الفينيقيون الكنعانيون العرب
الفينيقيون الكنعانيون العرب....
.
.
بالنسبة للسكان الاصلين لشمال افريقيا عموما هم الفينيقيون الكنعانيون العرب و هم اصحاب الحضارة و كان لهم الفضل في اكتشاف الابجدية و لغتهم فينيقية عربية منذ الاف السنين و ذلك قبل عهد النوميدين و الرومان و الوندال و الفاتحين و لغة سيفاكس صاحب الحق و الملك الشرعي و ماسينيسا الخائن عميل الرومان كانوا يتكلمون لغة قرطاج .
ففي ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺃﻭﻏﺴﺘﻴﻦ ﻋﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﻋﻨﺎﺑﺔ بالجزائر ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ” ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﺳﺄﻝ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻃﻴﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻦ ﺃﺻﻠﻬﻢ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻓﻴﻨﻴﻘﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﻛﻨﻌﺎﻥ ” (ﺃﻛﺴﺒﻮﺯﻳﺘﻮ ﺃﺩ ﺭﻭﻡ 13) ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻔﻼﺣﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﻴﺒﻮ ﺭﻳﺠﻴﻮﺱ “ﻋﻨﺎﺑﺔ” ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻛﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻴﻨﻘﻴﻴﻦ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﻠﻐﺔ ﻗﺮﻃﺎﺝ و التي هي فينيقية كنعانية عربية و التي هي اليوم تعرف بالعامية او ما يسمى بالدارجة
ﺍﻟﻔﻴﻨﻘﻴﻮﻥ : (ﺑﺎﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ: Φοίνικες ﻓﻮﻳﻨﻴﻜِﺲ)
ﻫﻢ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻜﻨﺖ معظم مناطق البحر الابيض المتوسط من بلاد الشام سوريا و لبنان و فلسطين و شمال افريقيا الى غاية اوروبا باسبانيا و جزر البحر الابيض المتوسط بما فيها جزيرة مالطة
ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺳﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ. و ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﻴﻦ ﻫﻢ ﻛﻨﻌﺎﻧﻴﻮﻥ ﺳﺎﻣﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺻﻠﺐ ﺳﺎﻡ ﺑﻦ ﻧﻮﺡ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻋﺮﺑﻲ . ﻭﺭﺑﻄﻬﻢ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﻟﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪﺓ.
ﺃﻣﺎ ﺳﺘﺮﺍﺑﻮﻥ (64ﻕ.ﻡ ـ 19ﻡ)، ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻥ ﺃﺻﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻋﺮﺑﻴﺔ ( الﺑﺤﺮﻳﻦ ﻭﺷﺮﻕ الﺳﻌﻮﺩﻳﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ ) ، و قد ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺟﺰﺭ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻔﻨﻴﻘﻴﻴﻦ، ﻭ اﻥ ﺳﻜﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﺭ ﻳﺬﻛﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺟﺰرﻫﻢ ﻭ ﻣﺪﻧﻬﻢ ﻫﻲ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻓﻴﻨﻘﻴﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﻬﻴﺎﻛﻞ ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ. ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﻫﺬا ، ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﻔﺲ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺄﻫﺎ ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﻞ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ. ﻣﺜﻞ (ﺻﻮﺭ) ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﻋُﻤﺎﻥ، ﻭ (ﺟُﺒَﻴْﻞ) ﻭ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺃﺭﻭﺍﺩ ( اﺭﻭﺍﺩ ﻭﻫﻲ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺮّﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺗﺎﺭﻭﺕ ﺑﺎﻟﻘﻄﻴﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺍﺳﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺑﻠﺒﻨﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﻋﺜﺮ ﺑﺘﺎﺭﻭﺕ ﻭﺍﻟﻘﻄﻴﻒ ﺍﺛﺎﺭ ﻓﻴﻨﻴﻘﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻣﻴﻦ ﺍﻟﺮﻳﺤﺎﻧﻲ: “ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﻭﺍﻵﺛﺮﻳﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻨﻴﻘﻴﻴﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺳﺎﻣﻴﻮﻥ. ﺑﻞ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﺮﺏ ﺍﻷﺻﻞ. ﻧﺰﺣﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻴﻒ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ” منذ آلاف السنين ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ “…ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻧﻬﻢ ( ﺃﻱ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ ـ ﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﻴﻦ ) ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﻋﺮﺑﻲ ﻓﻘﺪ ﻧﻘﻠﺖ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻇﻌﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﺭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻠﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ”.
