1. ينقل المؤرخون كابن خلدون وابن حزم وغيره نسب البربر الى فرعين هما ( البتر ) و ( البرنس ). حيث يقسم المؤرخون نسب البربر الى قسمين : الى كنعان في الشام و الى حِمير في اليمن . فما سر هذه التسميات ؟.

فمثلا نجد نسب قبيلة زناتة البربرية عند ابن خلدون وغيره كالتالي :

زناتة هو جانا بن يحيى بن ضريس بن جالوت، وجالوت هوونور بن جرييل بن جديلان بن جاد بن رديلان بن حصى بن باد بن زحيك بن مادغيس الأبتر بن قيس بن عيلان.

2. كان اليونان يقسمون الجزيرة العربية الى ثلاثة اقسام مشهورة تاريخيا كالتالي :

- العربية البتر ( العربية الصخرية ) : وهي شمال الجزيرة العربية .

- العربية الصحرواية : وهي وسط الجزيرة العربية حيث تكثر الصحاري والرمال.

- العربية السعيدة : وهي جنوب الجزيرة العربية حيث ممالك اليمن الشهيرة و الزراعة والتجارة و الحضارة .

3. يبدو ان المؤرخون نقلوا اللفظ اليوناني للعربية الصخرية ( بلاد الشام ) كما هي في اللاتينية ( البتر ) . ولفظ ( بتر) تعني صخرة في اللاتينية . ومنها جاء اسم القديس ( بطرس = بتروس ) لانه الصخرة التي بنى عليها الكنيسة في العهد الجديد اليوناني. ولان العرب لا يجيدون اللاتينية فلم يدركوا حقيقة معنى نسب بعض البربر الى ( البتر ) و حولها بعضهم الى ( الابتر) الكلمة العربية ِ

4. ينقل لنا المؤرخون عن بطليموس وهو مؤرخ روماني عاش في القرن الاول الميلادي ذكره لاسم ( زناته ) كمدينة عربية في الشام ( البتر ). وهي شهاده هامة قديمة تربط بين زناته وبين البتر العربية . وتعزز صحة رواية المؤرخين الذين نسبوا زناته الى البتر من كنعان .

5. يذكر ان اسم زناته ينطق جاناته لدى البربر . وهو من قلب الزاي الى حرف ج مثل ( تماشق. تمازق . تماجق ) وهكذا .

6. هذا النقل التاريخي يتطابق مع ما تقوله الدراسات العلمية من منشأ محتمل للسلالة البربرية EM81 في الشام . وخاصه ان اقدم عينة للسلالة في المغرب العربي تعود الى زمن بين 2000 - 1750 سنة . بعد خروج عينة نعمراو موسى من السلالة بسبب التلوث .