رد أبل ازوية من الترك ومقتل ادغيم

رد أبل ازوية من الترك ومقتل ادغيم

 

بعد قتل اليوز باشا التركي جرد الاتراك حملة بقيادة احد الضباط الليبيين "عميل معهم " ويدعى ادغيم وكانت هذه الحملة تهدف للاستيلاء على جميع ابل قبيلة ازوية التي يتم العثور عليها في مناطق الشمال وعلى وجة الخصوص الذين كانوا يقيمون في منطقة بوالطفل الواقعة جنوب البريقة ويقع شمال غرب اعروق الترك وتصادفت الحملة مع ابل الشيخ افكيرين من بيت الجلولات قبيلة ازوية فاخذت ابل الشيخ افكيرين وامغيب والمقيمين معة فضربت الجلولية الطبل وقالت (لوكان السديدي فيه --- المال يافكيرين ما اوخذ ) تحث الناس على الفزعة ودور الاخوة في التعاضد وقت الشدة وبعد ان جمع الاتراك الابل في البريقة وقتلوا شخصين من قبيلة ازوية وقد اغضب هذا الفعل الشنيع جميع افراد القبيلة فارسلوا منادي لجميع نواجع ازوية وانشد الشيخ محمود الحول الزوي يقول (لاايديرها زول -- ولاحد ايجيبها في منامة --- رقدة يعد اعياط عالعود ناصب اعلامه) .

وهبت قبيلة ازوية لاسترجاع الابل من الترك والذود عن المال والعرض وكانت المواجهه الفعلية للترك من قبل بيوت السديدي والجلولات ويقول الرواه ان الكيلاني لطيوش اراد التوسط لدى الحكومة التركية ليتركوا صغار الابل (الحشو) والاكتفاء ب "100" ناقة وجمل معظمها من ابل الشيخ افكيرين فوافق الترك على ذلك الا ان الشيخ افكيرين رفض وقال دعهم ياخذوها كلها وتوجهت الحملة بابل ازوية الى بنغازي واعد ازوية حملة كبيرة في اجخرة لمواجهة الترك واتجهت الحملة نحو الشمال الا ان هناك ثمان فرسان من قبيلة ازوية تحركوا لارجاع الابل قبل وصول الحملة من النواجع ومنطقة اجخرة وهم (عبدالكريم لحليق - اكريم بوعبدربه- بوبكر قويطين - مفتاح اسويحل - الفضيل بومرزوق- بوبكر عبدالرسول احويج- السنوسي احويج - الشيخ افكيرين) وانضم اليهم اشلبي الغول المغربي والذي كان يقيم مع اخوتة ازوية معظم الاوقات وكانوا قد اعطوة "منيحة " من الابل في فترة سابقة يشرب حليبها فقالت الجلولية (يااشلبي وين البيض-- اللي حليبهن دوم جايك) حيث تحرك الفرسان التسعة لاسترداد الابل قبل ان تلحق بهم الحملة المجهزة من قبيلة ازوية وعندما وصلوا لسانية الحطمية غرب المقرون فوجدوا عليها ميلاد بقينة الشاغري من بيت عامر ولم يكن يعرفهم ولا يعرفونة فسألهم (المن هالسرية من غير اصغران) فاجابوة بعد تردد انهم ازوية وان ابلهم اخذها الترك وهم ذاهبون لاستردادها فعرفهم بنفسة وبعد ان سقوا خيولهم قال لهم ساذهب معكم فقالوا له ( كيف ادير فالغلم ) فقال (انسيبها عالسانية ) ورافقهم لمسافة وبعد جدال معهم قالوا له (سنترك الابل للتراك ونرجع ان تركت الغنم لوحدهل وعرضتها للضياع والهلاك ) فاضطر عندها للرجوع لغنمة متاسفا متحسرا وكان ينظر اليهم وهم يسيرون الى ان تواروا واختفوا عالانظار وبعدها مروا على بيت كبير استضافهم صاحبه وقبلوا الضيافة وكانت لدية بنت شابة حيث سألت والدها قائلة ( هل اصحاب هذه الجياد الهزيلة والاحذية المتأكلة يطمعون في ارجاع الابل من الاتراك ) فقالا لها نعم فقالت لوالدها لااظن انهم يستطيعون ارجاعها من الحكومة التي مرت بنا هذا اليوم فسمعها لشيخ بوبكر اقويطين وهي تحكي لوالدها فأسرها في نفسة وتحركت السرية بعد الغداء وشاهدوا الاتراك عن بعد عند العصر فقال اكريم بوعبدربة ( اهجموا عليهم ) فقال الشيخ بوبكر اقويطين اشير عليكم الا تهجموا نهارا ننتظر غروب الشمس ونهاجمهم ( ننقسم ثلاث مجموعات كل مجموعة مكونه من ثلاث رجال وكل مجموعة تاتيهم من جانب ونكبر عليهم تكبيرة رجل واحد فنبث في قلوبهم الرعب وعندها سيتركوا الابل دون مقاومة ) وقال عبدالكريم لحليق (قرطوا للخيل -- الليل قنوا ) فاخذوا بالنصيحة وهاجموا الاتراك