ﻭﻗﺎﻝ ﻫﻨﺮﻱ ﺭﺍﻭﻟﯿﻨﺴﻮﻥ : ﺍﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻔﻨﻴﻘﻴﻴﻦ (ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ) ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻘﻄﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻇﻌﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ﺧﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺳﻨﺔ قبل الميلاد ﻭﺍﻧﻬﻢ ﻋﺮﺏ ﺑﺄﺻﻮﻟﻬﻢ ﻭﺍﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺪﻧﺎً ﻓﻨﻴﻘﻴﺔ ﺃﺳﻤﺎﺅﻫﺎ ﻓﻨﻴﻘﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺻﻮﺭ ﻭﺟﺒﻴﻞ ﻭﺍﺭﻭﺍﺩ.
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺃﺑﻮ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ (ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻋﺎﻡ 310ﻩ/922ﻡ)
ان “ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ ﻫم ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪﺓ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﺑﺄﻧﺴﺎﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻘﺔ”.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻴﻦ ﺁﺧﺬﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ: “…ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﻮﻥ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻘﺔ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﺸﺮﻭﺍ ﺑﺒﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻣﻠﻜﻮﻫﺎ“. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ً: “ اﻭﻝ ﻣﻠﻚ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎﻩ ﻟﻠﻌﻤﺎﻟﻘﺔ“. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً: “ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻃَﺴْﻢ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻴﻖ ﻭﺃُﻣﻴﻢ ﻭﺟﺎﺳﻢ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ“.....
--- أين تقع فينيقيا؟ -------
في القرون القديمة وعبر التاريخ، تأثرت الأراضي الفينيقية، ومن قبلها بلاد #كنعان، بالوضع الإقليمي وتعدد السلطات، فامتدت أو تقلصت الحدود بحسب الاحتلالات أو الاتفاقات مع الإمبراطوريات المختلفة التي فرضت نفوذها، بشكل أو بأخر، على المنطقة. حدود أرض كنعان غير واضحة، ولكن وفقا لنصوص #الكتاب_المقدس، امتدت من مدينة #أوغاريت شمالا إلى جبل الكرمل في الجنوب. يعود أول ذكر لبلاد #كنعان إلى منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد وفي كتابات ادريمي وسيرة حياته (ملك إقليم الالاخ، تل العطشانة الحالية على مصب نهر العاصي). وكذلك في رسائل تل العمارنة (أرشيف الفراعنة).
كتب هكاتيوس من ميليتوس، المؤرخ الإغريقي، بعد ما يقرب من الألف سنة، أن فينيقيا كانت تسمى "شنا: Chna"، بمعنى #كنعان. أما بالنسبة إلى الإنجيلي متى، كانت بلاد كنعان ترمز إلى منطقتي #صيدا و #صور. عبر هذه الأمثلة القليلة يبدو من الصعب أن تحدد في الوقت تسمية "بلاد كنعان" واستبدالها بالمصطلح الفينيقي، لكن من المعروف أن #الإغريق هم الذين اعتمدوا هذا المصطلح للحديث عن شعوب الساحل الشرقي من البحر المتوسط(3).
