الساميون

الساميون

الساميون
اعتاد النّسابون والمؤرخون في علم التاريخ أن يقسموا الشعوب إلى أجناس، ويسموا كل جنس باسم خاص بهم يجمعهم، فسمى النسابون خاصة الجنس الذي ينتمى له العرب بالجنس السامي نسبة إلى سام من أبناء نوح عليه السلام، وجعلوا من نسل سام مجموعة من الأقوام السابقة، وهم: البابليين، والآشوريين، والعبرانيين، والفينيقيين، والأراميين. ويذكر تاريخ الساميين أنهم منذ نشأة الحضارات يسكنون في إقليم واسع في الجنوب الغربي من آسيا، يسمى هذا الإقليم بجزيرة العرب وما يليها من أطراف الشام والعراق وإفريقيا،
أمّا هذا المقال فسيتناول موضوع من هم الفينيقيون، بصفتهم من أبناء سام، وهم من أصل العرب.
حضارات الساميين تُعرف الحضارة بأنها نظام اجتماعي يساعد الإنسان في زيادة إنتاجه الثقافي، وتقوم هذه الحضارة على أربعة عناصر، هي:
الموارد الاقتصادية، والنظم السياسية، والتقاليد الخُلقية، ومتابعة العلوم والفنون؛ وهي تبدأ عندما ينتهي الاضطراب والقلق، فإذا أمِنَ الإنسان الخوف، زادت دوافع تطلعه للمستقبل وعوامل الإبداع والإنشاء، وعندها لا تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضي في طريقه إلى فهم الحياة وازدهارها و باختصار الحضارة هي الرقي والازدهار في جميع الميادين و المجالات.
وقد عرف الجنس السامي العديد من الحضارات التي تحققت فيها العناصر الحضارية، ومن ثم خلّفت وراءها إرثًا حضاريًّا ما زال قائمًا إلى اليوم، ومنها: الحضارة البابلية، والحضارة الفينيقية، فعند طرح سؤال: من هم الفينيقيون، سيأتي الجواب بداية بأنها من أعرق حضارة ثالاسوقراطية ساميّة، ومن أعرق الحضارات التي عرفتها البشرية.
من هم الفينيقيون
كلمة فينيقيا أوّل ما يواجه القارئ عند قراءته حول من هم الفينيقيون، فهي كلمة يونانية تعني "البلد الأرجواني"، والفينيقية حضارة نشأت في شرق البحر الأبيض المتوسط وغرب الهلال الخصيب قبل 2500 عام قبل الميلاد، وشملت المناطق الساحلية في شمال فلسطين ولبنان وجنوب سوريا حتى الشمال إلى أرواد، وقيل حتى عسقلان جنوبًا. ووصلت مستعمراتها لاحقًا إلى غرب البحر الأبيض المتوسط فوصلت قرطاج والمحيط الأطلسي، وانتشرت الحضارة عبر البحر المتوسط بين 1500 قبل الميلاد و 300 قبل الميلاد ويعدّ مصطلح فنيقيا مصطلحًا مهمًا للإجابة عن سؤال: من هم الفينيقيون، فمصطلح فنيقيا مصطلح استخدمه اليونان للإشارة إلى المنتج الرئيسي المصدر من المنطقة، وهو قماش مصبوغ بأرجوان صور من رخويات مريق، إشارة إلى المدن الساحلية الكنعانية الكبرى، وهو لا يتوافق تماما مع الهوية الثقافية التي كانت معترفًا بها من قبل الفينيقيين أنفسهم. تم تنظيم حضارتهم في دولة بلغت 25 مدينة، ومن أهم مدنها: صور وصيدا وأرواد وبريتوس وجبيل وقرطاج. كلّ دولة مدينة كانت وحدة مستقلة سياسيًّا، ولم يكن هناك اختلاف كبير بينهم وبين غيرهم من سكان بلاد الشام في اللغة ونمط الحياة والدين. كانت لغة الفينيقيين هي اللغة الساميّة، أمّا أبجديتهم فقد استخدمت حوال 1050 قبل الميلاد، لكتابة الفينيقية. أصبحت واحدة من أكثر أنظمة الكتابة استخدامًا، وانتشرت من قبل التجار الفينيقيين في جميع أنحاء العالم المتوسطي، حيث تطورت واستوعبت من قبل العديد من الثقافات الأخرى.
