مدينة درنة
مدينة درنة
مدينة عريقة تقع في سهل تحيط به الجبال الشاهقة السامقة والبحر الأبيض المتوسط ذو المياه الزرقاء اللازوردية التي تغسل امواجه المعتدلة تارة والهائجة طورا الشواطيء الهادئة الناصعة البياض .
ظلت درنة مدة بعد الفتح الاسلامي قاعدة حصينة ورباطا يرابط فيه المرابطون على ثغور الدولة الاسلامية لما تمتاز به من وفرة المياه العذبة التي تنحدر بغزارة من شلال أبى منصور وتنساب رقراقة صامتة مجار كثيرة إلى الحقول الخضراء الواقعة على ضفتي الوادي الكبير يخترق المدينة الجميلة الدائمة الاخضرار التي تنمو فيها المزروعات والفاكهة بشكل ملحوظ وتعبق منها روائح الأزهار الذفرة الشذية
درنة حباها الله بجمال الطبيعة و اعتدال المناخ وطيبة الأهل والخلان ويسكنها العديد من سكان الشرق والغرب منهم المرابطون والكراغلة والتواجير والفواتير ومصراته وافخاذ من العبيدات والحرابي وعائلات من أصل اندلسی مثل
عائلات عزوز والمؤدب و زیتون و البناني ، وعائلة الباح من الجوازی ، وغيرهم من الزغيبات والطواهر
كان أولاد على يقيمون في المنطقة الممتدة من درنة لغاية القيقب غربا . وبعد نزاع مع الحرابی انسحبوا شرقا إلى داخل الحدود المصرية ، ولاسيما بعد تجريدة حبيب العبيدي الذي استعان بالسلطة العثمانية وعلى أثر ذلك استوطن . رجال التجريدة وهم من أهل تاجوړاء وزليطن مدينة درنة منذ قرن ونيف.
كان عدد السكان حوالی 7000 نسمة خلال العهد العثماني ثم تناقص إلى نحو 500 نسمة على أثر وباء الطاعون الذي تفشى هناك وغزو الأسطول الأمريكي للمنطقة سنة 1803م . ولم يلبث أن تكاثر السكان ووصل عددهم إلى 19000 نسمة ابان فترة الاحتلال الايطالى .
تتكون درنة من اربع محلات :
1- ابو منصور
2- البلاد
3-المغار
4-الحبيلة
وازداد عدد السكان اضعافا مضاعفة بعد أن استعادت ليبيا حريتها وظهر فيها النفط فقد زحف فيها البناء شرقا وغربا وجنوبا وازدهرت المشاريع واصبحت من المدن الليبية الرئيسيةوفي درنة ميناء بحرى حيوي
تضم درنة قباب الصحابة زهير بن قيس البلوى ، وابا منصور وعبد الله بن بر وحوالى 75 صحابيا علاوة على العديد من الأولياء الصالحين امثال سیدی ابي دربالة وسيدي عبد السميع وغيرهم .
المصدر :
الانساب العربية في ليبيا -محمد عبدالرازق مناع