كما ذكرنا، الإغريق هم أول من اطلقوا اسم فينيقيا على المدن الكنعانية وذلك منذ القرن السابع قبل الميلاد، فكانت الأراضي الفينيقية تمتد، على النطاق الساحلي، بين جبال #لبنان والبحر الأبيض المتوسط، من جبل الأقرع في الشمال إلى مدينة #حيفا في الجنوب. شملت هذه المنطقة العديد من المدن المشهورة: أوغاريت (رأس شمرا)، أرواد، جبيل، باريتوس (بيروت)، صيدا، صور وعكا. أما إلى الداخل فامتدت الحدود إلى البقاع، كانت بعلبك (هليوبوليس على عهد الرومان) من اشهر هذه المواقع. احتلت المدن الفينيقية مساحات متنوعة بين المراكز البحرية، والسهول الصغيرة والمناطق النائية من الجبال، حيث تنمو أشجار الأرز. كانت حركة المرور والتنقل صعبة بسبب المعالم الجغرافية. الوصول إلى المناطق الداخلية كان ولا بد ألا أن يتم عبر ومن خلال سلسلتي جبال لبنان الوعرة التي يتراوح طولها مسافة الساحل المحاذي، وحيث غالبا ما يغرق الجبل مباشرة في البحر
----- من هم الفينيقيون؟ ------
ينتمي أصل الفينيقيين إلى علم الآثار بقدر ما يعود إلى الأساطير والخرافات. سكن هذا الشعب الساحل الشرقي من البحر المتوسط (الشاطئ اللبناني في الزمن الحاضر)، وأكد قدراته وصفاته البحرية، وكانت سفنه وبحارته من اشهر والأكثر خبرة من المستكشفين في العالم القديم، وذلك منذ الألف الثاني قبل الميلاد. سافر الفينيقيون على جميع البحار المعروفة وغير المعروفة في هذه الفترة، وأنشأوا العديد من المدن والمراكز التجارية وذلك بين القرن الثالث عشر والقرن التاسع قبل الميلاد.
إن سعيهم المتواصل وراء الشمس، دفع البعض للاعتقاد بوجود صلة خاصة تربط الفينيقيين بأسطورة طائر العَنْقَاء، الذي يسعى للوصول إلى الشمس، فيحرق جناحيه ويولد من جديد من رماده. مثل الفينيق، تجول هؤلاء الملاحين على البحار بحثا عن الثروة والمغامرة، فحرقت الشمس بشرتهم من دون ان تبطئ حبهم للبحر، فاطلق أيضا عليهم اسم "الرجال الحمر". العديد من النظريات قدمت وكل منها لها مدافعيها ومعتمديها. ولكن للمؤرخ أو العالم حججه الخاصة وشروحاته لتبرير اصل هذه التسمية أو تلك. من خلال هذه الأسطر سوف نتناول البعض منها.
حدد بعض المؤرخين(4) أن اسم الفينيقيين اطلق عموما على الشعوب الذين سكنوا الساحل الشرقي للبحر التوسط في العصر الحديدي، وذلك بين الغزوات التي شنها "شعوب البحر" والتي هزت المنطقة حوالي العام ١١٨٠ ق.م.، ودخول الإغريق واحتلال المنطقة من قبل الإسكندر الأكبر وجيوشه، في العام ٣٣٢ ق.م.. في هذه الفترة نجد الكثير من الوثائق عند اليونانيين التي كانت تعتمد اسم "الفينيقيين" للتعريف عن سكان مدن هذا الساحل.
أعتمد الإغريق هذا المصطلح بالنسبة إلى الاسم phoĩnix باليونانية الذي يرمز أولا إلى الصباغ الأرجواني، حيث برع الحرفيون الفينيقيون وجعلوا من هذه المهنة اختصاصا في مدنهم، أو ثانيا إلى لون بشرتهم التي كانت "نحاسية".
نظرية أخرى، أقل انتشارا ومثيرة للجدل إلى حد ما، تتحدث(5)، حسب التقليد الأسطوري (الألف الثاني ق.م.)، عن نزوح شعوب من الجزء السفلي من شبه الجزيرة العربية، المعروفين بالحميريين أو "الشعب الأحمر"، الذين استقروا على شريط ضيق من الساحل بين البحر الأبيض المتوسط وجبال لبنان.
نجد في حِميَّر أو الحميريون الأحرف "ح.م.ر." الجذرية التي لا تزال حتى الأن ترمز إلى اللون الأحمر في اللغة العربية. ومن المرجح بان اسم البحر الأحمر يأتي أيضا من نفس الأصل، حيث كانوا يترددون دائما وحيت انهم تتبعوا شواطئه خلالا نزوحهم وهجرتهم الطويلة صوب الغرب. ويبدو أن للغاتهم (التي تسمى أيضا اللغات العربية الجنوبية القديمة) ولكتاباتهم الأثرية بعض الصلة مع الحروف الهجائية الفينيقية والعربية.
