معركة وادي مرسيط

معركة وادي مرسيط

معركة وادي مرسيط

             ( خرمة الخدامية- خشم فروتن ) 


بعد معركة القارة او قارة سبها او " القاهرة - سبها " التي قادها الشيخ المجاهد سالم عبدالنبي الزنتاني والتي كانت الشرارة التي فجرت الثورة ضد المحتل الايطالي من الجنوب وانسحابه يجر أذيال الهزيمة تحت ضربات المجاهدين أنقسم المجاهدين لثلاث كتائب او مايعرف " بثلاث محلات " الاولة بقيادة الشيخ المجاهد المهدي كنيفو الزنتاني والشيخ المجاهد محمد كاوسين التارقي أتجهت لأوبارى لمهجمة الحامية الايطالية هناك وقد نجحت في تحريرها والثانية بقيادة الشيخ البدوي الأزهري الزنتاني والشيخ أحمد السني السنوسي أتجهت للشمال لمنطقة القبلة قرب مدينة مزدة لمواجهة الحملة التى أرسلها الايطاليين من طرابلس وغريان لأستعادة الجنوب وحاربت القوات الايطالية وهزمتهم شر هزيمة في معركة وادى مرسيط وخرمة الخدامية في وأدى مرسيط والثالثة أنطلقت للشرق وساندة المجاهدين في معركة القرضابية ثم التحق بهم رمضان السويحلي الذي كان يقود أحد الباندت المرتزقة مع الطليان بعدما عرف أن الكفة تميل لصالح المجاهدين.


 معركة وادي مرسيط :- 


6 ـ 4 ـ 1915 وديان الزنتان بالقرب من مدينة مزدة 


معركة وادي مرسيط نسبة إلى وادي مرسيط الذي يقع بأرض القبلة ضمن مجموعة من الوديان جنوب بلدة مزدة بمسافة 75 ك . م تقريبا .

ورد ذكر المعركة في المصادر والمراجع بأسماء مختلفة " وادي مرسيط في أغلب المصادر ، وخرمة الخدامية ، وخشم فروتن ، وجبل مرسيط " وهذه الأسماء أطلقت على مواقع متقاربة .

وهي من المعارك التي تصدى فيها المجاهدون للزحف الايطالي المنطلق من غريان قاصدا القضاء على حركة المقاومة المتصاعدة بعد أن نجح المجاهد سالم بن عبدالنبي الزنتانى ومن معه في تحرير عاصمة الجنوب سبها وأبارى وكل مناطق الجنوب الغربي الليبي أواخر سنة 1914 .


وقد قاد هذه المعركة  الشيخ البدوي الأزهري الزنتاني وأبولقاسم المعلول الزنتاني وأحمد السني السنوسي وأشترك معهم مجاهدين من قبائل قنطرار ، والغنائمة ، وأم الجرسان ، وقديرات والسبعة وأولاد أبوسيف وجعافرة والعواتة وغيرهم .. وكان الثقل العددي الحقيقي والقيادة لمجاهدي الزنتان


بدأ الايطاليون في أواخر شهر مارس بالزحف من غريان إلى مزدة التي بقي فيها عدة أيام للراحة ، وفي اليوم السادس من شهر أبريل وصل مشارف وادي مرسيط ، فأرسل العقيد جانينلتزي دورية تتكون من سيارتين للاستطلاع من أي أثر للمجاهدين ، وفي المساء بنفس اليوم أمر قواته بحط رحالها وسط وادي مرسيط لقضاء الليلة في اطمئنان .

في تلك الآونة كان المجاهدون يراقبون تحركات القوة بكل حذر متخذين من التلال ومنعرجات الأودية نقاط حراسة واستطلاع لأنها تقف في وجه كل من يحاول الوصول إلى الجنوب ، كما أنها تكفل للمتربص فرصة المراقبة الدقيقة حتى يتم له إعداد هجوم مفاجئ وسريع ، لان اختيار الزمان والمكان يجعل العدو في ارتباك و استغل فيها عامل الوقت الدقيق وهو قبيل غروب الشمس والمكان ذي الطبوغرافية الممتازة والمتميزة .

وعندما تطرق إلى علم المجاهدين نبأ استعداد الايطاليين عقدوا العزم على المجازفة بكل شيء مهما كانت النتائج ، وعندما أخذت القوات الايطالية تعد للمبيت ، وفي وضع قد يصعب فيه السيطرة على الجنود انطلقت رصاصة تبعتها رصاصات متفرقة أربكت قيادة القوات الايطالية ، وحالما شاهد المجاهدين ذلك تحولوا إلى هجوم مباشر ، وقد أشار بيلاردئيلي إلى ذلك قائلا انهال على المعسكر وابل لا ينقطع من العيارات كل ذلك تم خلال ثواني معدودة فنزل الهلع في روع للايطاليين الذين ولوا الأدبار جاريين وراءهم بعض الجنود النظاميين وبإشهار المسدسات ، تمكن الضباط من استعادة النظام والانضباط ، تواصل القتال حتى ساعة متأخرة من المساء إلا أن عنف القتال وضروراته أفقدت الفيلق كل فعاليته إذ أصيب قائد الفيلق نفسه بجراح ، كما أصيب جميع الضباط الآخرين تقريبا بجروح متفاوتة وقتل النقيب بيرناردي من جراء عيار أصابه في بطنه ، وكانت الخسائر بين العساكر وشواشهم فادحة .

وكانت خسائر المجاهدين طفيفة جدا لم تتعد الشهيدين لعل ذلك يرجع إلى الطريقة البارعة التي اتبعها المجاهدون وقادتهم ومن الامور المترتبة على هذه المعركة والنصر فيها هو أنهيار كامل للحاميات الايطالية في كل الجبل وهروبها للساحل وتمركزها في الاخير في طرابلس وزوارة فقط في كل الساحل الغربي لليبيا .


https://albunyanalmarsus.com/