مذبحة القلعة (مذبحة فناجين القهوة)

مذبحة القلعة (مذبحة فناجين القهوة)

جرائم الاحتلال العثماني في ليبيا
مذبحة القلعة (مذبحة فناجين القهوة)
كتب الفقى احمد بن محمد الشنكيطى المغربى وثيقة ذكر فيها واقعة مذبحة شيوخ الجوازى غدراً فى بني غازى عام 1237 هجري. كما روى الطبيب الإيطالي باولو دي لاشيلا الذي رافق الحملة كطبيب خاص لأحمد باي القرمانللي تفاصيل هذه المذبحة المروعة في كتابه "أخبار الحملة العسكرية التي خرجت من طرابلس إلى برقة عام 1817". فبعد وصول وفد من كبار قبيلة الجوازي الى طرابلس تطلب من الباشا الصفح وتخفيض الضرائب والإتاوات، رأى القرصان يوسف باشا القرمانللي ان الوقت قد حان للتخلص من هذه القبيلة لتمردها ووقوفها بجانب اخيه أحمد القرمانللي الوريث الشرعي لحكم طرابلس، ثم تايدها لانقلاب حاكم برقة أبيه ليوسف باشا. الجدير بالذكر ان اخوال ابناء القرصان يوسف باشا القرمانللي (محمد واحمد) من قبيلة الجوازي. فدبر الباشا خطة للتخلص منهم في شهر رمضان، فتظاهر بأنه تصالح معهم، وبعث الباشا ابنه احمد مع جيش من المرتزقة الى بنغازي، وبعد وصوله دعا شيوخ قبيلة الجوازى الى قلعة بنغازي لتوزيع البرانيس الحمر عليهم هدية من الباشا نفسه وتقديراً لولائهم له. وفي صباح 5 سبتمبر 1817 وصل اكثر من 45 شيخا من الجوازي في موكب كبير إلى قلعة بنغازي حيث كان يوجد قصر الحاكم، واستقبلهم الحاكم بقناع بشوش يخفي حقيقة وجهه المخادع، وقدم لهم فناجين القهوة بعد خطبة الترحيب، في حين كان ابن الوالي يبشر مشايخ القبيلة بعفو أبيه دخل الحراس شاهرين سيوفهم لينفذوا أوامر الباشا بذبح جميع مشايخ القبيلة، فأجهزوا على عدد كبير منهم، واصطاد الحراس من حاول الهروب برصاص بنادقهم. ثم انطلق الجنود الى أفراد القبيلة الذين كانوا يرابطون خارج أسوار القلعة وتم ذبح أعداد كبيرة منهم بينهم أطفال ونساء. خرج أحمد بن يوسف باشا يتقدم فرسانه بأقصى سرعة ممكنة لابادة نجوعهم خارج المدينة ليفاجئ من تطاله يده من رجال ونساء وشيوخ بالقتل. لم يكتف السفاح بجريمته البشعة، فوسط تلك الدماء ومشاهد الجثث المشوهة امتلأ قلب الباي فرحا بالغنائم التي حصل عليها بعد قتل ضحاياه. بعد أيام قليلة من المذبحة وصل إلى ميناء بنغازي باقي وفد قبيلة الجوازي الذي ذهب لطلب الصفح من باشا طرابلس، كانت الخطة أن يصلوا إلى بنغازي ويشاركوا في احتفال تكريم قبيلتهم، لكن مصيرهم لم يختلف عن أقاربهم، فقتلوا جميعا وألقيت جثثهم في البحر، بلغ عدد قتلى هذه المجزرة نحو عشرة آلاف شخص. تمكنت بعض عائلات الجوازي من الهروب الى السلوم بعد انتشار خبر المجزرة تاركين خلفهم جميع ما يملكون، حيث أقاموا هنالك ستة أشهر لدى قبائل أولاد علي، لكن بعد طول المقام، نشبت الخلافات بين الجانبين، فاضطر الجوازي إلى استكمال مسيرة النزوح حتى وصلوا إلى المنيا بصعيد مصر. قامت بعض العائلات بتغيير اسم قبيلتهم لكي لا يتم تصفيتهم او تهجيرهم. القلعة التركية التي تم فيها المذبحة كانت قائمة بجانب ميناء بنغازي، هدمت القلعة في العهد الايطالي وكانت بشارع عمر المختار.