الإجلاء

الإجلاء

الإجلاء
صادف اليوم 11 يونيو 2021 ذكرى إجلاء القوات والقواعد الأمريكية عن أرض ليبيا ، وهو يوم من أيام المجد لليبيين كدولة وشعب، كونها أنهت الوجود الأجنبي المباشر على الارض الليبية، كما أنها مثلت في حينها إلهاما لكل الشعوب التي كانت تناضل من أجل الحرية والتخلص من الوجود الاستعماري عن أراضيها.
ففي المفاوضات التي أعقبت ثورة الفاتح من سبتمبر والتي بدأت جلساتها الأولى في شهر ديسمبر عام 1969 تحت شعار
« ان جميع المعاهدات والصداقات والتعاون أمر لا يمكن أن يبنى في ظل
السيف وتحت أزيز الطائرات وهو أمر
يقوله القانون الدولي قبل أن نقوله نحن
وأن حرية ليبيا مازالت ناقصة مادام هناك جندي أجنبي فوق أرضها »
وعلى ضوء هذه الرؤية تواصل الضغط على هذه الحكومات للرحيل عن الأرض الليبية ، فكان العام 1970هو عام الخلاص من التواجد الاستعماري الغربي.
خاصة وأن الشعب الليبي لا يذكر تاريخ القاعدة الأمريكية بأي خير وإنما يذكر مأساة الفتاة البريئة معيتيقة ويتهم القاعدة مهما كان مدى صحة الاتهام أو عدمه بتدريب الإسرائيليين وبالهجوم الجوي على الدول الشقيقة وبتعريض السلام للشعب الليبي بوجود القنابل الذرية في هذه القاعدة أو عند مواجهة ساخنة بينا الحلف الأطلسي وحلف وارسو في حينه.
يعود تاريخ القاعدة الى العام 1923 عندما تم بناؤها من قبل القوات الجوية الإيطالية والتي كانت تحتل ليبيا ، وحملت في الأول إسم قاعدة الملاحة الجوية
وخلال الحرب العالمية الثانية ، تم إستخدام القاعدة ومطارها العسكري من قبل القوات الجوية الألمانية في معركة شمال إفريقيا ، وبداية من يناير 1943 إستولت عليها القوات الجوية الأمريكية لتستعملها في الحرب ،
ثم أطلقت عليها في العام 1945 إسم
قاعدة ويلس الجوية
كانت القاعدة سابقا أكبر قاعدة أمريكية خارج الولايات المتحدة في تلك الفترة ، وظلت القاعدة تقوم بدور استراتيجي علي الصعيد الإقليمي مع أربع قواعد أمريكية أخرى فوق الأراضي الليبية. سكن وعمل بالقاعدة الضخمة أكثر من 4600 أمريكي، ووصفها سفير سابق للولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا بكونها “أمريكا مصغرة على ضفاف البحر المتوسط.. ”
بعد مغادرة الأمريكان ، قرر مجلس قيادة الثورة الليبية تغيير إسم القاعدة إلى "قاعدة عقبة بن نافع " اولا تم الي اسم
"قاعدة معيتيقة الجوية" نسبة إلى طفلة ليبية تقطن بجوار القاعدة ماتت إثر سقوط طائرة أمريكية فوق منزلها ، لكن مصادر أخرى تؤكد أن الطفلة قتلت بقصف أمريكي خلال الحرب العالمية الثانية عندما كانت ترعى بعض الأغنام في الريف المجاور للقاعدة.
ومن ثم لا يمكن إلا لمكابر أن ينفي عن تاريخ 11 يونيو كونه يمثل يوما تاريخيا أنجزه الشعب الليبي بالتخلص من الوجود الاستعماري المباشر على أرضه دون أن
تكون له أي سلطة سيادية على تلك القواعد الأجنبية التي مثلت انتقاصا لسيادة ليبيا.
ومن ثم يحق للشعب الليبي أن يحتفي بهذا اليوم 11 يونيو لأنه كان وما يزال انتصارا لإرادة الشعب على قوى التجبر الاستعماري.