معركة صفيت
معركة صفيت 31 /أكتوبر /1922م
وقعت هذه المعركة ضمن العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الإيطالية الغازية بقيادة غراتسيانى لإعادة احتلال الجبل الغربي إذ إنه بعد معارك عنيفة تمكن الإيطاليون من الصعود إلى الجبل الغربي بعد أن أعترضهم المجاهدون في الوادي الوخيم وسواني الكردي وبئر الأحيمر ثم في الجوش حيث دارت معركة بين الطرفين استعملت فيها القوات الإيطالية سلاح الطيران لقصف وحدات المجاهدين وذلك يوم 12/6/1922م مما أدى إلى انسحاب المجاهدين وتمركزهم في السلامات والاشتباك مع القوات الإيطالية المتجهة إلى جادو بتاريخ 19/6/1922م وبصعود العدو الجبل واحتلال جادو يوم 19/6/1922م أنسحب المجاهدين إلى القبلة والي الجهة الشرقية من الجبل الغربي, أما الجهة الشرقية فقد أصبح ظاهر يفرن مركز دفاع ضد تقدم القوات الإيطالية اتجاه الشرق إلى غريان وكانت قوات المجاهدين في هذه المنطقة تتمثل في قوة بقيادة عبد الله تمسكت وتعسكر في العوينية وجنوب غرب يفرن مجاهدين الزنتان والرجبان وقياداتهم ومن معهم من قرى الجبل العربية وغيرهم والقوة الأخرى بقيادة عون سوف تعسكر في منطقة بئر الغنم شمال يفرن.
أما القوات الإيطالية فقد كانت على النحو التالي:-
القوة الأولى: تقدمت من الزاوية باتجاه بئر الغنم بقيادة بتزارى, والقوة الثانية: تحركت من العزيزية باتجاه جبل غريان أمة القوة الثالثة فكانت بقيادة الجنرال غرتسيانى وقد تحركت يوم 28/10/1922م من جادو إلى العوينية.
وبوصول القوات الإيطالية إلى العوينية وصل الخبر إلى عون سوف بقصر بالنيران مما أدى إلى انسحابهم من ذلك الموقع خوفاً من التطويق حيث انسحبوا شرقاً إلى الرابطة في طريقهم إلى غريان وتمكن الإيطاليون من الدخول إلى تاغمه وأحرقوا منزل عون سوف.
وفي هذه الأثناء وبين هاذين الموقعين الدفاعيين اللذين صمد فيهما المجاهدون أمام زحف الجيوش الإيطالية وقعة معركة صفيت في ظاهر القلعة وصفيت هو قصر أثرى كبقية القصور الرومانية المنتشرة في ظاهر الجبل الغربي.
عندما داهمت القوات الإيطالية بقيادة غراتسيانى ومجموعة المنظمين إليها من المستسلمين بقيادة يوسف خربشة تحرك المجاهدين إلى يفرن لنجدة
المجاهدين بها وكان تحركهم يوم 31/10/1922م. كان تحرك المجاهدين من يفرن وظاهر يفرن ومن الشرق انطلاق من القواليش باتجاه يفرن وقد تصادف مع تقدم قوة إيطالية كان قد دفع بها الجنرال غراتسيانى للقيام بحركة التفاف حول ككله وعددها 500 فارس
اصطدمت هذه القوة مع المجاهدي. ومما زاد من تأزم الموقف أن انسحبت وحدات المجاهدين التي كانت تعسكر في زاوية الباقول نحو الجنوب بسبب ضغط قوة الطليان التي تزحف من الجهة الغربية واستمرت هذه المعركة حامية الوطيس. وظل المجاهدين في في شرق وجنوب صفيت حتى حلول الظلام حيث أنسحبو إلى الشرق أتجاه القواليش والجنوب.
تحت ضغط العدو المتزايد, وانسحب أهالي ككله الي مكان يدعى ( (عقلة باصاصة)). وفي اليوم الثاني للمعركة حاول العدو التقدم للسيطرة على وأدى زارت إلا أنه لم يتمكن حيث اعترضته مجموعة من المجاهدين وأوقفت تقدمه هذا وقد تمكن المجاهدين من الانسحاب مستغلين فرصة تراجع العدو فانسحبوا ليلاً والتقوا بباقي المجاهدين في عقلة باصاصة ومنها اتجهوا إلى الرابطة وانضموا إلى عون سوف وانتقلوا شرقاً .
تجدر الإشارة أن معركة صفيت ومعركة القواليش وقعت في نفس اليوم وهناك من المؤارخين من يسجلهم معركتين منفصلتين لان ميدان العمليات كان من زاوية الباقول غربا إلى الوعسة وسانية الذويب جنوبا إلى القواليش شرقا والرابطة شمالا هم مجموعة معارك على طول الجبهات تمكن من خلالهم الطليان والمرتزقة الليبيين من احتلال وسط الجبل الغربي وبذلك انسحب المجاهدين إلى القبلة وخاصة مجاهدي الزنتان والرجبان ومن معهم من قديرات وعواته وغيرهم ومجموعة انسحبت إلى غريان وما بعدها إلى ترهونة وهؤلاء من بقي مع عبد الله تمسكت ومحمد سوف وتجدر الإشارة أن مجاهدين من القواليش كانوا مع المجاهدين في شرق صفيت هم من كان في جبهة القواليش واشترك معظم قبائل الجبل الغربي العربية في كل الجبهات من الغنائمة واولاد يحي والقواليش والشقارنة وغيرهم.
المصادر.................................
رودولفو غراتسيانى نحو فزان
خليفة التليسي معجم معارك الجهاد في ليبيا
الرواية الشفوية مكتبة مركز الجهاد الليبي