معركة الشقيقة - ترهونة

معركة الشقيقة - ترهونة

معركة الشقيقة - ترهونة :-
"18 يونيو 1914"
المعركة التي قتل فيها أكثر من 4000 جندي إيطالي .
احتل الإيطاليون ترهونة للمرة الأولى عقب معاهدة أوشي لوزان بين إيطاليا وتركيا في يوم 18 ديسمبر 1912 وظلت حاميتهم مقيمة بها إلى أن اندلعت ثورة استرداد المناطق يوم 29 أبريل 1915 والتي قاتلت فيها قبائل ترهونة تحت قيادة المجاهد الساعدي بن سلطان الصالحي حيث ارتفعت الروح المعنوية لليبيين في جميع المناطق وقاموا بمعارك باسلة استردوا فيها كل مناطقهم المحتلة في الدواخل والجبل العربي والجبل الأخضر بلا استثناء وبقيت القوات الإيطالية في بعض المدن المحصنة في الساحل. ونتيجة لمعركة القرضابية سجلت انتصارات باهرة ضد الإيطاليين ولا يعرف في سجلات مركز جهاد الليبيين حتى الآن هزيمة نكراء أكبر من هزيمتهم وسحقهم في معركة الشقيقة والتي تعرف عند أهل ترهونة بهذا الاسم وقد كان لاحد المجاهدين الليبيين
دور المخادع للقوة الإيطالية وتحقيق الانتصار في معركة الشقيقة .
حوصرت الحامية الإيطالية المتمركزة في ترهونة بكاملها مما دفع الحكومة الإيطالية إلى محاولة إنقاذها وفك الحصار عنها وسحبها إلى الساحل وعمدت القيادة الإيطالية إلى إعداد قوة كبيرة بقيادة الكولونيل روستي في محاولة لدعم الحامية المذكورة وتزويدها بالإمدادات والتموين بعد أن انقطعت عنها كل سبل الاتصال وقد خرجت هذه القوة الكبيرة من العزيزية يوم 12 مايو1915 متجهة نحو ترهونة لفك الحصار عن الحامية المذكورة ولكنها أوقفت في اليوم التالي 13-5-1915 في سيدي بوعرقوب( الرقيعات) وفم ملغة واضطرت إلى الانسحاب من شدة المواجهات وتكبدت خسائر فادحة وأسر فيها 200 أسير إيطالي وقد هبت قوة أخرى من العزيزية لنجدتها بقيادة كولونيل آخر وهو بيليا وقد تمكن هذا من الوصول إلى ترهونة يوم 16-5-1915 إلا أن قافلة الإمداد التابعة له قد انفصلت عنه مما زاد عدد أفراد القوات الإيطالية المحاصرة على الحامية الأصلية فبعد أن انفصلت قافلة الإمدادات التابعة لقوة الكولونيل بيليا والتي وصلت إلى ترهونة ولم تتمكن من اللحاق به حيث حوصرت يوم 17-5-1915 في سوق الأحد ترهونة فأبادوها وغنموا ما كان معها من الإمدادات، فاضطرت القيادة الإيطالية إلى تجهيز قوة أكبر بقيادة الكولونيل مونتي لحراسة قافلة أخرى من الإمدادات ولكنها هوجمت هي الأخرى وقابلت نفس المصير وبعد فشل كل المحاولات لإنقاذ الحامية المحاصرة في ترهونة اتجه الإيطاليون إلى إرسال قوة أخرى من القصبات (أمسلاته) بقيادة الكولونيل كاسينس ولكن هذه القوة لم تتمكن من الوصول إلى ترهونة نتيجة للمقاومة العنيفة التي واجهتها في المنطقة، فأبلغت القيادة هذه القوة بقيادة كاسينس للعمل على شغل المقاتلين في ترهونة وجرهم إلى منطقة الداوون شرق ترهونة وذلك لتسهيل انسحاب الحامية المحاصرة والخروج إلى عين زارة عن طريق سوق الأحد على أن تقوم القوات الإيطالية في العزيزية وعين زارة بعمليات تشغل المقاتلين عن عملية الانسحاب للحامية المحاصرة.
