من أحشاء التاريخ الليبي

من أحشاء التاريخ الليبي

* حكاية مأساوية من أحشاء التاريخ الليبي *
لا تخلو أغلب كتب التاريخ الليبي من الحديث عن اقتراف يوسف باشا القرماللي (1766 - 1838) ، لجريمة قتل شقيقه حسن المرشح لتولي الحكم بدلا منه ؛ مجسدا داء ؛ وصراعا على السلطة تحتشد به الحياة السياسية العربية وصفحات التاريخ العربي ..
الحادثة تنطق بوحشيتها ؛ وأفاض في تفاصيلها " شارل فيرو - 1879 " المستشرق والمؤرخ الفرنسي وقنصل فرنسا بليبيا في مؤلفه الموسوعي " الحوليات الطرابلسية " أو " الحوليات الليبية" ...
الجريمة تقشعر من هولها الأبدان إذ عمد الأمير أو البك يوسف القرماللي الي ارتكاب حماقة تصفية شقيقه الأمير والبك حسن الأكبر منه سنا ، لكي يخلو له الطريق الي سُدّة الحكم بعد أن تظاهر برغبته في التصالح معه ، وأبدي هذه الرغبة الي أمه " لللا حلومة " التي طارت فرحا بخبر المصالحة المأمولة بين الشقيقين ...
ودعت الأم ، الإبن الأكبر حسن لجلسة التسامح في جناحها بالسراي الحمراء ، لكنها لا تدري ما يدور في ذهن يوسف الذي أعدّ العدّة لعملية الإغتيال خلال جلسة الصلح أمام والدته ، بأن أطلق الرصاص من غدّارته علي شقيقه ، وشاركه في الإغتيال حرسه الخاص المتربصين خارج الجناح ، والذين أجهزوا علي ما تبقي من حياة ونبض بجسد شقيقه وأفرغوا فيه ما في سلاحهم من رصاص أمام مرأي ومشهد والدته للاحلومة !؟.....
ويكتمل المشهد المأساوي المُريع ، حينما قال الأمير حسن المغدور به ، بعد سقوطه مُضرجا في دمائه خلال لفظ أنفاسه الأخيرة مُعتقدا مشاركة أمه في المؤامرة ، وأخذ يصيح في والدته ، قائلا : " آه يا أمي ! ... هل هذه آخر هدية خبأتيها في جعبتك لولدك البكر ؟!...ويعلم الله العذابات التي كابدتها هذه الام لدي سماعها تأوهات ابنها ؛ ومشاهدتها لحظات احتضاره وهو غارق في دمائه....!؟.
وقد استمر مخطط يوسف القرماللي في الصعود الي قمة السلطة في ليبيا حينما طرد شقيقه البك احمد من على أسوار اطرابلس الغرب في حادثة صراع سلطوية دموية؛ انفرد على اثرها بالعرش حتى بدايات الحرب الأهلية الليبية التي أجبرته على التنازل لإبنه على ...