اختلف المؤرّخين المهتمون بمن هم الفينيقيون حول معنى كلمتي كنعان وفينيقيا. فاعتقد البعض أنهما بمدلولٍ واحد؛ فالكنعانيّن مجموعات سامیة اللغة وأبناء سام سكنوا الصحارى كبقية الدول العربية، واليافثيين هم الشعوب الهندو-أوروبية، ويمكن تتبع آثارهم في المنطقة الممتدّة من جبل الكرمل في فلسطين جنوبًا إلى اللاذقية في سوريا شمالا مرورًا بكل لبنان، التي عرفت باسم كنعان؛ المنطقة المنخفضة أي السّواحل، وبذلك يكون أصل كلمة كنعان هو فعل "كنع" أي انخفض باللغة السامية، وتعني أيضًا كنع الإنسان في الأرض أي بنى وركع وصلّى. وفي التعريف بمن هم الفينيقون يظهر أن اسم فينيقيا مأخوذ من "فينيكس" الذي أطلقه اليونان بمعنى "سكّان المنطقة المنخفضة" كما يعني اللون الأحمر القاتم أي "الأرجواني"أو التّمر والنّخيل، كما تدل أيضًا إلى طائر الفينيق في أسطورة طائر العنقاء الذي انبعثت من هذه الأرض.
الكنعانيون والفينيقيون عند البحث عن إجابة سؤال: من هم الفينيقيون، يظهر اسم الكنعانيين بوصفهم من أوائل الشعوب العربية التي هاجرت إلى سوريا من وسط شبه جزيرة العرب في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وأسسوا عدة ممالك مدن، من أشهرها: حبرون ويبوس وعكة وصيدا وصور وبيروت وطرطوس وأرواد وأوغاريت، وهم قوم مسالمون لا يخوضون الحروب إلا دفاعًا عن أنفسهم. وقد أطلق اليونان على كنعاني الساحل اسم الفينيقيين، الذين مارسوا التجارة تأثرًا بموقعهم الجغرافي المجاور لسواحل البحر المتوسط. ويرى هيرودوت في إجابته عن سؤال: من هم الفينيقيون، أنهم قوم نزلوا من خليج العقبة قادمين من منطقة البحر الأحمر، بينما يرى آخرون أنهم هاجروا من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد سوريا وأنهم ينتمون إلى نفس القبيلة التي جاء منها الأموريون معتمدين في ذلك على التشابه اللغوي والقومي بين الأموريين والكنعانيين.كما يُقرأ -في إجابة سؤال: من هم هم الفينيقيون- اعتمادهم على التجارة في معيشتهم نظرًا لضيق الأراضي الزراعية التي لا تسد حاجة السكان ولانتشار السلاسل الجبلية، وساعدهم في ذلك موقع بلادهم الجغرافي المتحكم في طرق المواصلات التجارية سواء التي توصل بين مصر وبلاد الأناضول أو بين بلاد الرافدين وجزر بحر ايجة، فضلا عن وجود أخشاب الأرز والسرو والصنوبر الصالحة لبناء السفن. كما عمل الفينيقيين في صيد السمك، وأنتجوا الزجاج لتوافر الرمل الناعم الصالح لهذه الصناعة، وأنتجوا الأقمشة الصوفية الملونة باللون الأرجواني، وتمتعوا بعلاقات طيبة مع مصر القديمة وهذا أدى إلى تأثر الفينيقيين بالحضارة القديمة في وادي النيل.
نظام الحكم الفينيقي يُقرأ في التعريف بمن هم الفينيقيون، نظام حكمهم، فقد كان نظام الحكم فيها قبليًّا قبل نشوء المدن، وكان شيخ القبيلة هو الحاكم، ومع الاستقرار ونمو الزراعة والتجارة وإنشاء المدن، تطوّر نظام الحكم السياسي، الذي انتقل إلى نظام ملكي. إلا أنّ الحضارة الفينيقية عرفت أنواع أنظمة الحكم الأخرى وهي النظام الجمهوري في الحكم، في مدينة قرطاجة الذي استمرت عليه إلى اليوم.
الأبجدية الفينيقية تظهر الأبجدية الفينيقية عند البحث عن جواب سؤال: من هم الفينيقيون بوصفها أعظم إنجاز حضاري للفينيقيين، فأبجدية أوغاريت الفينيقية من أشهر الأبجديات وأكملها. وقد ظهرت لديهم الأبجدية السينائية "نسبة إلى سيناء" التي طوّرها الكنعانيون من الكتابة التصويرية المقطعية، إضافة إلى أبجدية جبيل التي كُتبت على ورق البردي باستخدام القلم وكان اتجاه الكتابة من اليمين إلى اليسار، وقد تفرّعت من هذه الأبجدية الأبجديات الساميّة واليونانية. تتكون الأبجدية الفينيقية التي ظهرت منذ حوالي 1050 ق.م من 22 حرفًا ساكنًا، استخدمت لكتابة الفينيقية، لغة سامية شمالية. ويعتقد أنها واحدة من أسلاف الحروف الهجائية الحديثة. من خلال تجارتهم البحرية، انتقلت أبجديتهم إلى الأناضول وشمال أفريقيا وأوروبا، واعتمدها الإغريق وطوروها إلى نص أبجدي ليكوّنوا أحرفًا مميزة للحروف المتحركة وكذلك الحروف الساكنة.
