الطاعون في طرابلس

الطاعون في طرابلس

لقد أُخرجَت أكثر من 200 جثة من بوابة المدينة هذا اليوم ، هذا مع العلم أن مجموع سكانها لا يتجاوز 14 ألفا, كما ارتفعت نفقات دفن الموتى وصارت العائلة تحمل ميتها الى الباب ، وتعطى الجثة لأى رجل يقبل أن يلقيها على كتفه أو يحملها بين يديه، وينقلها الى المقبرة. كما هرب الطبيب الجنوي "نسبة إلى جنوة في إيطاليا" من بلاط الباشا و كذلك فعل جميع القناصل.
بات المرء يشهد خمس أو ست جثث وقد حملت معا على حمار، الى الجبانة.
وقد أُمر جنود الكولوغلية بالسير فى الشوارع ليزيلوا الجثث التي يجدونها منطرحة على قارعة الطريق. كما أن جميع كبار موظفي الدولة قد هلكوا ، وفقد البيك ولديه الجميلين.
إن صراخ الناس على ما يفقدون من أعزائهم عال على الدوام، فلا تكاد تمضي ربع ساعة دون أن يرتفع عويل نادب جديد على ميت جديد، ولقد كثرت الوفيات حتى لم تعد تقام صلاة الجنازة على أصحابها إنما تجمع التوابيت ليجري اخراجها قبل الزوال من كل يوم فيصلى عليها وقت الظهر دفعة واحدة
لقد هاجم الوباء المدينة منذ شهرين وقد أزهق أرواح ثلاثة آلاف مخلوق في هذه المدة القصيرة.
الكاتبة بالقنصلية البريطانية" مس توللي" متحدثة عن انتشار الطاعون في طرابلس سنة 1785