الأتراك العثمانيون والعرب

الأتراك العثمانيون والعرب

كيف كان يرى الأتراك العثمانيون أتباعهم من العرب :
- يطلع علينا اليوم بعض المتأثرين بالفكر الإخواني و ما يدعوا إليه من موادعة صريحة للاحتلال التركي الآتي من خارج المنطقة العربية ، حيث يجهل هؤلاء تاريخ العثمانيين و نظرتهم الاستعلائية التي كانوا ينظرون من خلالها للعرب الذين لا يرونهم شيئا حسب مؤرخ مغربي عاصر زمن السلطان سليم الثاني و إبنه مراد ، و سوف نورد نصا للمؤرخ المغربي المذكور الذي كان من الأعيان المغاربة زمن المنصور السعدي و زار المشرق العربي و اشتكى من المعاملة المهينة التي تعرض لها من طرف الترك رغم مكانته كمبعوث مغربي إلى الشرق كما لاحظ كيف يهين الترك العرب و إليكم ماقاله بالتفصيل :
" و لأهل المشرق لا سيما منهم الترك ازدراء بالناس لا يرون العرب شيئا، فمن ذلك ما اتفق لي ذات يوم بباب جامع السلطان حسن بالرميلة من مصر مع بعض الشيب (الشيوخ) من الترك لما أردت دخول المسجد المذكور، فوافيتهم بالباب و لم أعظم قدرهم كما عادة أهل مصر معهم، إزدراءا بهم، فلما رأوا جفوتي، و عدم مبالاتي بهم و نخوتي، قام إلي أحدهم و قال لي : يا كلب، إلى أين تريد ؟ آ المسجد معد لأمثالك ؟ اذهب من هنا ! فما هذا محلك ! فلم التفت إلى قوله لغربتي و عدم ناصري هنالك، فلما رأى ذلك مني ما أمكنه إلا بصق في وجهي و انصرف. ".
=> أحمد بن القاضي، المنتقى المقصور على مآثر الخليفة المنصور، تحقيق : محمود رزوق، الجزء الأول.