القمامدة في إقليم فزان

القمامدة في إقليم فزان

القمامدة في إقليم فزان : بقلم ضي الهلال أحمد القحيص القمودي.

.........

القمامدة :هي إحدي القبائل المرابطة الشريفة(1)التي تسكن إقليم فزان ،وأصلهم من القبيلة التي تحمل هذا اﻹسم في الزاوية الغربية والحرشاء وجودائم وتاجوراء وغريان .

وكانوا كثيري العدد في فزان في السابق ،لكنهم انتقلوا في اﻷعم اﻷغلب إلي مصراته ، والرياينة، وصبراته ، وزوارة، وسرت ، وبنغازي ، ومسلاته ، والخمس ، وعين زاره ، وزليطن ، وكاباو ، والقلعة ، وغير ذلك من الأماكن.

وقد أختلطوا مع السكان هناك ،وأصبحوا جزءا منهم ،وهذا يفسر وجود لقب القمودي بتلك المناطق .

ويعتبر القمامدة من أقدم سكان زلواز، إﻻ أنه ﻻيوجد منهم اﻵن سوي أفراد قليلون ،ولم نعد نجدهم في محروقة ،وعلي الرغم من أن القسم اﻷكبر من سكان قبرعون ينحدرون من قبيلة القمامدة ،فﻻ أحد منهم يريد أن يعترف بانتسابه لها.

وقد ترك القمامدة في فزان كثيرا من آثارهم ،ومن ذلك "قمودة" التي توجد قرب دبدب فيما بين أم الحمام وكرها،ويوجد في القسم الشرقي من وادي اﻵجال ،وتحديدا جنوبي بن حارث جبل في رأسه حصن قديم يسمي "قارة قمودة" كما يوجد في تمسان قبريقال لصاحبه "سيدي عبدالرحمن القمودي". وتكرار قمودة والقمودي في فزان يفيد تسمية عشائرية.

وتوجد تسمية أخري ﻹسم القمامدة في المصادر التاريخية هي "القماميد" ورغم أن كلمة القمامدة هي الشائعة،فاﻹسم هنا أستخدم بصيغ مختلفة :القمامدة ،القمامدية ،القماميد،أوﻻد القمودي .أما عن معني اﻹسم فيمكن أرجاعه إلي الجذر العربي "القمد" ومعناه الغليظ من الرجال ،والمصدر :القمود ،وهذه صفات تطلق علي زعماء اﻷقوام القديمة وقادتها .

ولقد ظل هذا اﻹسم لصيقا بالجماعة التي تتكون من سﻻلة السيد عبدالله الجزار القمودي.

وطبقا لما يذكره هنريكو دي أوغسيطني ،فقد كانت فزان في أوائل القرن العشرين (1913-1917م) مسكونة من قبل وحدات صغيرة من قبيلة القمامدة ،وقد ظلوا في أعقابهم متوزعين هنا وهناك .

ويقدم لنا أوغسيطني مؤشرين لموقع القمامدة ،أحدهما بجعلهم مجاورين لقبائل محروقة ،والموقع اﻵخر قرب بحيرة قبر عون.

وفي وقت أكثر تأخرا في 1967م ،تطرق جمال الدين الدناصوري إلي قبيلة القمامدة بإيجاز ، وذكرهم هنا بإسم "القماندة"- وحدد مركزهم الرئيسي علي أنه في قرية زلواز.

أما ما ذكره الدناصوري - القماندة - فمن الواضح ليس سوي تهجئة خاطئة ﻹسمائهم