الغزو التاريخي

الغزو التاريخي

حديث الجمعة…..الغزو التاريخي...
➖➖➖➖➖
إن الغزو الحقيقي ليس غزواً بالدبابات، أو الطائرات، أو حتى بالأفكار كالغزو الثقافي، بل هو أخطر من ذلك بكثير.
فالغزو التاريخي لا يحارب الواقع فقط، وإنما يحارب الماضي الذي بُني ويستند عليه الحاضر اى يحارب تاريخ امتنا الذي مضى ويحاول بكل ما يملك من قوة القضاء على انجازات وامجاد اسلافنا فكريا ومحوها من عقول هذه الاجيال والاجيال القادمة من خلال تشويه وتزييف سيرة عظماء امتنا ..
ونظرية الغزو التاريخي تتلخص:
بأن يدمر الغزاة أسباب وجودنا أصلا على ساحة التاريخ،وذلك بالتشكيك والطعن برموز الأمة وابطالها ، فينتج عن ذلك الشك بالروايات التي نقلها لنا رموزنا، أو التي نُقِلَت عنهم بالأساس، قبل أن يقوم الغزاة بتسليط الضوء على مراحل الضعف التي مرت بها الأمة، أو حتى اختلاق قصص وهمية تشوه صورة تاريخنا في أعيننا، ليقوم هؤلاء المتطفلون الفاسدون بتحويل أبطالنا إلى قتلة قذرين، وعلمائنا إلى أشخاص مجانين؛ وفى أحسن الأحوال إلى شطبهم جميعاً من ذاكرة التاريخ نهائياً.
في نفس الوقت يقوم هؤلاء الغزاة بتمجيد أشخاص وهميين في تاريخهم؛ أو حتى في تاريخنا على حساب افساد سيرة الابطال الحقيقيين وبالتالي يحاولون ان يصلوا الى مبتغاهم الدنيء الذي يشوه سيرة العظماء..
فيتحول (عمرو بن العاص) رضي الله عنه صاحب رسول الله، النقيُّ العادل، إلى مجرم حرب؛ بينما يتحول المجرم (نابليون بونابرت) إلى فاتح عظيم تخلده كتبنا الدراسية المدعومة من الغرب الحاقد على امة الاسلام..
*ويصبح (عباس بن فرناس) مخترع الطيران عالماً مجنوناً؛ بينما يُمجد (اينشتاين) صاحب مشروع القنبلة النووية التي قتلت آلاف من الأبرياء الى عالم ومخترع ويدعموه من خلال تدريسه للاجيال ليفسدوا عقولهم..
فلا يتبقى بذلك في تاريخنا الممتد إلا قادة مجرمين، أو علماء مجانين، أو أبطالا وهميين؛ لم يصبحوا أبطالا إلا بمصابيح سحرية، أو بسط طائرة..
فمن خلال (مصباح علاء الدين) - ومن خلاله فقط- يمكن لك أن تصبح بطلاً ومسلماً في آن واحد!
وبعد أن يزرع فيك الغزاة هذا الاعتقاد الخطير، فإن مفهوم القدوة يسقط من عينيك من دون أن تحس أنت بذلك، وعندها وبكل سهولة.. نسقط أنا وأنت كالثمار العفنة .
_______________
[1] من كتاب ( 100 من عظماء امة الإسلام - جهاد الترباني ص27 ط التقوى مصر)./
منقول بتصرف