كان الفينيقيون -في جواب سؤال: من هم الفينيقيون- من أوائل الحضارات التي استخدمت الأبجديات على نطاق واسع: عائلة اللغات الكنعانية، التي يتحدث بها الفينيقيون، الأموريون، العمونيون، الموابيتون. وكانت الأدوميت أول مجموعة مصدقة تاريخيًا من اللغات لاستخدام الأبجدية، المستمدة من النص البروتو كنعاني، لتسجيل كتاباتهم. يستخدم السيناريو البروتو كنعاني المستمد من الهيروغليفية المصرية حوالي 30 رمزًا ولكن لم يستخدم على نطاق واسع حتى ظهور الممالك السامية الجديدة في القرنين الثالث عشر والثاني عشر قبل الميلاد.
الديانية الفينيقية عند الحديث عن ديانة الفينقيين في إجابة سؤال: من هم الفينيقيون، يظهر تقديسهم والحضارات القديمة في بلاد الشام للقوى الطّبيعة كالشّمس والقمر والأرض والسّماء والبحر والمطر والبرق والرّعد والعواصف وعبادتهم لها؛ فجعلوا لكلٍّ من الحرب والزّراعة والملاحة والصّيد إلهًا اسمه "بعل"، إضافة إلى أنّهم ألّهوا ملوكهم وأبطالهم، واعتقدوا بالتّثليث الإلهي أب وأم وابن، وهم "إيل وعناة وبعل" عشتروت وأدونيس وفي مرحلة متقدمة كان الإله إيل في كل شيء حتى أصبح الفينقيين يعتبرون أول شعب آمن بالإله التوحيدي إيل.وعند الإجابة عن تساؤل من هم الفينيقيون، يظهر إيل بوصفه سيّد الآلهة في النصوص الأوغارتية، والاسم الشائع له هو "بعل"، وهو رب الخصب والنماء، حيث كان لكلّ مدينةٍ بعلها وبعلتها، مثال: بعلبك "بعل-بك"، وأنثاه بعلشمية "بعل-شمية" بعل بيروت. وأدونيس إله الشّمس والحياة، ومركز عبادته الرئيسي في جبيل، وعشيقته عشتار إلهة الحبّ والخصب والجمال. وأشمون إله الصحّة صيدا وملكارت صور ملك المدينة. ورشف إله البرق والرّعد والنّور، وداغون إله الزّرع والنّبات وموت إله الموت.المعابد والمقامات والهياكل الفينيقية أقام الفينيقيّون المعابد والمقامات تمجيدا لآلهتهم، واستخدموا فيها الأعمدة الجيرية، وطرز معمارية مختلفة، يعود أقدمها إلى أواسط العصر البرونزي، كما أقاموا الهياكل، ومنها هيكل سليمان في أورشليم الذي بنوه بأيديهم.[٨] وفي الحديث عم من هم الفينيقيون، يُقرأ عن أشهر معابدهم، وهو معبد: أدونيس وعشتار الذي يقع في مغارة أفقا "منبع نهر إبراهيم في جبيل"، وكان الهيكل يتالّف من ثلاثة أقسام هي: القسم الدّاخلي موضع الإله وعبادته، والقسم الخارجي وهو المعبر إلى الدّاخل، السّاحة العامّة، وكانت مساكن الكهنة والموظّفين إلى جانبها.وفي القراءة حول من هم الفينيقيون، يقرأ القارئ أنهم كانوا يقدّمون إلى آلهتهم الضّحايا البشريّة في الأوقات العصيبة، وواستبدلت بالحيوانات في بعض الأحيان، التي كانت دماؤها تصبّ على الأنصاب ولحومها تحرق على المذابح، اعتقادًا منهم أنّ دخانها يشبع الآلهة ويرضيها، وكانت الصّلوات والدّعوات والرّقص والتّرانيم تقام على يد الكهنة. كما كانوا يحتفلون في موسمين: موسم الفرح والبهجة والسّرور الذي يقام ربيعًا رمزًا لولادة الإله أدونيس من جديد. وموسم الحزن والكآبة الذي يقام خريفًا رمزًا لموت الإله، ويعود ذلك إلى قصّة أدونيس الذي صرعه حيوانٌ بريٌّ متوحّش في غابات وادي نهر إبراهيم الذي أصبح مقدّسًا لدى الفينيقيّين، وأخذت تتوسّل للإله موت "ملك العالم السّفلي" لإحيائه من جديد، فكان ما أرادت.
