الانكشارية في العهد القرمانلي

الانكشارية في العهد القرمانلي

الانكشارية في العهد القرمانلي"
القرمانلي "نسبة إلى قرمان، اسم مقاطعة بالأناضول بتركيا آسيا والنسبة إليها (قرمانلي) وبالتركية قرماني أو قرمنلي".
بدأ حكم الأسرة القرمائلية في ليبيا منذ سنة 1123هجري - 1711م وحين تمكن (أحمد باشا) المؤسس الأول لحكم هذه الأسرة من ثتبيت أقدامه في الإقليم الغربي طرابلس ونواحيها، اتجه إلى الإقليم الشرقي ليضمه إلى حكمه ويضعه في دائرة سلطته ونفوذه، ففي سنة 1123هجري - 1719م عقد لأخيه الحاج (شعبان بك) على هذه النواحي وجهز له كتيبة رجالها من (الكيجرية) (الأنكشارية) يرأسها ضابطان احدهما اسمه (إبراهيم الترياكي) والثاني (علي الأدغم) لإخضاع بنغازي والجبل الأخضر ودرنة إلى حكمه وإلزام سكانها وسكان الأطراف بدفع الميري (الضرائب). وقد نجحت هذه الكتيبة أو الحملة في تحقيق مهمتها غير أن (إبراهيم الترياكي) كان طموحا إلى الحكم والولاية فتواطأ مع صاحبه (على الأدغم) أثناء وجودهما بمدينة درنة على مناوأة الحاج (شعبان بك) بحجة سوء تصرفه. وذهب الطموح ب (إبراهيم الترياكي) إلى التآمر على (احمد باشا القرمانلي) نفسه والإطاحة بحكمه. ووافقه على ذلك صاحبه (على الأدغم) والجند أيضًا وخرج الاثنان على رأس الجند (الإنكشارية) من مدينة درنة قاصدين طرابلس يدعون من يمرون بهم من أبناء القبائل إلى الانضواء تحت لوائهم فأنحاز إلى جانبهم عدد كبير من الرجال طوعا وكرهاً وواصلو زحفهم حتى استولوا على (قصر حمد) بمدينة (مصراته) ونهبوا كل ما فيها من سلاح وذخيرة واستأنفوا غزوهم إلى تاجوراء ولكن نبأ عصيانهم قد وصلت إلى احمد باشا فجهز جيشا كبيراً لسحق هؤلاء العصاة والتفى الفريقان بأطراف (تاجوراء) ودارت بينهما معركة ضارية أسفرت عن هزيمة الخونة الانكشارية (إبراهيم الترياكي وعلي الأدغم) وتشتيت أعوانهما أما الأول فقد هرب متوغلا في جوف الصحراء هائما على وجهه حيث مات تائهاً شريداً وأما الثاني فقد فر لاجئا إلى مصر طلبا للنجدة. ‎ ‏وقد استتب الحكم (لأحمد باشا القرمانلي) منذ دأب على إخضاع المعارضين والثائرين عليه من سكان النواحي والقرى والأطراف. وفي الواقع أن الولاة القرمانليين وإن استقلوا عن الدولة العثمانية ، فقد انتهجوا نفس الأسلوب الذي انتهجه الولاة العثمانيين وخاصة في فرض الضرائب وقمع الثورات الداخلية إلا أن العهد القرمانلي امتاز بإعداد أسطول بحري يدفع عدوان القراصنة» ويفرض الضرائب والإتاوات على السفن العابرة لشواطئ طرابلس وما يجاورها وقد شمل فرض هذه الضرائب والإتاوات سفن (الولايات المتحدة )وخاصة في عهد (يوسف باشا القرمانلي) حين أصبح أسطوله خطرا يهدد سفنها في حوض البحر المتوسط. ويقترن هذه العهد أو هذه الفترة بحدث كبير سجل في التاريخ ياسم (الحملة الأمريكية).