فزان ……الاسم والتاريخ
فزان
الاسم والتاريخ
نحن اليوم لا نفرق في التسميات ما بين الجغرافي الأصل منها والإتنولوجي ، أو بعبارة أخرى : ما بين الإقليم وساكنيه ، فالفزانيون - وعاميا الفزازنة كالبراوقة ـ هم سكان الجنوب الغربي من ليبيا أي "فـزان". وفـزان هـو الإقليم الذي يستوطنه مـن نسميهم بالفزانيين أو
الفزازنة ، ولا نسأل أنفسنا ونحن نسميه أو ننسبه أو ننسب إليه عن أي الأمرين أقرب إلى الواقع حين نذهب بالبحث بعيدا ، ونغرق في التاريخ . أمـران لابـد مـن إحـداث فصـل بينهمـا حـين نتعمـد التحليـل والتعليـل ، أحـدهما "أتنـوغراي" والآخـر "جـغـراي". وهـذا الأخير هـو
الأقرب إلى فهمنا المعاصر الذي تبلورت فيه القوميات ، وتحددت ذاتيات الأقاليم . ولكـن فـزان في الماضي ، وكما نستشف من مصادر التاريخ ، كانوا الجنس الذي ينسب الإقليم له . وبتعبير آخر : كان اسم فـزان "أتنوغرافيا" خالصاً ، وهو اليوم "جغراف" محدد الدلالة ، وبالتالي فإن الفزانيين اليـوم هـم سـكان إقلـيـم فـزان وفي المجمـوع ، سـواء أكانوا في أصلهم العرقي البعيـد العـريـق مـن قـدمـاء سـكانه العرب الحميريين أو مـن العـرب الـذين استوطنوه بعـد الفـتـح وعقـب هـجـرة بـنـي هـلال وسليم أو مـن الـتـوارق والتبـو والسودان الذين لهـم أصـولهم وجـذورهم خارجـه أيضاً ؛ أما في السابق ، وحينمـا كانـت الانتماءات محـض عرقيـة، فقـد كـان الفزانيون هم أقدم أهل الإقليم المعروفين لدى الرومان، وكذلك هم في النصوص الأولى (زمنـا) مـن مـصـادرنا العربية. ومعنـى هـذا أنهـم جنس من أجناس أخرى ذكروها كسكان لنفس الإقليم ، وهم ليسو
بالفزانيين ، بـل أعـادوا كـلا منهـا إلى أصـلـه العـرقـي الـذي ينتهـي بإنتمائه اليه .
المصدر
صفحات من تاريخ فزان -محمد مصطفي بازامة
اصدارات الهيئة العامة للثقافة-2018
https://albunyanalmarsus.com