من مملكة غرناطة إلى درنة الزاهرة

من مملكة غرناطة إلى درنة الزاهرة

من مملكة غرناطة إلى درنة الزاهرة :
قدم فوج أندلسي آخر كمن سبقه من قرطبة و اشبيليةو مجريط لكن هذه المرة بالعهد العثماني وأغلبهم من أندلسي مملكة غرناطة ..
كانت بداية القصة حين استلم قاسم باشا الأندلسي الولاية بطرابلس الغرب بعد مقتل الداي الوالي العثماني الذي سبقه بالولاية بظروف غامضة
استطاع من خلالها قاسم باشا إقناع السلطان العثماني بالاستانة حين وجوده ببرقة
ومن ثم إعطائه الضوء الأخضر في استجلاب قومه ممن نزل بطرابلس وتونس من اصل أندلسي عام 1632م وأغلبهم من مملكة غرناطة اي حديثي الهجرة من الاندلس بعد قرار الطرد الاخير من قبل الملك فيليب الثالث عام 1609 م
يتزعمهم موسى الثغري الغرناطي الأندلسي
وهنا بداية الرحلة الأندلسية التي سبقتها مثيلاتها من مجريط وسرقسطة وقرطبةو اشبيلية
إلى أن نزل الثغري وقومه مرسى ابن غازي والتحم بااندلسيها وبقلعتهم التي اقاموها على الطراز الاندلسي بالقرب من برنيق العتيقة
ثم واصلو الرحلة إلى الجبل الأخضر وتأسيسهم غرناطة الجديدة التي تحمل اليوم اسم قرنادة على اسم غرناطة الأندلسية
ثم الاستقرار بدرنة وقد سبقتهم اليها اقوام أندلسية أخرى
استطاع موسى الثغري ان يلم شمل قومه من الشتات واستطاع عن طريق قاسم باشا با باعتباره نائبه الحصول على الولاية من السلطان العثماني بلاستانة على درنة وحكمها
ثم بعهد ابنه حسن الثغري الذي عظم سلطانه وتمدد من الجبل الأخضر إلى بنغازي ومن ثم إلى البطنان
لكنه الحسد أو ربما حزازات قديمة في الاندلس ورثوها عن اليمانية والقيسية
قد جعل غريمه ابن الفاضل البلوي الاندلسي يجد نفسه أحق بالحكم
وهنا يخبرنا شارل فيرو 1656م القنصل الفرنسي بالحوليات والعياشي برحلته 1655م بفارق سنة
ان كلا الفريقين الاندلسيين كان لهم أنصار
حيث استعان ابن الفاضل بوالي طرابلس العثماني الساقزلي حينها من ساقز إحدى جزر اليونان عن طريق صديقه محمود بي كيخيا (وظيفة) والقرمنلي اصلا من قرمان من الارمن كبير موظفي الساقزلي ومدير سجونه فجرد له حملة عثمانية من جند الولاية واستطاع من خلالها ابن الفاضل البلوي الاندلسي حكم درنة باسم الساقزلي
ومقتل حسن الثغري الاندلسي وتشتيت انصاره يذكرنا بسلفه حامد الثغري الزغبي من ولاة بني الاحمر على مالقة الذي آثر الموت على ان يستسلم لحصار مالقة الأخير بغرناطة من طرف قشتالة.
وبعدها أصبحت درنة بعد ضمها آنذاك إلى العهد العثماني الثاني عاصمة الاقليم ودرة الجبل الأخضر ,,قبل أن يتخذ العثمانيون بني غازي عاصمة الاقليم وولاية تتبع الاستانة مباشرة فيما قد ساهم ولاتها من رشيد باشا وطاهر باشا في تطورها العمراني فأقيم مبنى بلديتها وفندقها البلدي بأسواقه و مسجدها العتيق بالبركة وانتعاش اقتصادي لم تشهده من قبل هؤلاء الولاة..)
المصدر
الحوليات الليبية ... شارل فيرو