في يوم 18 يونيو تحركت الحامية التي كانت محاصرة بعد أن وفرت لها كافة الضمانات من القيادة الإيطالية باللاسلكي زيادة على يأسهم من وصول النجدة اضطروا إلى الخروج بعد نفاد ما عندهم من زاد وتموين محاولين الوصول إلى طرابلس مهما كانت التضحية، وقد تركهم المجاهدون عمدا يخرجون إلى المنطقة الجبلية بعد اتصالهم بالدليل الليبي القوات الإيطالية .
الدليل الليبي نجح في خداع العدو وذلك حينما أخبر المجاهدين بمسار القوات بحجة طلبه من قائد الحامية إحضار والدته لتوديعها فسمح له بذلك تحت حراسة مشددة فأخبر والدته بكلمة السر وهي وادي الشقيقة ثم أخبرت المجاهدين بما قاله لها ابنها
ووادي الشقيقة وادي صغير ضيق يقع بالقرب من الشرشارة في منطقة
أولاد بوزيد ويمكن لأي شخص زيارته عن طريق مفرق يقع بحوالي 1 كم قبل مفرق مجيء سيدي الصيد إلى اليسار من الطريق المزدوج المؤدى إلى ترهونة المدينة وعندما ضاق هذا الوادي بالحامية وأصبحت في منطقة يصعب التحرك فيها انهال الرصاص على الإيطاليين من كل جانب وأصبحوا محاصرين في قاع الوادي، وبذلك تم القضاء على معظم أفراد الحامية البالغ عددهم 5000 مقاتل وقد أسر في هذه المعركة المسماة وادي الشقيقة 473 جنديا و31 ضابطا
أي ما مجموعه 504 أسير إضافة إلى 200 أسير محتجزين من قبل في معركة بوعرقوب وفم ملغة وقتل في الشقيقة 4061 من الحامية الإيطالية وقد بقي الأسرى آل 700 خدما عاملين لمدة سنة لدى عائلات المجاهدين هكذا أرادت إيطاليا أن تجعل من هزيمتها النكراء نصرا واحتفالا باسترداد أسراهم المحتجزين في ترهونة في المعركة المنسية الشقيقة.
لقد كانت معركة الشقيقة نتيجة من نتائج الانتصار العظيم لرفع الروح المعنوية لليبيين في جميع مناطق ليبيا وبداية لاسترداد كل المناطق المحتلة في ليبيا كلها بل إنها كانت مدرسة لخدعة الحرب في الشقيقة حيث أعدم البطل الشجاع (الدليل الليبي ) في ساحة السوق بترهونة بمجرد احتلال ترهونة من جديد يوم 6 فبراير 1923 والتي أعد لها جراتسياني خطة تطويق والتفاف على ترهونة طبقا للإستراتيجية التالية:
1- قوات الجنرال جراتسيانى 3700 جندي 350 فارس 4 قطع مدفعية. وهذه القوة تهاجم المناطق الجنوبية من ترهونة وتقطع المدد من بني وليد
2- قوات الجنرال بيتساري 3100 جندي 300 فارس 4 قطع مدفعية وهذه القوة تهاجم ترهونة من جهة الخمس وأمسلاته.
3- قوات الجنرال بليلى 1400 جندي 200 فارس 4 قطع مدفعية وهذه قوة تهاجم ترهونة من جهة غريان إلى وادي ويف ترهونة ومن العزيزية إلى وادي فم ملغة ترهونة.
وقد ورد في كتاب العمليات العسكرية في طرابلس الغرب 1911-1924 النص التالي ""وبسقوط ترهونة تلقت حركة المقاومة في المنطقة الغربية من ليبيا ضربة عنيفة""
المصادر
1- كتاب نحو فزان- رودولفو جراتسياني- .
2- معجم معارك الجهاد في ليبيا - خليفة التليسي – الدار العربية للكتاب 1980.