غراتسياني : إن العمل الحربي في بئر الحشادية جدير بأن يظل حياً في التاريخ العسكري الإستعماري
معركة الحشادية
عندما قررت الحكومة الإيطالية القيام بهجوم على منطقة سرت، بقصد إعادة احتلالها عملت على التمهيد لهذه العملية، وإعداد خطة عسكرية تقوم على حماية هذا الهجوم الذي تنوي القيام به زحفاً على المنطقة بمحاذاة الساحل، و لتحقيق هذه الحماية لقواتها الزاحفة تقرر أن تقوم القوات المرابطة في جنوب بني وليد بالحيلولة دون تسرب المجاهدين و التسلل إلي منطقة العمليات، عن طريق مراقبة منطقة سوف الجين والسيطرة على مواقع المياه وتوزيع وحدات صغيرة في المناطق والمراكز الهامة، و قد توزعت هذه القوات على السدادة وبئر تاله وبئر الحشادية .
في التاسع عشر من نوفمبر عام 1924 وعند الساعة التاسعة صباحاً، قام المجاهدون بمهاجمة القوة الإيطالية المرابطة في بئر الحشادية، ومع حلول الليل أخذ المجاهدون يقتربون من مواقع العدو، حتى إذا كان الفجر انقضوا على نقاط الحراسة ففتكوا بمن كان فيها ، وسلطوا نيرانهم على بقية القوة الإيطالية التي أخذتها المفأجاة ، وسقط منهم عدد من الضباط الإيطاليين من بينهم ديل جوديتشي.
معركة سيطر المجاهدون فيها سيطرة تامة، و كادوا أن يقضوا على قوات العدو بالكامل إلا أن تدخل القوات الإيطالية المرابطة في السدادة حال دون ذلك ، إذ تمكنت من السيطرة على المنطقة بعد تكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ، وأستشهاد مائة وخمسين من المجاهدين وجرح آخرين، أما خسائر العدو فكانت مائة بين قتيل و جريح .
وفي تعليق لغراتسياني على هذه المعركة قال : إن العمل الحربي في بئر الحشادية جدير بأن يظل حياً في التاريخ العسكري الإستعماري
لتظل هذه المعركة التي أظهر المجاهدون فيها شجاعة نادرة ، وأكدوا خلالها قوة عزيمتهم في التصدي للعدو الذي يفوقهم في العدد والعدة ، موقنين بالنصر إيماناً بالله وحده ، و استماثة في الدفاع عن كل شبر من أرضنا الغالية حفاظاً على الشرف و الكرامة .