وجه الايطاليون عنايتهم في المرحلة التمهيدية ، لتنفيذ خطتهم العسكرية المعروفة بعمليات شمال خط 29 ، إلى توسيع رقعة احتلالهم للمناطق الغربية المجاورة لقواعدهم في اجدابيا . وفي نطاق هذه الخطة التمهيدية ، تمكنوا من احتلال العقيلة في سبتمبر 1927. واتخذوا منها قاعدة لعملياتهم الموجهة في ذلك الوقت ، الذي وصل لولايتين ، بالسيطرة على الشريط الساحلي ، لمنطقة الخليج والانتقال منها بعد ذلك الى منطقة الواحات

ويرتبط اسم العقيلة في الجهاد بذكرالمعتقلات ، والمحتشدات الجماعية التي اقامها الايطاليون ، وحشدوا فيها افراد القبائل الذين أخرجوا من ديارهم بالجبل الأخضر . وقد كانت تلك من الأساليب الاستعمارية التي تبناها الجنرال غراتسیانۍ ، كجزء من خطة شاملة ، تهدف إلى عزل المجاهدين في الجبل ، وقطع امكانيات المساعدة الأهلية عنهم ، والتمهيد لانتزاع الأراضي لصالح الايطاليين ، وفي الأدب الشعبي صورة تاريخية للحياة في المعتقلات

العقيلة الشرقية

( الى الشمال الشرقي من طبرق )

شهدت يوم 1 اکتوبر 1928معركة عنيفة ، بين قوة ايطالية كبيرة ، وثلة صغيرة من المجاهدين ، لا تزيد على 44 مسلحا بقيادة طارق العبد . وقد استطاعت القوة الايطالية التي تفوقهم عددا وعدة ، أن تحيط بهم ، وتطوقهم وتدفع بهم شاطيء البحر ، عند العقيلة الشرقية ، فتضعهم بالموضع الذي وضع التاريخ فيه كثيرا من المجاهدين ، البحر وراءهم ، والعدو امامهم ، فلم يستسلموا ، وابدوا مقاومة وصفها العدو نفسه ، بانها كانت طويلة يائسة ، كانت الغلبة فيها للقوة ، إذ حاصرهم الايطاليون في الكهوف الموجودة بالمنطقة ، وفتكوا بهم بطريقة وحشية ، بواسطة القنابل اليدوية التي كانوا يفجرونها داخل هذه الكهوف ، فاستشهدوا جميعا ، وغنم الايطاليون اسلحتهم . وقد كانت هذه الوحدة من المجاهدين - على قلتها - اهم مجموعة من مجموعات المجاهدين في منطقة البطنان ، وقد خشي الأعداء من استفحال امرها ، فخرجوا اليها بتلك القوة الكبيرة التي وضعت تحت قيادة القائد العسكري للمنطقة الكولونیل سانتوني

المصدر

معجم معارك الجهاد في ليبيا 1911-1931

خليفة محمد التليسي..الدار العربية للكتاب