بطون بنى سليم فى ليبيا
بطون بني سليم في ليبيا
بنو سُليم قبيلة عربية قيسية تنسب إلى سُليم بن منصور بن عكرمة بن خفصة بن قيس بن عيلان بن مضر، كانوا يقيمون بالحجاز، ثم انتقل جزء كبير منهم إلى صعيد مصر، وبقي جزء في ديارهم الاصلية في الحجاز مابين مكة والمدينة وفي حرة بني سليم وفي محافظة الكامل ومنه هاجروا في عام 443 ﻫ (1051) إلى المغرب العربي، واستقرت بطونهم في ليبيا وتونس، حيث استقر بنو هيب في برقة، وبنو ذباب بطرابلس، وبنو عوف وبنو زغب بتونس.
أولا: بنو ذباب: لايزال هناك فرع منهم في ديار بني سليم الاصلية في الحجاز في الوقت الحالي
هم بنو ذباب بن ربيعة بن زغب الأكبر بن جرو بن مالك بن خفاف بن إمرئ القيس بن بهثة بن سليم [1]، ولذباب ولدين هما:
أ- أحمد: ومنه أولاد أحمد ويقيمون بتونس [2].
ب- رافع: وله ثلاث أولاد وهم:
1. سليمان: ومنه أولاد سليمان الذين ذكر ابن خلدون أن مواطنهم قبلة غريان ومغر [3] وأن رئاستهم في ولد نصر بن زائد بن سليمان [4] وقال أنها في عصره (أواخر القرن الرابع عشر) لهائل بن حامد بن حماد بن نصر، وقال المقريزي أنهم يقيمون في جهة فزان وودان [5].
وقد استطاع أولاد سليمان بمساعدة المحاميد في أوائل القرن الثامن عشر الاستقرار بمنطقة سرت وحكمها، بعد هجرة الجبالية إلى مصر الذين كانوا يحكمون المنطقة بعد حروب استمرت بينهم نحو أربعين عاما [6]، وأسفر إستقرار أولاد سليمان بسرت في منتصف الطريق بين طرابلس وبرقة عن دخولهم في صدام مع القرمانليين، وكان من أشهر تلك الصدامات ما حدث في سنة 1806 وأدى إلى مقتل أحمد سيف النصر شيخ أولاد سليمان وعدد من أبناء قبيلته وهجرة جزء منهم، ثم ما حدث بعد تولي عبدالجليل سيف النصر مشيخة أولاد سليمان في سنة 1832 في أواخر حكم يوسف باشا القرمانلي وتصدامه معه، وتواصل هذا الصدام مع الدولة العثمانية بعد عودة ليبيا إلى الحكم العثماني، والذي أدى إلى مقتل عبد الجليل سيف النصر في سنة 1842 مع عدد من أبنائه وأخوه وقبيلته والقبائل المتحالفة معه، فأدى إلى هجرة جزء آخر من القبيلة.
واليوم يقيم أولاد سليمان في مناطق سرت وفزان ويتكونون من خمسة قبائل هي: الشريدات، واللهيوات، والميايسة، والزكاري، والجباير، كما يقيم أولاد سليمان بكانم بتشاد، وبمحافظة المنيا في مصر التي يقيم بها جزء من عائلة سيف النصر بمدينة مّلوي.
2. سالم: ومنه أولاد سالم وهم أربعة بطون هي العمائم والعلاونة والأحامد وأولاد مرزوق، ويقيم العمائم بزليتن، والأحامد بساحل أل حامد، وأولاد مرزوق بمسراتة وهم يتفرعون فروع كثيرة منها: قبيلة الهوامل بمسراتة وزليتن، والغلابنة بمسراتة، ومن غلبون ينحدر أيضا أولاد الحضيري بسبها وهم أبناء امحمد الحضيري بن عبد الله بن إبراهيم بن امحمد بن ناعم بن كحيل بن غلبون [7].
وقد كانت لأولاد مرزوق مشيخة أولاد سالم حيث كان غلبون بن مرزوق بن معلى بن معراني بن قلينة بن قاص بن سالم [8] شيخ أولاد سالم في بداية القرن الرابع عشر [9]، ثم تواصلت في أبنائه وذكر ابن خلدون في أواخر القرن الرابع عشر أن شيخ أولاد مرزوق في عصره هو حميد بن سنان بن عثمان بن غلبون بن مرزوق [10].
وخلال العهد العثماني برزت أسرة الجبالي من الأحامد وكانت لهم مشيخة ساحل أل حامد وسرت وإجدابيا، ولكن الصراع الذي نشب بينهم بين أولاد سليمان أدى إلى هجرتهم إلى الفيوم بمصر في بداية القرن الثامن عشر فاستقروا هناك وتولوا مشيخة العرب بالفيوم [11].
