تاريخ وأشخاص

تاريخ وأشخاص

احاديث 


                       تاريخ وأشخاص!.


في سنة 1831م، وتحديدا في شهر ديسمبر هاجم العلج يوسف القرهمانلي ورفلة وتحديدا يوم 12 جمادي الأولى 1247 هجري، بجيش جرّار من الإنكشارية (العلوج)، ومجموعة من عرب الشط الذين تم تجنيدهم بالقوة بعد أصدر مفتي الحنفية فتواه يوم الإربعاء 9جمادي الأول، سنة 1247 هجري ونصّها:

(من لم يخرج في الحملة المتوجّهة لورفلة، الخارجة عن طاعة الله يوم السبت الموافق 12 من جمادي الأولى فلا زرع له ولا زرّيعة). 


أي من لم يشارك في الحملة على ورفلة سيُقتل هو وأولاده وستؤمّم أملاكه.


أنهزمت حملة يوسف القرهمانلي في ورفلة هزيمة نكراء، ومات من الغزاة 3000 قتيل، أغلبهم من الإنكشارية وعرب البحر، ومات من ورفلة 150, وسرق المُهاجمون بعض الأبل والاغنام في الأودية وردموا الابار واحرقوا الزيتون، حسب رسالة العلج يوسف القرهمانلي لخادمه محمد بيت المال، وجرح إبن يوسف القرهمانلي ابراهيم.


عزل السلطان محمود يوسف القرهمانلي، والذي رفض بأن يتنازل يوسف القرهمانلي لإبنه إبراهيم سفّاح غريان، وتم تعيين والي جديد للسرايا من اسطنبول، وبذلك أُسدل الستار على تلك العائلة وتاريخها المُخجل.


كان يوسف القرهمانلي على تواصل مع فرنسا، ونزلت قواتها بالفعل في القرهبولي ولكنها أنسحبت فيما بعد. 


هرب عبدالجليل سيف النصر، والذي كان من خدم السرايا ومعه جاسوس فرنسي إلى بني وليد خوفا من الإدارة العثمانية الجديدة.


بقى عبدالجليل في احدى القُرى التي يُرجّح أنّ تكون أصوله العائلية منهم.


طلب عبدالجليل من ورفلة دعم العلج يوسف القرهمانلي، المدعوم من قبل فرنسا، ووعدهم بأنّه لو رجع يوسف القرهمانلي للحكم سيتحالف معهم.


أجتمع شيوخ ورفلة في منطقة  الظهرة، ورفضوا دعم يوسف القرهمانلي وفرنسا ضد الدولة العثمانية، بإعتبار الأخيرة مسلمين.


حامية باردة!.

كانت العادة في ورفلة إذا ما تمت مناقشة أمور كبيرة كالحرب والسلم، أن  يتم التصويت بحيث يإخذ الموافقون لحمة ساخنة من قدر كبير موجود في المكان.


أخذ احد الشواشيد  "لحمة  ساخنة"، وذهب بها لعبدالجليل ليخبره بأنّ ورفلة لن تدعم القرهمانلي وحلفاءه الفرنسيين ضد السلطنة، وسيطلبون منه هو مغادرة وطن ورفلة حالاً،

‏‎ومن هنا كان المثل الوليدي"حامية باردة ".


‏‎تظاهر عبدالجليل بالموافقة، وهو يضمر الغدر. 

‏‎وعندما قدوم وفدا من الشيوخ يوم 28 مايو ، 1838م، ليعلموه بقرار ورفلة والطلب منه مغادرة أراضيها، وسيحمونه حتى يبلغ مأمنه في بر السودان.


‏‎ما أن وصل الوفد ودخلوا لغرفة الضيافة حتى انقض عليهم عبيد سيف النصر وبعض المرتشين من ورفلة وقتلوهم بالفؤوس والمناجل والْمِدَر, إلا الشيخ عثمان الغزالي رحمه الله، شيخ المشائخ, أمر عبد الجليل بكسر ظهره رحمه اللي حتى يموت كما قال وعيونه مفتوحة.


‏‎أستشهد حوالي 15 شيخا من شيوخ ورفلة


‏‎، نجى من تلك المذبحة بأعجوبة 3 من مشائخ ورفلة ، وهم الشيخ نويهض السّعادي والشّيخ علي بنوير وشيخ من المناسلة، وذلك  لانهم رفضوا الالتقاء بعبد الجليل، والذي اتهموه بقتل ورفلة  أقار بوادي الشاطئ إثناء مُشاركته في حملة  يوسف القرهمانلي على الجنوب قبل عدّة أعوام، وخدمته للسفاح إثناء   وطن ورفلة قبل 7 سنوات.


أنتفضت المدينة، وهرب عبدالجليل ومن معه جنوبا، ليلتحق بالفرنسيين في بر السودان فاعترضته بعض القبائل التي لديها ثأرات معه، مدعومين بقوات عثمانية فقتلوه هو وأولاده خنقا، ومات معه شقيقه الساعدي .

 

هذه هي قِصّةٌ عبدالجليل، والذي كان من أتباع يوسف القرهمانلي وقيادات "بانداته"، والذي يصف البعض هروبه إلى الجنوب، بعد إنتهاء حكم الأسرة القرهمانلية للسّرايا الحمراء وما حولها بالثَورة .

.....................................


https://albunyanalmarsus.com/