بذور ليبيا الخالدة

بذور ليبيا الخالدة

بذور ليبيا الخالدة

بذور ليبيا الخالدة؛ مقالة متواضعة حقاً بالنسبة لإسهامات قُدامى الليبيين في الحضارة الإنسانية منذ (طفولة الحضارة) البشرية، فبقدر ما كان عصر الجفاف العظيم كارثةٌ مريعةٌ دمرت النطاق الأخضر البهيج الذي يُغطي نطاق ليبيا الواسعة فتحول إلى صحارى. كان ذلك الجفاف المميت سبباً في انبثاق ثقافاتً عديدةٍ حمل بذورها الأولى المهاجرون من الليبيين والليبيات إلى شطآن الأنهار في أركان الدُنيا.

من ليبيا المباركة، التي اسبغ أسمها على قارة أفريقيا انبثقت بدايات ثقافات بني الإنسان، ففي أزمانٍ سالفة قال أرسطو طاليس [ ليبيا تأتي دائماً بشئ جديد].

ولم يقل هذه المقولة الفاخرة على بلاده اليونان في إشارةٍ واضحةٍ على أهمية ليبيا في تلك العصور ..

فكرة التوصل إلى الخالق وإلى البعث بعد الموت والحساب على الأفعال، بناء الشكل الهرمي والتحنيط، والكتابة بالصور، واختراع الأصباغ الملونة التي صبرت أثنتي عشرة ألف سنةٍ وما زالت، وإنشاء المدافن، والتوجهُ إلى الحجارة التي تحمل (رأس الخلود) فعرفت البشرية دنيا الآثار والمعابد والتماثيل، واختراع العجلة التي دفعت بالحضارة المعاصرة إلى النجوم، وممارسة طقوس الغناء والموسيقى، و (حضارة الحليب) والنخيل والزيتون، وتطويع البحار والمحيطات، وإنشاء حضارة (المايا) في أرض أمريكا إلى غير ذلك، كلها اسهامات ليبية يجثم فوقها نسيانٌ ثقيل.

هذه المقالة (بذور ليبيا الخالدة) لم تُكتب في مكتبٍ مُريح بل أنجزت عبر ترحالٍ مُرهقٍ ما بين جُزر اليونان، وصحراء ليبيا، وفي الواحات، ومجاهل جبال (الأكاكوس) وفي بطون المراجع والمصادر.

عندما يأتي زمن الرشد واحقاق الحق سيقال: "شكراً لليبيا".

كلمة الغلاف لكتاب "بذور ليبيا الخالدة".