ﻗﺮﺍﻗﺶ

ﻗﺮﺍﻗﺶ

ﻣﻦ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﻗﺶ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﻴﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ
ﺑﺈﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ؟
ﺍﺭﺳﻞ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﻳﻮﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﻣﻤﻠﻮﻛﻪ ﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺮﺍﻗﺶ ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺘﺐ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻙ ﺍﻟﻔﻈﻴﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺮﺏ ﻭﻳﻨﻬﺐ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺃﻣﺮ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﺃﻋﺘﺮﻓﺖ ﺑﺰﻋﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻔﺼﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺮﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺑﻦ ﺯﻣﺎﻡ ﺃﺣﺪ ﺍﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﻬﻼﻟﻴﻴﻦ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻋﺰﺯ ﻗﺮﺍﻗﺶ ﻗﻮﺍﺗﻪ ﻣﺼﺤﻮﺑﺎً ﺑﻤﻨﺎﺻﺮﻳﻪ ﻓﺎﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺳﻨﺔ 568 ﻫـ 1172 ﻡ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺣﺼﺎﺭ ﻗﺼﻴﺮ ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻭﻗﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺣﺘﻰ ﺳﻬﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻪ ﻓﺎﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻧﻔﺨﺘﻪ ﺑﻐﻄﺮﺳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻭﺃﻭﺣﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻴﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻠﻘﺐ ﺃﻣﻴﺮ ﻟﻠﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﻀﻌﻬﺎ ﻭﻟﻜﻲ ﻳﺤﻘﻖ ﻣﻄﺎﻣﻌﻪ ﻭﻳﻀﻌﻒ ﺳﻠﻄﺔ ﺳﻴﺪه ﻭﺣﺎﻣﻴﻪ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﻳﻮﺑﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻭﺟﻪ ﺭﺳﻮﻻً ﺍﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻟﻸﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻣﻨﻪ ﻣﻨﺤﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺐ ﻭﺃﻭﻟﺪ ﺍﻟﺨﺰﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻄﺦ ﺍﺳﻢ ﻗﺮﺍﻗﺶ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺋﻨﺔ ﻟﺪﻯ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻠﻚ ﻓﺎﺱ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻹﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﻤﻄﺎﻣﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻐﻠﺒﻬﺎ ﺗﺠﺎه ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻙ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻋﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻭﺗﻮﺟﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻮﻧﺲ ﻓﻨﺰﻝ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﺟﻪ ﺳﺘﺔ ﺁﻻﻑ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﻟﻤﻘﺎﺗﻠﺔ ﻗﺮﺍﻗﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪﺍً ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻗﺪ ﻋﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﺳﺤﻖ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ بضربة ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺳﺘﺪﺭﺍﺟﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻛﻤﻴﻦ ﻣﻨﺼﻮﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﻟﻘﺮﺍﻗﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﻬﺠﻮﻡ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﺤﻔﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺎﺑﺲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﺟﻨﻮﺩ ﻗﺮﺍﻗﺶ ﻓﺄﻓﻨﺎﻫﻢ ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻮﺯﺓ ﻋﺪﻭه ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋرين ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺭﺋﻴﺴﻬﻢ ﺍﺿﻄﺮﻭﺍ ﺍﻟﻰ ﻣﺒﺎﻳﻌﺔ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺃﻣﺎ ﻗﺮﺍﻗﺶ ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻓﺈﻧﻪ ﺃﻋﻠﻦ ﺧﻀﻮﻋﻪ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﺴﺎﺅه ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻻﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﻊ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﻟﺤﻔﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﺈﻧﻪ ﺭﺟﻊ ﺍﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺱ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 568 ﻫـ 1190 ﻡ ﻭﺗﻈﺎﻫﺮ ﻗﺮﺍﻗﺶ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﺘﻌﻬﺪﺍﺕ ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻤﻜﻦ ﺑﺨﺪﺍﻋﻪ ﻭﻣﻜﺮه ﺍﻥ ﻳﺤﺸﺪ ﻗﻮﺍﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﺍﺟﺘﺎﺡ ﻗﺎﺑﺲ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻰ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﻓﺄﺣﺘﻠﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻗﺪ ﺷﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﺼﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺑﺔ ﺃﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻤﻪ ﻭﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺳﻢ ﻗﺼﺮ ﻗﺮﻗﺎﺭﺵ ﺛﻢ ﺧﺎﺽ ﻋﺪﺓ ﺣﺮﻭﺏ ﻭﻓﻲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻻﻣﺮ ﻓﻀﻞ ﺍﻻﺗﺠﺎه ﺍﻟﻰ ﻓﺰﺍﻥ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﻃﻔﻖ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻨﺎﺋﻢ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺒﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﻤﺎﻉ ﻳﺤﻲ ﺍﻟﻤﻴﻮﺭﻗﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻙ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻓﺰﺍﻥ ﺣﺘﻰ ﺳﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺗﺤﺪﺍﻩ ﺛﻢ ﻗﺎﺗﻠﻪ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﺳﺮه ﻫﻮ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﺷﻨﻖ ﻗﺮﺍﻗﺶ ﻭﺫﻭﻭه ﺑﺄﺣﺪ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ .
....
ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﻮﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