عرفت مملكتهم من قبل المصريين باسم "أرض بوني" وهو نفس المصطلح الذي كان يرمز إلى الفينيقيين وخاصة قرطاج. فمثل الحموريين أسلاف الفينيقيين في تنظيم مدنهم وحضارتهم وذلك قبل نزوحهم واستقرارهم على ساحل البحر المتوسط. فالمملكة الحمورية أنشأت علاقات تجارية بحرية قديمة مع الهند وأفريقيا وباقي الجزيرة العربية، واكتشفت وتعاملت مع مملكة أوفير التي لا تزال مركزها غير محدد حتى اليوم. ونجح سكانها ببناء المنازل مع العديد من الطوابق، حيث نسخها أهالي صور في وقت لاحق.
استقر الحموريون على هذا الساحل، الممر الضيق بين البحر المتوسط وسلسلة جبال لبنان الغربية، والذي يسكنه القبائل الكنعانية المستقرة. هؤلاء الأخيرين الذين برعوا في فن الزراعة، الشعب المذكور في بعض المقاطع من الكتاب المقدس التي تجعلنا نحلم مع أوصاف هذه البلاد، الأرض التي تشمل معظم السهول الخصبة والجبال الشاهقة من لبنان الحالي. بفضل اندماج هذا الشعب النازح مع السكان الأصليين، تم تدريجيا بروز سلالة جديدة، فانشؤوا العديد من المدن الناشطة في نقاط مختلفة من الساحل، وكونوا صلات وصل بين التجارة البحرية والزراعة. مع هذا الشعب الجديد، وخصائصه المتنوعة والعميقة، وريث الحموريون وروح المبادرة والمغامرة، وقوة المزارعين الكنعانية القاسية وروح الاستقرار، ولد الشعب الفينيقي.
هذه النظرية التي تقدم بها بعض العلماء القدامى، كما سترابون، المؤرخ والجغرافي اليوناني، الذين اعتمدوا على المعلومات التي نقلها اندروستن من ثاسوس المستكشف والضابط في جيش الإسكندر الأكبر، ليقول أن اصل الفينيقيين يعود الى بلاد الخليج. ومن جهته، كتب جستن، المؤرخ الروماني، بأن الفينيقيين أُجْبِروا على ترك أراضيهم بسبب زلزال، واستقروا لبعض الوقت على ضفاف "Ad Syriam Stagnum" (ربما البحر الميت) قبل أن ينزحوا الى ساحل البحر المتوسط ويبنوا مدنهم. أما هيرودوت، خلال زيارته لصور في العام ٤٥٠ قبل الميلاد، نقل عن سكان المدينة بأن تأسيسها يعود إلى ٢٧٥٠ قبل الميلاد، وقال بأنهم جاءوا من بحر إريتريا (التي كانت، بالنسبة إلى القدامى، تتوافق مع البحر الأحمر والخليج وجزء من المحيط الهندي).
أجرى الدكتور بيار زلوعة، عميد كلية الصيدلة في الجامعة اللبنانية الأميركية، وأستاذ علم الوراثة، بحوث حديثة على الروابط الجينية (الوراثية) بين سكان البحر الأبيض المتوسط المختلفة وتلك الواقعة في الشرق الأوسط. كانت هذا دراسة شاملة كجزء من مشروع الجينوغرافي وبتمويل من جمعية ناشيونال جيوغرافيك وذلك لمتابعة وتثبيت الانتشار الفينيقي عبر البحر المتوسط (نتيجة الدراسة باللغة الإنجليزية).
على الرغم من هذه التفسيرات المتعددة، من المستطاع القول والتأكيد، بان سكان هذه المناطق الساحلية جهدوا دائما للحفاظ على استقلاليتهم، ودافعوا باستمرار عن انتمائهم لمدينتهم، سكان مدينة صور كانوا صوريين، وصيداويين لصيدا، وجَبْليين لجُبَلْ / جبيل / بيبلوس، ... أما التسميات الأخرى المستعملة في الوثائق والمستندات التاريخية، فمصادرها أجنبية، مصطلح "الكنعانيين" نجده خصوصا في الكتاب المقدس، ومن ثم "الفينيقيون"، التسمية المعتمدة حاليا، أتت من الاغريق .