نقلت لنا الروايات الشفوية المتوارثة ، علاقة التحالف والتناصر والاخوة بين قبيلتي القذاذفة والجوازي إبان فترة الاستعمار التركي لليبيا، حيث خاضت القبيلتان العديد من المعارك ضد الاتراك الذين فرضوا احكاماً قاسية على الليبيين، ذاق خلالها الشعب صنوف الهوان والاذلال.

ومما يحكى في هذا السياق ان الاتراك عندما كانوا يقومون بجمع الضرائب القاسية (الميري) على المواطنين اجبروا اصحاب الاملاك على إعداد الاكل لهم، وعند الانتهاء من الاكل كانوا يقولون عبارتهم المشهورة (عطونا حق سنوننا) ..أي يطلبون منهم المال ثمنًا لاستخدام اسنانهم في الاكل !! ..

ومن المعارك التي شارك فيها أبناء القبيلتين ضد الاتراك "معركة وادي قمرة "التي وقعت سنة 1802م، .. وهناك الكثير من الاشعار الشعبية التي تؤرخ لهذه المعركة وللعلاقة الوثيقة بين القبيلتين..

(معركة وادي قمرة)

سُميت هذه المعركة بهذا الإسم نسبةً إلى "قمرة" وهي فتاة من قبيلة الجوازي قتلت في هذه المعركة حسب الرواية المتوارثة، وفي رواية أخرى أنها كانت قارعة الطبل للجوازي.

وفي هذه المعركة هُزم المستعمر العثماني وذيوله على أيدي الجوازي الشجعان ومن فزع لهم من قبيلتي المقارحة والقذاذفة، حيث تم التحالف بين هاتين القبيلتين مع قبيلة الجوازي في "واي نفذ" لخوض تلك المعركة، وشكلوا صفًا واحداً ضد العثمانيين سنة 1802 م .

وتراوح عدد قتلى العثمانيين ومن ولاهم بعد هزيمتهم في هذه المعركة من 1700 الى 2000 قتيل.

وقال الشاعر الجازوي :

موش اليوم قديم حلفنا في الوادي

يوم تحالفنا درنا تاريخ يشرفنا

يوم نفذ قوه باروده

موش اليوم قديم عللنا

ما عمره التاريخ فصلنا

هلكم و أنتم ديمة هلنا

واحد على البيضة و السودة..إلخ

*وقيل ايضا ...

وادي نفد ناظن سرايا منه ..

خبط غزيهن شرقي سلوق خذنه

لا همهن من هدر و لا

همهن اغا قوي في يدر

عليهن قذيف و مقرحي متغندر

يجيبوا الثنا ولفخار في لمدنه

وين الجازوي طبوله دوون ..

جابن قذيف و مقرحي و تقون

‏