" صاعه كيّلوا صاعين
هاذوم يصبروا في وقت نوم النايم ،،
عدوهم تغيهب بين جيم و سين
ووين ما ضبح بنديرها و اشّايم ،،
للحرب الضروس ايجوك فزاعين
صغيرهم اتهابه للشجاعة رايم ،،
مفطوم عَ العصر و المرجلة و الدين
و روّح جملهم في ابساطه عايم ،،
بابور يطني فوق من غلّين
عزف لحن بأنيابه و غنى هايم ،،
و مالت بنات الميل للتلحين
[يقصد النياق المغربية]
المصادر:
-برقة العربية للطيب الأشهب،
-القبائل البرقاوية وتفريعاتها لإيفانز بريتشارد،
-الأنساب العربية في ليبيا لمحمد عبدالرزاق مناع،
-سكان ليبيا لهنريكو دي أوغسطيني،