العرب العاربة والمستعربة

العرب العاربة والمستعربة

هل الذين قسموا العرب إلى عاربة ومستعربة أهل الكتاب من اليهود والنصارى؟؟

.

ومن هم العرب العاربة والمستعربة..؟؟

.

وهل النبي صل الله عليه وسلم من العرب المستعربة؟؟

.

فالنبي صل الله عليه وسلم من العرب المستعربة، والعرب المستعربة هم من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام.

.

قال الإمام ابن كثير في (البداية والنهاية): وأما العرب المستعربة فهم من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل ،

.

وكان إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة، وكان قد أخذ كلام العرب من جرهم الذين نزلوا عند أمه هاجر بالحرم.

.

وقال أيضا: والصحيح المشهور أن العرب العاربة قبل إسماعيل ، وقد قدمنا أن العرب العاربة منهم: عاد وثمود وطسم وجديس وأميم وجرهم والعماليق

.

وأمم آخرون لا يعلمهم إلا الله، كانوا قبل الخليل عليه الصلاة والسلام، وفي زمانه أيضا.

.

فأما العرب المستعربة وهم عرب الحجاز، فمن ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.

.

وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي صل الله عليه وسلم من ولد إسماعيل

.

ففي مسلم والترمذي من حديث واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول:

.

"إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم"

.

.توارد الأخباريون والمؤرخون والنسابون على تقسيم العرب – من حيث القدم -

.

إلى طبقات ثلاثة : عرب بائدة ، وعرب عاربة ، وعرب مستعربة .

.

1- أما العرب البائدة : فهم مثل أقوام عاد ، وثمود ، وجديس ، وعبيل ، وجرهم ،

.

أطلق عليهم اسم " البائدة " لقدمهم النسبي ، ولاندثارهم قبل الإسلام .

.

2- وأما العرب العاربة فهم القحطانيون ، أبناء قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، كما يذكر ذلك أكثر النسابين .

.

3- وأما العرب المستعربة أو المتعربة ، ويقال لهم

.

" العدنانيون " ، أو " النزاريون " ، أو " المعديون "

.

وهم من صلب سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام ، الذي تزوج من رعلة الجرهمية ، فتعلم منهم العربية ، فسموا المستعربة

.

وصار نسلهم من العرب ، واندمجوا فيهم ، وهم ينتسبون إلى عدنان من نسل سيدنا إسماعيل عليه السلام

.

غير أن ثمة خلافا كبيرا بين النسابين في عدد الآباء بينهما .

.

ومضمون هذا التقسيم لا تكاد تختلف فيه كتب التاريخ والأنساب ، ولكن الخلاف واقع في الأسماء ، فبعضهم يسمي العرب البائدة بالعاربة ، وآخرون يسمونهم بالعرباء ونحو ذلك من الخلاف .

.

ولا نجد أي تعارض بين هذا التقسيم وبين الحقائق الواردة في القرآن الكريم ، كما نستبعد جدا أن يكون مضمون هذا التقسيم مأخوذا عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وذلك لسببين اثنين :

.

السبب الأول :

.

توارد جميع كتب التاريخ والأنساب على تقسيم العرب إلى القحطانيين والعدنانيين ، حتى قال الحافظ ابن عبد البر في مقدمة كتابه "الإنباه على قبائل الرواه" :

.

" هذا كتاب أخذته من أمهات كتب العلم بالنسب وأيام العرب ، بعد مطالعتي لها ، ووقوفي على أغراضها ، فمن ذلك : كتاب أبي بكر محمد بن إسحاق ، وكتاب أبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، وكتاب أبي عبيدة معمر بن المثنى ، وكتاب محمد بن سليمان ، وكتاب محمد بن حبيب ، وكتاب أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد العدويّ في نسب قريش ، وكتاب الزبير بن بكار في نسب قريش ، وكتاب عمه مصعب بن عبد الله الزبيري في ذلك ، وكتاب علي بن كيسان الكوفي في أنساب العرب قاطبة ، وكتاب علي بن عبد العزيز الجرجاني ، وكتاب عبد الملك بن حبيب الأندلسي ، إلى فِقر قيدتها من الحديث والآثار ، ونوادر اقتطفتها من كتب أهل الأخبار "

.

فانظر عدد هذه المراجع القديمة ، فضلا عمن جاء بعدهم ، أو فات ابن عبد البر ذكرهم ، وقد ذكر الحافظ في كتابه هذا التقسيم المشهور للعرب .

.

السبب الثاني :

.

عدم ورود شيء عن العرب البائدة في التوراة المحرفة التي بين أيدي الناس اليوم ، بل إن اليهود ينكرون وجود أقوام عاد وثمود ونحوهم ، فكيف يكون هذا التقسيم مأخوذا عنهم .

.

يقول الطبري رحمه الله : " فأما أهل التوراة ، فإنهم يزعمون أن لا ذكر لعاد ولا ثمود ولا لهود وصالح في التوراة ، وأمرهم عند العرب في الشهرة في الجاهلية والإسلام كشهرة إبراهيم وقومه "

. .

"تاريخ الأمم والملوك" (1/141) .

.

وقد تمكن علماء الآثار من الوقوف على حقائق جغرافية وتاريخية تدل على وجود هؤلاء الأقوام ، وعدم ذكر التوراة لهم إنما هو لأن أكثرهم عاشوا بعد التوراة ، أو لأن التوراة لا تهتم بأخبار العالم من غير العبرانيين .

.

" اتفق الرواة وأهل الأخبار ، أو كادوا يتفقون ، على تقسيم العرب من حيث القدم إلى طبقات:

.

عرب بائدة ، وعرب عاربة ، وعرب مستعربة . أو عرب عاربة ، وعرب متعربة ، وعرب مستعربة . أو عرب عاربة وعرباء وهم الخلص ، والمتعربة .

.

واتفقوا أو كادوا يتفقون على تقسيم العرب من حيث النسب إلى قسمين :

.

قحطانية ، منازلهم الأولى في اليمن . وعدنانية ، منازلهم الأولى في الحجاز .

واتفقوا ، أو كادوا يتفقون ، على أن القحطانيين هم عرب منذ خلقهم الله ، وعلى هذا النحو من العربية التي نفهمها ويفقهها من يسمع هذه الكلمة ، فهم الأصل

.

والعدنانية الفرع منهم أخذوا العربية ، وبلسانهم تكلم أبناء إسماعيل بعد هجرتهم إلى الحجاز ، شرح الله صدر جدهم إسماعيل ، فتكلم بالعربية ، بعد أن كان يتكلم بلغة أبيه التي كانت الآرامية ، أو الكلدانية ، أو العبرانية على بعض الأقوال .

.

ونجد الأخباريين والمؤرخين يقسمون العرب أحيانا إلى طبقتين : عرب عاربة ، وعرب مستعربة ...

.

وظل الرواة يتوارثون هذا التقسيم كلما بحثوا في تأريخ العرب قبل الإسلام، وفي موضوع الأنساب .

.

وتقسيم العرب إلى طبقات - وذلك من ناحية القدم والتقدم في العربية -

.

هو تقسيم لا نجد له ذكرا لا في التوراة أو الموارد اليهودية الأخرى ، ولا في الموارد اليونانية أو اللاتينية ، أو السريانية ، ويظهر أنه تقسيم عربي خالص

.

نشأ من الجمع بين العرب الذين ذكر أنهم بادوا قبل الإسلام ، فلم تبقَ منهم غير ذكريات ، وبين العرب الباقين ، وهم إما من عدنان ، وإما من قحطان "