ريادة الحضارة الحميرية وفضلها على افريقيا
ريادة الحضارة الحميرية وفضلها على افريقيا
.....................
يجمع علماء التاريخ على أن عرب اليمن نقلوا لغتهم وكتابتهم بحروف المسند(انظر الصور المرفقة) إلى شرق افريقيا قبل القرن الخامس قبل الميلاد.
وانبثقت من العربية الجنوبية لغات كالأمهرية والجئزية والتغرية ..ما زال أهل اثيوبيا والقرن الافريقي يتكلمونها ويكتبونها بحروف أصلها مسندي.
وهذا ما أثبتته دائرة المعارف العالمية:
*فقد كتب فيها أندريه كاكو، الأستاذ ب "كوليج دو فرانس"، إحدى أعرق مؤسسات التعليم والبحث في فرنسا، في معرض تناوله لأصل الشعوب السامية ولغاتها وتاريخها ما يلي :
" منذ ما قبل العهد المسيحي، وصل عرب جنوبيون ينتسبون لمؤسسي الدول التي تحدثنا عنها (سبأ، معين، قتبان...) إلى أرض أفريقيا الواقعة وراء مضيق باب المندب. وها هنا أصل الحضارة الإثيوبية التي انزاحت، شيئا فشيئا، عن أصلها الآسيوي.
إن الكتابة التي ما زال الإثيوبيون يستخدمونها اليوم ليست إلا نسخة معدلة من كتابة عرب الجنوب. والجئزية، لغة العبادة في الكنيسة الإثيوبية ـ وهي كنيسة تعود نشأتها إلى اعتناق نجاشي أكسوم، عزانه ، للدين المسيحي في القرن الرابع الميلادي ـ هي لسان سامي نقي جدا. ويعود أصل اللغات السامية الحديثة في إثيوبيا إما إلى الجئزية وإما إلى لهجات قريبة منها أثرت فيها، بعمق، الكوشية ( اللغة الأصلية في البلاد) وغيرتها حتى في بنيتها."
*أما المؤرخ وعالم اللسانيات وعالم الاجتماعي ماكسيم رودنسون الذي كتب مادة "الجزيرة العربية" في دائرو المعارف العالمية، فقد خلُص إلى أنه :
" منذ القرن الخامس الميلادي، إن لم يكن قبله، أُقيمت مستوطنات سبئية في إثيوبيا. وقد أسس المستوطنون العرب الجنوبيون في إثيوبيا دولا عمدت، بدورها، ابتداء من القرن الثالث الميلادى على أقل تقدير، إلى بناء رأس جسر على الساحل العربي للبحر الأحمر وإلى التدخل في صراعات السلالات الحاكمة العربية الجنوبية. وحينها ظهرت منطقة تحمل اسم (حبشات)".
وحينما تطرق مؤسس "الموسوعة البربرية"، أهم مرجع في الدراسات البربرية، إلى شكل أو أشكال الكتابات الشرقية التي يمكن أن تكون قد خرجت منها كتابة الليبية (البربرية) القديمة، خلص إلى ما يلي:
" إذا كان علينا أن نبحث- وهو أمر يبدو صائبا- بين كتابات الشرق الأوسط عن الشكل أو الأشكال التي انحدرت منها الأبجدية الليبية، فلا ينبغي أن ننظر إلى الفينيقية الإفريقية كما عُرفت في قرطاج وإنما علينا أن نلتفت إلى كتابة أقدم، الأمر الذي قد يفسر وجوه الشبه الملحوظة مع كتابات جنوب الجزيرة العربية (الحميرية، السبئية)"