عروبة البربر ودلائل انتقالهم من اليمن إلى بلاد المغرب العربي

عروبة البربر ودلائل انتقالهم من اليمن إلى بلاد المغرب العربي

 

تأليف محمد حسين الفرح

إن معرفة أصل وجذور البربر ببلاد المغرب العربى هو من القضايا المعرفية والتاريخية الهامة التى تناولها العديد من المؤرخين والدارسين . فهى ليست قضية جديدة من حيث المبد ولكن الأهداف من وراء طرحها لم تعد تاريخية ومعرفية وإنما تحولت عند البعض إلى أهداف استعمارية تتستر بالعلم للتفريق بين الأمة الواحدة وللنيل من وحدة الشعب فى بلاد المغرب العربى. أو تتخذ من النزعة البربرية! أداة لمعاداة العرب والعروبة ووسيلة للانفصال والانفصاليه، بينما النزعة البربرية يمكن أن تكون من عوامل وحدة الشعب وترسيخ وتحصين وحدة وعروبة بلاد المغرب فى ظل المعرفة التاريخية السليمة بواحدية أصل وجذور البربر وانهم عرب قدامى انتقلوا من اليمن إلى بلاد المغرب في العصور الحضارية التليدة،

إن النظريات الرئيسية عن أصل وجذور البربر تتمثل فى خمس نظريات،

اثنتان منها تاريخية معرفية وهي (الأمازيغية الكنعانية و(الحميرية اليمنبة)، وثلاث

منها ذات أهداف استعمارية وانفصالية وهي نظريات (الأصلى الأوروبى و(الجنس

المتوسطي) و(الأصل الحامي)

إن هذا الكتاب عن عروبة البربر ليس نظرية مستحدثة مثل النظريات والنزعات المعادية وإنما هو بحث يستند إلى المصادر والدلائل التاريخية لإثبات وتبيين حقائق الأصل العربي اليماني القديم لقبائل البربر وهو ما يتجلى من خلال (الأصل الآمازيغى للبربر) و(الآصل الحميري القحطاني للبربر) حيث يتبين من البحث مايلي

أولاً: إن الأصل الأمازيغي للبربر يستند إلى معارف تاريخية وقديمة ومتواترة، ولكن ليس البربر جميعآ (أمازيغ) وليس أمازيق مجرد أمازيغ ينتهي أو يتوقف عنده النسب وإنما هو (أمازيغ بن كنعان) أو (مازيغ بن كنعان) فعلماء ونسابه البربر منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة وفى كل العصور التى تلت ذلك يذكرون ويجمعون على ان مازيغ هو أحد أولاد كنعان . وقد ورد الاسم في كتاب (التيجان في ملوك حمير) مطابقأ لما قاله نسابه البربر وهو مازيغ بن كنعان

ثانياً :إن إحدى عشر قبيلة من قبائل البربر الكبيرة ببلاد المغرب ليسوا من الأمازيغ وإنما هم قبائل حميريه قحطانية وليس هذا القول نظرية جديدة وإنما هو علم إستقصيناه من المصادر التاريخية فقد ذكر العالم المؤرخ نشوان بن سعيد الحميري أن كتامه وعهامه وزناتة ولواتة وصنهاجة قبائل ضخمة فى المغرب من حمير، فتلك القبائل الخمس حميريه قحطانية، وكذلك قبائل غمارة، وزوارة، ومكلاتة، ومزاتة، وهوارة، وزويلة من القبائل الحميرية القحطانيه

وتكتسب صنهاجه وكتامة أهمية أساسية لآن صنهاجة تزعمت سائر قبائل البربر بالمغرب زمنأ طويلأ ولأن زمن استقرار صنهاجة وكتامة ببلاد للمغرب هو نفس زمن استقرار قبائل البربر الأمازيغية الكنعانية هناك وقد أورد ( ابن عذاري المراكشي ) في كتاب البيان المغرب ) أنه خطب أبو الفتح المنصور الصنهاجي - لما ولي القيروان والمغرب - وقال في خطبته : وما أنا في هذا الملك ممن يُؤتى بكتاب أو يُعزل بكتاب لأتي ورثته عن آبائي وأجدادي ، ورثوه عن آبائهم وأجدادهم حمير ( ص ۱ / ۲۹ ) ويدل ذلك على أن زعماء المغرب الصنهاجبين كانوا يذكرون نسبهم الحميري العريق ويعتزون بأن آباءهم وأجدادهم حميريون وكانوا هم رؤساء البربر وبلاد المغرب في العصور التليدة.

ومن المفيد الإشارة هنا عن انتماء البربر وأنسابهم يتيح إدراك أن البربر طبقتان،

الطبقة الأولى أمازيغ بن كنعان وهم من الطبقة الأولى من العرب العارية

والطبقة الثانية من البربر هم القبائل الحميرية اليمانية القحطانية وهم من الطبقة الثانية من العرب العاربة، والطبقتان في الأصل والجذور من اليمن.