ففي 19 مايو 1910.

وقع الأتراك مع الفرنسيين خريطة الحدود الليبية التونسية الحالية..

فمن المعلوم أن الفرنسيين احتلوا تونس عام 1882. ونزح أكثر من 45000 من التونسيين بزعاماتهم وعائلاتهم. بعد أن فشلوا في التصدي لفرنسا- إلى ليبيا واستوطنوا بسهل الجفارة وصاروا يهاجمون الفرنسيين ومن يساعدهم من التونسيين. يدعمهم الليبيون.

إلا أن الأتراك ضغطوا على المهاجرين ودفعوهم للرجوع إلى تونس.. وقد رفض بعض الزعامات العودة فأرغمتهم تركيا على الابتعاد على الحدود وأجبرتهم للرحيل شرقاً.. وتمكنت فرنسا من تجنيد مجموعات من القبائل التونسية (في المخزن) وكلفتهم بمهاجمة القبائل الليبية المتواجدة على الحدود.. الصيعان نالوت.. وازن.. الحوامد النوائل.. أولاد بن مريم.. وسقط عشرات الشهداء من هذه القبائل دفاعا عن وطنهم.. وكانت غاية فرنسا هي زحزحة الحدود الليبية للداخل لصالح تونس..

وقد كانت الحدود الليبية تحدها (بحيرة البيبان قرب جرجيس.. ووادي فسي ووادي العشوش غربي الرمادة ب 5 كيلو متر)...

ورضخت تركيا المفلسة أمام مبلغ مالي من الاتفاق مع فرنسا على الخريطة التي رسمها الفرنسيون والمتمثلة في (رأس الجدير أو كما يسمى رأس المخابز.. وبئر الأحيمر.. ووادي المرطبة.. والمشيقيق..) وهي الحدود الحالية واجتمع وفد من الفرنسيين ووفد من الأتراك ووقعوا يوم 19/5/1910 على ما أراده الفرنسيون..

ولقد جاهد الشيخ عبد الله بن عامر شيخ وازن في أن تبقى قريته ضمن التراب الليبي

وانتصر في ذلك ولكن أهالي وازن تعرضوا لعقوبات فرنسية فيما بعد..

غير أن أراضي. ومزارع. ومواجن وغيران. أهالي (وازن) انحازت ضمن الأراضي التونسية

حفظت لهم المعاهدة أحقية استغلالها..

كما انحازت مساحات شاسعة من أراضي الصيعان إلى الأراضي التونسية وهي

(أقرع الصيعان مشهد صالح.. الفطناسيه.. أم الصويغ.. وادي نكريف.. وادي مغري..)

وكذلك النوائل التي احتازت أراضيها داخل تونس (كم النوائل.. بن قردان..)

وهكذا قبل مائة عام زحزح الفرنسيون حدود ليبيا واستولوا على قرابة 25000 كيلو متر

ولم تتوقف فرنسا عند هذا بل استولت على قرية جانت لصالحها في الجزائر عام 1908ووصلت إلى مشارف غات.. بل واستولت على (البركة) واسترجعها منهم الليبيون

ووصلت الأراضي التي اقتطعتها من ليبيا حوالي 112500 كيلو متر مربع..

وفي عام 1956 قامت فرنسا بزحزحة حدود ليبيا مع تشاد واستولت على شريط (أوزو) الذي طوله 500 كيلو متر وعرضه 100 كيلو متر.