في القرن الرابع الميلادي، شارك الأسقف سينسيوس القوريني، رئيس أسقفية طلميثة ممثلا عن بلاده ليبيا، في أول مؤتمر مسيحي عالمي، عقده الإمبراطور أركاديوس في القسطنطينية، مفتتحا خطابه في البلاط الامبراطوري: "إن قورينا التي كان يلهج بذكر اسمها المقدس حكماء العصور القديمة في ألف أغنية، أصحبت فقيرة بائسة وخرابا محزنا".

ليبيا على الرغم من أنها أول موطن في العالم كله لمذهب السعادة الفلسفي، الذي أسسه الفيلسوف القوريني أرسطيفوس، في القرن الرابع قبل الميلاد، إلا أنه لا يوجد فيها إنسان سعيد، وعلى الرغم من أنها مهد المسيحية في أفريقية، البلد الذي انطلق منه البشارة بالمسيح المخلص في قارة أفريقية قاطبة، في القرن الأول الميلادي، عن طريق قديسها مرقس البشير، الذي كتب أقدم الإناجيل (إنجيل مرقس) بكهف في وادي عرف بوادي الإنجيل، إلا أنها لا يوجد بها مسيحي واحد غير بطرس البرعصي، وعلى الرغم من أنها أول بلد أفريقي قدم دستورا ديمقراطيا ليبراليا في 1822، إلا أنه لا يوجد فيها دستور، وعلى الرغم من أنها قدمت أول مفكر تنويري في العالم العربي والقارة الأفريقية في القرن التاسع عشر، إلا أنه لا يوجد فيها تنويري واحد..

ليبيا أرض البشارة والمخلص والسعادة والتنوير... ما الذي أصاب ليبيا؟

من خلال ما تقدم، هل يمكن تفسير كل ما حدث غير أنها أرض ملعونة؟.

حقا، إنه لأمر محير..

•صورة لوادي مرقص في الجبل الأخضر الذي عاش فيه القديس(مرقص) وهو أحد تلاميذ سيدنا المسيح عليه السلام وأحد الحواريين الذين ذكرهم الله في القرآن

(وقال الحواريون نحن أنصار الله) وصاحب إنجيل مرقص أحد الأناجيل الأربعه المعترف بهن في المسيحيه

حيث عاش في هذا الوادي هاربا من بطش الروم الوثنيين الذين كانوا يقتلون الناس الذين آمنوا بسيدنا المسيح وهو من مواليد مدينة قورينا (شحات)