3. فائد: وله ثلاثة أولاد وهم:
أ******- حمران: ومنه بنو حمران، ويقيمون بتونس، ومنضمون لحلف قبلي يعرف ببني يزيد [12].
ب******- صهب: ومنه بنو صهب، وهم أيضا يقيمون بتونس وضمن حلف بني يزيد [13].
ج- جابر: وولده عامر ومنه:
1. نائل بن عامر: ومنه قبيلة النوائل [14] التي تقيم الآن في غرب ليبيا قرب الحدود مع تونس.
2. سنان بن عامر: ومنه أولاد سنان [15] الذين تنسب لهم زاوية أولاد سنان التي جاء منها اسم الزاوية الغربية منها، ويقيم بالزاوية أولاد يربوع الذين ينتسبون إلى أولاد سنان عبر جدهم الوجيه بن عامر السناني [16]، وبالأصابعة تقيم عشيرة أولاد سنان [17].
3. وشاح بن عامر: ومنه القبائل الوشاحية وهي:-
أ******- بنو جواب: أبناء جواب بن وشاح ويعرفون بالجواوبة [18].
ب******- العمور: أبناء عمرو بن وشاح ويعرفون بالعمور [19]، ولعمرو ولدين هما:
1. سهيل بن عمرو: وهو يعرف بأبي عيسى ومنه أولاد عيسى [20] بمنطقة أبو عيسى غرب مدينة الزاوية، وذكر التجاني أن أبي عيسى هو الذي أسس زاوية أولاد سهيل التي تعرف بأبي عيسى غرب مدينة الزاوية وأنه توفي عام 673 ﻫ [21].
2. تميم بن عمرو: ومنه التمائم بعكارة قرب طرابلس، ومن تميم أيضا الحرائزة أبناء حريز بن تميم بن عمرو [22] المقيمين مع الجواري بصرمان [23].
ج******- المحاميد: أبناء محمود بن طوق بن بقية بن وشاح [24]، ولمحمود ولدين هما:
1. جرير: ومنه قبيلة الجرارة، وذكر ابن خلدون منهم خالد بن حريز بن جرير بن محمود [25]، وقال النائب أن موطنهم برقة [26].
2. رحاب: ومنه قبائل المحاميد التي كانت لها مشيخة الجبل الغربي، وذكر ابن خلدون أن مشيختهم في أولاد سباع بن يعقوب بن عطية بن محمود [27]، وذكر منهم خالد بن سباع بن يعقوب [28].
وذكر ابن خلدون من المحاميد أيضا علي بن راشد بن معرف بن عثمان بن عطية بن محمود [29] وقال المؤرخ أحمد النائب أنه جد أولاد علي الذين كانوا يقيمون ببرقة [30]، ثم نزحوا إلى ما وراء السلوم خلال النصف الأول من القرن الثامن عشر .
وقد استطاع المحاميد خلال العهد العثماني الأول والعهد القرمانلي الإحتفاط بمشيختهم بالجبل الغربي، ولكن حدث في العهد العثماني الثاني صدام بين المحاميد بقيادة الشيخ غومة المحمودي والعثمانيين أسفر عن مقتل غومة سنة 1858 وإدخال الجبل الغربي ضمن التنظيم الإداري لولاية طرابلس الغرب.
د- الجوارى: هم أبناء جارية بن وشاح الذين ذكر ابن خلدون أن رئاستهم في بني مرغم بن صابر بن عسكر بن حميد بن جارية [31]، وذكر منهم صابر بن عسكر بن علي بن مرغم [32]، وذكر التجاني منهم عبد الله بن ذباب بن أبي العز بن صابر بن عسكر بن حميد بن جارية [33]، ومن أبي العز بن صابر ينحدر البلاعزة الذين يقيمون بالزاوية الغربية، كما ينحدر من الجواري قبائل الجواري بصرمان [34] غرب مدينة الزاوية، وأولاد مرغم بالرقيعات [35].
ومن ذباب قبيلة تعرف بالأصابعة لم يذكر التجاني لأي بطون ذباب ينتمون، ولكنه ذكر أنهم ضمن حلف بني يزيد الذي يضم أيضا ثلاثة قبائل هي: بني صهب وبني حمران والخرجة [36].
ثانيا: بنو هيب:
هم بنو هيب بن بهثة بن سُليم ،وهم عدة بطون منهم:
1. بنو أحمد.