ليلا بالقرب من منطقة تيكا واحاطوا بهم من كل جانب فبثوا في قلوبهم الرعب واعتقد الاتراك ان القوة التي هاجمتهم قوة كبيرة فقتل بعضهم وفر الباقي هاربين وتركوا الابل وامتعتهم والخراج الذي جمعوة في حملتهم حيث قتل قائد الحملة (ادغيم ) واخذ المهاجمين برنوسة المزركش بخيوط الذهب وردوا بالابل واتفق ازوية المهاجمين ان يهدوا البرنوس لاخوهم شلبي الغول المغربي الذي فزع معهم الا ان شلبي قال (هل اعطيتموه لي عن طيب خاطر) فقالوا له نعم فقال انا اعطية للشيخ مفتاح اسويحل .تقديرا مني لشجاعته في هذا اليوم واثناء مرورهم في طريق العودة علي بيت الفتاة التي شككت بالامس في قدرتهم على استرجاع الابل من الترك فدخل بوبكر بوقويطين بحصانة وسط الابل وعزل منها (ناقة سمحة ) وقال لها هذه ذبيحتك بعد ان انبئها بكلمة نابية ردا على حكمها المتسرع وتشكيكها في قدرتهم على استرجاع الابل واقتسم افراد تلك الحملة غنائم الذهب بينهم حيث وزع هذه الغنائم اشلبي الغول وبعد عودتهم للنجع ولبس مفتاح اسويحل البرنوس قالت ااقميرة من اولاد عميرة (خايل على مفتاح --- ياادغيم جلوال الذهب ) وقالت اخرى ( بلا جميلت العفنين --- اولاد هلك جابوها وجت )

وقال احد الشعراء (عشرة علي عشرة اسمان سكارى--- خلن ادغيم وعسكرة يجارى ).

قال الشاعر امريقب .

-الحمد لله ما صارن شنايع -- ولا زروك ترك علي اديار.

-حي الله هيبة والمنايع -- واجلولات واسديدي حرار

- عند صلاة المغرب خالطنها-- تسعة كيف لطيور الخيار.

- وعاد البخش يشكع فيه فنها---تحلف ابروق في ليلة امطار.

- والتسعين ناضن سيبنها --- وبطل قول يامذهب الفار.

ملاحظة (هيبة ) نسبة لاشلبي الغول المغربي من بيت عيت هيبة نصر قبيلة المغاربة الذي فزع مع اخوتة ازوية وهذا يدل على التاريخ القديم الطيب الذي يربط قبائلنا مع بعضها في السكن والمرعى والجهاد وووو.

* المصدر كتاب العقيرة للكاتب الدكتور لوجلي صالح / صفحة 29-30-31-32-/

•ابن ليبيا