تراجع الفينيقيين في القراءة حول إجابة سؤال: من هم الفينيقيون، يظهر تعرّضهم لغزوين كبيرين، دفعا إلى تراجع الحضارة الفينيقية، الأول كان بغزوهم من الملك الفارسي سايروس غزا فنيقيا في 539 قبل الميلاد. وقسّم فنيقيا إلى أربع ممالك رئيسية: صيدا، صور، أرواد، وجبيل، ازدهرت فيها هذه الممالك أثناء الحكم الفارسي، وأُقيمت أساطيل للملوك الفرس. بينما انخفض التأثير الفينيقي بعد ذلك. فوي 350 أو 345 قبل الميلاد، سحقت تمرد في صيدا بقيادة تينس من قبل أرتكسركس الثالث.[٣] أمّا الغزو الثاني فكان من الإسكندر الأكبر الذي سيطر على معظم المدن الفينيقية من غير مقاومة، واستسلم له ملك أرادوس، وأطاح بملك صيدا بسهولة تامة، في حين قاومت صور الاحتلال حتى دخلها في سنة 332 قبل الميلاد بعد حصار طويل دام ما يعادل الستة أشهر من كانون الثاني حتى تموز. وكان الإكسندر الأكبر قاسيًا على صور، فأعدم 6000 آلاف شخص مباشرة بعد دخولها، وألحقهم بعد ذلك ب 2000 من المواطنين البارزين ثم صلبهم على شواطىء المدينة، وأخذ منهم ما يزيد عن 30000 شخص عبيدًا ليبيعهم لاحقا. إلا أنه حافظ على حياة الملك وعائلته وبعض الحجاج القرطاجيين الذين احتموا في معبد ملقراط.[٣] ويُقرأ في الإجابة عن سؤال: من هم الفينيقيون أن صعود المقدونيين أطاح تدريجيا ببقايا الهيمنة السابقة لفينيقية علي الطرق التجارية في شرق البحر الأبيض المتوسط، واختفت الثقافة الفينيقية تماما في الوطن الأم. إلا أن قرطاج استمرت الازدهار في شمال أفريقيا مستمرة بذلك الحضارة القرطاجية. وأشرفت على التعدين من الحديد والمعادن الثمينة القادمة من شبه الجزيرة الإيبيرية، واستخدمت قواتها البحرية الكبيرة وجيوش المرتزقة لحماية المصالح التجارية. وبقيت كذلك حتى دمرتها روما أخيرا في عام 146 قبل الميلاد، في نهاية الحروب البونيقية.
بعد وفاة الكسندر الكبير، تتابع الحكام المقدونيون على الفينيقيين بالتسلسل التالي: لاوميدون 323 ق.م، بطليموس الأول 320، أنتيغونوس الثاني 315، ديميتريوس 301، وسلوقس 296. بين عامي 286 و 197 قبل الميلاد، وسقطت فينيقيا باستثناء أرادوس على يد بطالمة مصر الذين أسس سلالتهم الملك الفرعوني بطليموس، فقام البطالمة بتثبيت كهنة عشتار العليا بوصفهم حكامًا في صيدا، وهم الكاهنين الحاكمين: أشمونازار الأول، تبنيت، إشمونازار الثاني.فيما بعد عادت فينيقيا مع سوريا إلى السلوقيين في عام 197 قبل الميلاد، وأصبحت المنطقة أكثر هلينية يونانية، على الرغم من أن صور أصبحت مستقلة عام 126 قبل الميلاد ثم تليها صيدا في عام 111 قبل الميلاد. ومن ثم استولى الملك تيغرانس القادم من أرمينيا من سنة 82 حتى 69 قبل الميلاد على سوريا بما في ذلك فينيقيا من قبل، عندما هزم من قبل لوكولوس. وفي 65 قبل الميلاد، دمج بومبي العظيم الإقليم كجزء من المقاطعة الرومانية لولاية سوريا. أصبحت فينيسيا مقاطعة منفصلة حوالي سنة 200 ميلادي.[٣] الفينيقيون وتاريخ الجزية ارتبط مفهوم الجزية في أذهان الناس، بمجيء الإسلام، لكن الباحث في تاريخ الجزية سيجد أنها ليست مُحدثَة بمجيئه، وإنما قديمة من أول عهد التمدن القديم، ومعرفة تاريخها يرتبط بسؤال: من هم الفينيقيون؟ فالجزية كانت من وضع يونان أثينا على سكان سواحل آسيا الصغرى في القرن الخامس قبل الميلاد. وقد وضعها اليونان لحماية سكان سواحل آسيا من هجمات الفينيقيين، وفينيقية وقتها كانت من أعمال الفرس، فهان على سكان تلك السواحل دفعُ المال في مقابل حماية الرؤوس.