احمد باشا القرمانلي
احمد باشا القرمانلي
...........................
وعندما كانت البلاد في حالة من الغليان والاضطراب ، فالشعب ساخط على حكامه العثمانيين ، والجند الانكشاري مسيطر على زمام الأمور في البلاد ، والعصبيات المحلية تتطاحن من أجل الوصول إلى الحكم والتمتع بملذاته ، إلى يوم 28يوليو 1711 ، واذا بالشعب يعبر عن ارادته باختياره الأحمد القرمانلي واليا على البلاد .)
وأحمد القرمانلي من مواليد مدينة طرابلس الغرب ، (وأصل اسرته من مدينة » قرمان بالأناضول . وجاء مؤسس هذه الأسرة وهو مصطفی القرمانلي إلى طرابلس واستقر بها ثم تزوج من احدى نسائها فأنجبت له عدة أولاد كان منهم محمود والد يوسف وقد تزوج يوسف فرزقه الله مولود سماه أحمد
والتحق يوسف هذا بالجيش العثماني فاستطاع الوصول إلى رتبة قائد منطقة المنشية ، فارتفع بذلك نجم الأسرة وعلت مكانتها في المجتمع ولكن أيامه لم تطل فقد توفي في ريعان شبابه
وبعد وفاته تزوجت أرملته من الحاج يوسف الذي كان يحمل لقب بك في عهد محمد باشا شائب العين
وانتقل أحمد مع والدته الى بیت الحاج يوسف الذي قام بمهمة تربيته
ولما كبر أحمد التحق بالجيش العثماني وتمكن بفضل شخصيته وطموحه من الوصول إلى المكانة التي كان يشغلها والده ، فأسندت اليه قيادة منطقة المنشية
وكانت البلاد في هذا الوقت تمر بأحرج فترات تاريخها ، واشتد التطاحن بين العصبيات ولكن أحمد لم يشأ أن يكون طرفا في هذا التطاحن، فوقف على الحياد مما أكسبه محبة الناس وثقتهم فيه ، فأخذوا يعلقون عليه الآمال في تخليص البلاد م ما هي عليه من فوضى واضطراب
وفي سنة 1711م. كان والي الولاية هو محمود أبو مويس الذي كان يشغل وظيفة الخازندار في عهد ولاية محمد بن الجن ، ثم تمكن من نقل ابن الجن سنة 1711م. وأعلن نفسه واليا على البلاد. وكان هذا الوالي يخشي من نفوذ أحمد القرمانلي ويراقب كل حركة من حركاته
وأخيرا قرر أن يتخلص ليرتاح من خطره و يروي لنا المؤرخ ابن غلبون أحداث هذه الفترة فيقول
د ولما قتل محمود أبو أميس ۱ ابن الجن غدرا وتولى موضعه وبایعه من بايعه على ضغينة ، توسم في أمير المؤمنين صلاحية الملك دونه فأراد الفتك به ، فأرسله الى غريان ليبطش به من فيها من الجند، فراسله أهل الديوان رؤساء العسكر وعامة الجند وأهل البلد بالقدوم عليهم ليبايعوه فقدم يوم الثلاثاء الاحدى عشر خلون من جاد الآخر سنة ثلاثة وعشرين ومائة وألف . دخل السوق ابيعه من به ولم يختلف في بيعته من أهل البلدين المنشية والساحل وأهل الديوان والمدينة اثنان لعلمهم بصلاحيته لما قلدوه من أمرهم دون غيره .
لقد استلم أحمد القرمانلي حكم البلاد في ظروف حرجة ، فكان عليه عة لتثبيت دعائم حكمه ، وكانت سرعة العمل هذه تتطلب أن يعمل بسر أولا وقبل كل شيء اعتراف السلطان العثماني به والية على البلاد ، لأن هذا الاعتراف بعد الشرط الأساسي في نجاح حكمه