قوس الاخوين فيلينى

قوس الاخوين فيلينى

القوس
———-
” القــوس ” كما يُسمى محليا , او قوس الأخوان فيليني كما يُسمى في التسميات الرسمية , و بالإيطالية: L’Arco dei Fileni) .
جميع تلك التسميات العربية والأعجمية هي لهذا الصرح الهندسي والمعماري المرفق بالصور , قوس الاخوان فيليني هو بناء من الرخام بُنى أبان إحتلال الطليان لليبيا في عهد الفاشية الإيطالية , وتحديدا أثناء الفترة التي حكم فيها إيتالو بالبو ليبيا , صمم القوس المهندس فلوريستانو دي فاوستو، وتم بناؤه في 16 مارس 1937. و تم إفتتاحه رسميا من قبل زعيم الفاشية موسيليني صحبة حاكم ليبيا أنذاك بالبو و قد أضاف بالبو إلى القوس عبارة بالإيطالية
‏“Tu non vedrai nessuna cosa al mondo maggior di Roma”
وتعني “سوف لن ترى شي في العالم أكبر من روما”.
في اوائل الستينات من القرن الماضي أبان حكم المملكة الليبية تمت صيانة القوس وأعيد كتابة أبيات شعرية للشاعر أحمد خيري على جدرانه. تقول :
شاد البغاة بناءا يبتغون به
تخليد روما وشاء الله أن يقعوا
ما شأن روما بقوم اصلهم عرب
ودانوا بما قال خير الخلق واتبعوا
هذى بلادى هدى الاسلام يحفظها
والله أكبر فى الافاق ترتفع
القوس كان حدا فاصلا بين ولايتي برقة و طرابلس وتحديا بعد مدينة رأس لانوف في خليج سرت , قبل ان تُقرر إيطاليا دمج ليبيا في مستعمرة واحدة تحت أسمها التاريخي والقديم ليبيا .
النبذة التاريخية عن القوس لدى الكثير مغلوطة فالمعتقد ان القوس مبنى تحت رفات الأخوان العدائان فيليني , بل الصحيح أن القوس كان غرب النقطة التي ألتقى فيها الاخوان فيليني بـ30 كم .
أما قصة الاخوان فيليني فهي المشوقة في الموضع كله , فأثناء حرب الاغريق الذين كانوا يسيطرون على شرق ليبيا و القرطاجينيون الذين كانوا يسيطرون على غرب ليبيا في وقت من الأوقات، اتفقوا على ترسيم الحدود بينهما في نقطة تلاقي عداءين رياضيين من كل طرف من أقصى نقطة في ساحل الطرف الآخر، بحيث يتم الجري عبر ساحل البحر المتوسط، ولتكون منطقة تلاقي العدائين هي الحدود الفاصلة بين الحضارتين. وبسبب التعرجات على ساحل برقة فقد استغرقت من عدائي الإغريق الأخوين فلليني وقتا أطول من عدائي القرطاجينين، ليصل الأخوين إلى المنطقة وليدفنا بها، وليعرف المكان لاحقا بهيكل الإخوان فلليني. وبعيد احتلال إيطاليا لليبيا، تم إنشاء القوس تكريما للأخوين فلييني.
خلال الحرب العالمية الثانية شهدت المنطقة الملاصقة للقوس معركة من أعنف معارك شمال أفريقيا بين قوات المحور و الحلفاء حيث كانت الغلبة لقوات المحور بقيادة موسوليني و هتلر و تخليدا لهذه الذكرى تم توزيع قلائد و نياشين و اوسمة على الجنود الحاضرين للمعركة , و لا يزال احفاد هؤلاء الجنود يتفاخرون بصلابة أبائهم في المعركة في مدوناتهم التي تعرض صور للقلائد التي ورثوها عن أبائهم .
موسوليني و في زيارته لليبيا المحلتة ابان حكم الطليان لم يُفوتْ زيارة القوس و الوقوف عليه و تذكر أمجاد روما القديمة التي كان يحلم بعودتها في ليبيا !
هيكل الاخوان فيليني لازال موجود حتى الان في المتحف بمنطقة سلطان الأثرية وهي شرق سرت ب60 كم , تم هدم القوس في العام 1970 من قبل مجلس قيادة الثورة أنذاك لعدة لأسباب لعل أهمها هو التوجه القومي الوحودي في تلك الفترة إذ أن القوس كان يعكس قيمة الأنفصال في ليبيا بين الشرق و الغرب و هو ماينافي أهم مبادئ ثورة سبتمبر القائمة على الوحدة
المصادر
كتاب تاريخ الاغريق في برقة
كتاب تاريخ ليبيا القديم الجزء الرابع
ولازال للحديث بقية