الشعر يوثق التاريخ

الشعر يوثق التاريخ

الشعر يوثق التاريخ،
...........
في نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات من القرن الماضى وبسبب جور وظلم حكم الاستعمار الايطالى هاجر كثير من الليبيين الى دول الجوار ومنها مصر، وقد عانو الكثير من آلام الغربة وحياة المهجر، وبعد الهجرة بسنتين او ثلاث ارسل الشاعر محمد البصبصينى القذافى احد شعراء المنطقة الوسطى ، والذى كان مقيماً مع خوته ورفلة فى سوف الجين فى ذلك الوقت، جواب مكتوب للسؤال عن حال المُهجّرين فى مصر وبه قصيدة رائعة يقول فيها:
سلامى عليكم ياابعاد الردة
على قد ماعلم الفجر او عدى،
***
يابعاد الجيرة،
يا راكبين الكوت و القنتيرة
طالب جدا مولاي ماحد غيره
اللي باعده غوش الحباب يرده
*****
ياغاليين عليه،
ياساكنين الشرق والمصرية
عيني عليكم بالدموع سخية،
تغرد كما مفطوم فاقد وده
*****
وما ان وصل الجواب الى هناك وفى منطقة البحيرة تحديداً، اجتمع المهجرين من مختلف القبائل وسمعو ما فى الجواب الذى يسأل عنهم وعن حالهم وكان من بينهم .. الشاعر الكبير عبد الواحد الجنجان من قبيلة اولاد وافى وخواله قذاذفة، عليه رحمة الله،
الذى رد بقصيدة طويلة يوضح فيها حال الليبيين ومعاناتهم فى المهجر وهذه بعضاً من ابياتها، حيث قال:
سلامك جانا ..
قبلناه وأقبل للسلام أوزانه
من حيش سلتنا كان يوجعك مطرانا،
نعلموك عاللي صار بالمسوّدة.
جينا لْوطن الذل وطن الهانة،
وطن عيشته بالعرعدة والكدة.
عليه ما قدرنا والرياف طنانا،
واللي معاه غيريه ذْبل وتردّى.
وياما بنا نردوا علي مربانا،
لكن النيه قاعده منسدة.
جا بينا حاكم ثقيل قرانه،
وحنا جدنا قبله معادي جده.
واللي جلا م الوطن فات مكانه،
بعد جلوته تصعب عليه الردة.
والموح رايد به الله سبحانه ..
والعبد تحت الرب موش بيدّه.
مراجيين بالك ما يخيب رجانا
كنّيبها تفراج بعد الشدّة،