( ملحــمة الـهـاني الكبــرى )
( ملحــمة الـهـاني الكبــرى )) 23/10/1911
( ثــاني أكبـــر ملحـمة في تاريـخ جهـاد الليييـن )
تأتي مباشرة ف الترتـيب من حيـث ( الأهميـة والقــوة والعنـفوان والحـشد والتـجمع والنـتائج والتـداعـيات ) بعد ( ملحـمة القرضــابية الشهـيرة في 28 ابريــل 1915 )
( ملـحـمة تــراب طـرابلس )
الملحمة التي التف حولها الى جانب مجاهدي طرابلس، عدد كبير من المجاهدين من مختلف المدن والمناطق الليبية، في لحمة وطنية رائعة اثارت هلع المشاة الايطاليين، بفقدانهم لخاصية التمركز الميداني .. ولو في بادئ الأمر .
مع الأخذ طبعاً بفارق تقنية العدة والعتاد بين الجانبين .
لاتزال ايطاليا حتى نهار اليوم تقيم ( نصـباً تذكــارياً باسـقاً في وســط رومــا ) تخليداً لذكرى قتلى الهاني .
هنا خســـرت ايطالـ،يا ما لم تخســره في معــارك أخــرى !
الذكرى التاسعة بعد المائة لمعركة الهاني - شارع الشط ...
تاريخ وأحداث معارك الجهاد الليبي ضد المستعمر الإيطالي هي ركيزة من ركائز تاريخنا الحربي الذي نتناقله عبر الأجيال تاريخاً سطره الآباء بدمائهم وأرواحهم في سبيل الله والوطن لتبقى رصيداً وحافزاً للأجيال اللاحقة للحفاظ على وحدة الوطن ورفعته وعلو شأنه
معركة الهاني - شارع الشط معركة تاريخية كبيرة يعتبرها المؤرخين ضمن أول ثلاثة معارك خاضها المجاهدين في ليبيا ضد جحافل الغزو الايطالي حول طرابلس
والهاني هو موقع مرتفع شرقي مدينة طرابلس ويقع تحديداً قرب النصب التذكاري المشيد لشهداء معركة الهاني، وكان في هذا المكان قصر اتخذه الأتراك مقراً لقائم مقامية النواحي الأربعة الساحل، قصر بن غشير العلاونة، المنشية وجرت أحداث هذه المعركة التاريخية في 23 أكتوبر 1911م وكانت من أبرز ملاحم الجهاد الليبي ضد الطليان المستعمرين .
تعتبر الهاني أول معركة كبرى حدثت حول مدينة طرابلس، وقد شملت أحداث المعركة كافة أجزاء المدينة من قرقارش غربا حتى بو ستة وسوق الجمعة شرقا مرورا بجنوب المدينة حيث المنشية التي تضم منطقة فشلوم والظهرة وتمتد حتى ميدان الشهداء حالياً وقد جرت المعركة بذات الموقع حيث تنتشربها مزارع مسورة بحواجز طوابي بها التين الشوكي وهذه ساعدت على تخفي المجاهدين عندما بدأت المعركة كسواتر طبيعية ، وعندما قررت قيادة المجاهدين شن هجوم على القوات الإيطالية بطرابلس رأى المجاهدون الليبيون أن منطقة المنشية لا زالت عامرة بسكانها ولديهم أسلحة وعتاد حربي - أخذوها عندما فتحت مخازن أسلحة الأتراك في الأيام الأولى لضعف المدينة وخروج الحامية التركية منها، وأن القوات الإيطالية لم تقم بالاستيلاء عليها منهم بعد - يمكن الاستفادة منهم لوجودهم خلف مراكز دفاع الإيطاليين التي أسسوها عند احتلالهم للمدينة مثل بومليانة والهاني وقرقارش، وينبغي تحريضهم للمشاركة والقيام بهجوم على مؤخرة القوات الإيطالية، ولذلك تسلل بعض منهم لإقناعهم بذلك واتفقوا معهم على الثورة وكان ذلك في اليومين السابقين للمعركة، ومن ضمن الإجراءات التي سبقت المعركة بأن ادخلوا المنطقة من بين التحصينات الإيطالية واتفقوا معهم أيضا على أنه عندما يهاجم المجاهدين مراكز دفاع الإيطاليين المتقدمة من قرقارش وبومليانة يقوم أهالي المنشية باجتياح المدينة بما لديهم من قوة لكي يربكوا تحركات القوات الإيطالية.
دفعت إيطاليا كامل قوتها وثقلها الذي استخدمته في عملية الإنزال في هذه المعركة آملة في استرجاع هيبة جيشها، والتي كانت قد فقدتها في المعركتين السابقتين، حيث قامت بتوزيع القوات البرية بمختلف صنوفها على محاور متعددة في اتجاه مواقع المجاهدين وبادرت بمهاجمتهم هجوما عنيفا, كما صدرت الاوامر للسفن الحربية الإيطالية المتواجدة (صقلية، كارلو البرتو، ليقوريا) باستخدام مدفعيتها بعيدة المدى لقصف ودك مواقع المجاهدين.
أستمرت المعركة ثماني ساعات متواصلة بحدة متفاوتة من منطقة لأخرى وكانت القوات المشاركة في المعركة كالتالي :
المجاهدون الليبيون وعددهم 4332 مقاتل موزعة على النحو التالي:
وحدات المجهود الرئيسي وتتألف من :
الكتيبة الثالثة من اللواء 126 بقيادة محمد فائق بو شويرب.
كتيبة مجاهدي الزاوية الغربية بقيادة اليوزباش محسن.
كتيبة مجاهدي زوارة والنوائل بقيادة الملازم زكي مقين.
كتيبة مجاهدي العلالقة بقيادة اليوزباش حكمت وكلفت بالهجوم على بو مليانة.
- الجناح الأيمن : ويضم عدة كتائب
كتيبتين من اللواء 127 بقيادة اليوزباش رشدي
كتيبة مجاهدي ترهونة.
كتيبة مجاهدي مصراته.
كتيبة مجاهدي الجبل الغربي.
كتيبة مجاهدي غريان.
- الجناح الأيسر :
يضم كتيبة من اللواء 125 بقيادة النقيب محمود أفندي،
أما قوات المجاهدين فتكون من:
كتيبة الزاوية بقيادة الملازم عبد الله.
كتيبة مجاهدي جنزور والماية وصياد بقيادة الملازم محسن علي
كتيبة المجاهد الطاهر الزاوي وكتيبة المجاهد محفوظ أبو غالية
- القوات الايطالية :
20 ألف جندي بقيادة الجنرال كانيفا.
نتائج المعركة :
- لم يتمكن الإيطاليين من تحقيق نتائج تذكر في هجومهم، سوى استعادة خطوطهم الدفاعية السابقة، ودفع المجاهدين للتقهقر عنها وفقد الإيطاليون خلال المعركة 374 قتيلا منهم 12 ضابطا و 158 جريحا بينهم 16 ضابطا وكان عدد الشهداء من المجاهدين 170 شهيداً والجرحى 250 جريحاً.
- أيقظت المعركة شأنها شأن معارك الجهاد الأخرى الحس الوطني لدى الليبيين ومكنت القيادات العسگرية الليبية من ثقة مواطنيهم وقدرتهم على القيادة في أسوء الظروف وساهمت بشكل فاعل في تطوير حركة المقاومة ضد المستعمر الايطالي الذي ايقن بان النزهة البحرية على الشاطئ الرابع لروما لن تكون سهلة ويسيرة .