رأس الفوليجة
رأس الفوليجة
( الموقع على طريق العزيزية - غريان )
أثناء تجدد حركة المقاومة في المناطق المحتلة ، نصب المجاهدون کمینا ناجحا لدورية ايطالية ، مشكلة من بعض الضباط والجنود، كانت تقوم بعملية استطلاعية في منطقة العزيزية ( 27 ستمبر 1923 ) ، عند راس الفوليجة ، حيث تسللت الى الموقع قوة من المجاهدين وهاجمت السيارة العسكرية التي كانت تقل القبطان بيتزي ، والقبطان کلو ، والملازم تابوغا والملازم تاجي ، وجندي ايطالي و آخر اريتري . وقد ادى الصدام الى مقتل الملازم تاجي والجندي الإريتري اللذين شبت فيهما النيران ، بعد اصابة خزان الوقود بالسيارة . كما قتل الملازم کلو اما بقية افراد الدورية فقد أسروا ، ونقلوا إلى بني وليد ، لدي عبد النبي بالخير ، وظلوا اسرى لديه ، الى أن قتلوا أثناء الهجوم على ورفلة .
وقد أثار حادث راس الفوليجة ردود فعل عنيفة لدى الأوساط العسكرية والاستعمارية الإيطالية. ولم يتردد بعض الايطاليين المقيمين بالعزيزية حينذاك ، في القيام باعمال انتقامية ضد الاهالي ، .. فقتلوا ثلاثة من عمال المحاجر العرب ، واصابوا مجموعة أخرى من السكان .
ولم تملك الصحافة الاستعمارية نفسها الا ان تستنكر ، وتندد بهذا العمل الوحشي ، تهدئة للخواطر العربية . فعلقت جريدة الكورييري دي تريبولي الصادرة في 2 اکتوبر 1923 بقولها ( لقد أريد لهذا الحادث الفظيع أن يكون رد فعل لما حدث في المساء ، ولكنه لم يكن سوى انفجار دموي قاتل وحشي عنيف ، وأخذ شديد بالثأر . وبدلا من ان يقوم مرتكبو هذا الحادث بحمل السلاح، والقاء أنفسهم في البراري ، المطاردة الثوار ، حيث یکتسب انتقامهم نبلا وکرما تسلحوا بالخناجر ، واخذوا يبحثون عن العرب العزل لكي يعمدوا خناجرهم في قلوبهم )
وزعمت السلطات الايطالية أنها حققت في الحادث ، والقت القبض على المسئولين عنه ومن بينهم امرأتان ایطالیتان قامتا باطلاق النار على مجموعة من العرب العابرين بالطريق وقد ندد الايطاليون ، بموقف عبد النبي بالخير
من هؤلاء الاسرى ، وحملوه مسئولية اعدامهم ، في اللحظات الأخيرة ، من جلائه عن ورفلة .