2. بنو شماخ: ذكر ابن خلدون أن منهم بني حميد بإجدابيا وجهاتها [37]، ويبدو اليوم أن بني شماخ هم أسلاف قبيلة المغاربة الحالية التي تتكون من فرعين هما: الرعيضات ووالشماخ.
3. بنو شمال ومحارب: ذكر ابن خلدون أن رئاستهم في بني عزاز [38]، وذكر القلقشندي أن محارب تتردد على بلاد الجيزية (محافظة الجيزة) وأطراف البهنساوية (محافظة المنيا) [39]، وفي بداية القرن الثامن عشر هاجرت محارب إلى مصر واستقرت بها [40].
4. بنو لبيد: وهم عدة قبائل هم:
أولاد سلام، وأولاد حرام، والبركات، والبشرة، والرواشد، والبلابيس، والجواشنة، والحداددة، والحوتة، والموالك، والعلاونة، والدروع، والرفيعات، والزرازير، والسوالم، والسبوت، والشراعبة، والصريرات، العواكلة، والنبلة، والندوة، والنوافلة، والرعاقبة، والبواجنة، والقنائص، وبنو قطاب [41].
وقد هاجر أغلب بني لبيد إلى البحيرة في القرن الرابع عشر واستقروا بها [42]، بينما أقام آخرون ببرقة لفترة ثم رحلوا بدورهم لمصر مثل أولاد سلام ومنهم من بقي ببرقة حتى الآن مثل الحوتة والموالك والعلاونة.
وقد إلتقى الرحالة العياشي بأولاد سلام في أرض البطنان (منطقة طبرق الآن) في سنة 1661 [43]، ثم هاجروا بعد ذلك إلى مصر في أوائل القرن الثامن عشر بزعامة يونس بن مرداس السلمي [44] واستقروا بالبحيرة أولا ثم انتقلوا إلى الشرقية أثناء حكم محمد علي ولا يزالون بها حتى الآن.
ثالثا: بنو عوف:
هم بنو عوف بن إمرئ القيس بن بهثة بن سليم [45]، واستقر بني عوف بتونس، ويبدو أن بعض بطونهم انتقلت إلى ليبيا ومنهم:
1. عشيرة العلالقة بصبراتة [46]، وينتسبون إلى بني علاق بن عوف [47].
2. أولاد أبي الليل المقيمين بصرمان وغدامس [48]، وهم أبناء أبي الليل بن أحمد بن كعب بن علي بن يعقوب بن كعب بن أحمد بن ترجم بن حميد بن يحي بن علاق بن عوف [49].
رابعا: بنو زغب:
هم أبناء زغب الأصغر بن زغب الأكبر بن جرو بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم [50]، وقد ذكر ابن سعيد أنهم سكنوا إفريقيا (تونس) بجوار إخوتهم بني ذباب [51]، ثم صاروا في جوار بني هيب، أما التجاني فقال أنهم يقيمون ببلاد نفزاوة بجنوب تونس [52]، وهذا يعني أن مجموعة بني زغب تقيم بتونس بينما مجموعة أخرى تقيم بليبيا إستقرت بعد فترة بفزان حيث اليوم إلى بني زغب كل من عشيرتي المقارحة والحساونة بفزان [53].
ومن بني سليم أيضا قبيلة يعرفون ببني ناصرة: نسبة إلى ناصرة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، ذكر ابن خلدون أنهم يجاورن بني ذباب من جهة القبلة [54]، وهذه هي قبائل بني سليم في ليبيا على نحو الإجمال والإختصار.
بنـو سُـــليــــم
أخوال النبي صلى الله علية وسلم
رويا أن النبي صلى الله عليه وسلم : قال يوم حنين : ( أنا ابن العواتك من سُليم ) .
والعواتك هن تسع في جدات النبي صلى الله عليه وسلم ومنهن ثلاث من بني سَليم .
الأولى : هي عاتكة بنت هلال بن فالج بن ذ كوان وهي أم عبد مناف بن قصي والد هاشم.
الثانية : هي عـــاتكـة بنـت مـــرة بن هــلال بن فالـــج بن ذكـوان وهي أم هاشـم بن عبد مناف.
الثالثـة : هـي عاتكـة بن الأوقـص بن مـرة بـن هـلال بن فـالـج بن ذ كـوان وهـي أم وهـب بن عبد مناف بن زهرة أبي أمنه أم النبي صلى الله عليه وسلم .
و ذكوان هو ذ كوان ابن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور جد العواتك جدات النبي صلى الله علية وسلم .
وبنو سُليم يفتخرون بهذه القرابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .