زويلةمن يوميات الرحالة فريدريك هورتمان
زويله
تعتبر زويله من أهم البلدان التي تقع في منطقة فزان ، وهي تضم عائلة السلطان وأقاربه ، ونصبنا خيامنا على مقربة منها . استعد ينا استعدادا لاثقا لدخول المدينة ، فلبس العبيد أحسن ما لديهم ، وأمر الشيخ أن تسبقه الأعلام الخضراء تحية للشريف الذي يسكن المدينة ، ومضينا وإذ بکو كبة من عشرين فارسا يمتطون خيول بيضاء تتوسطهم راية خضراء تهرول نحونا ، وكانت کو كبة الشريف ، حضر مع ثمانية من أولاده وبعض الأقارب للقائنا ، وخلفهم يلهث عدد كبير من الرجال والأولاد وانضموا إلى القافلة وصاحبونا حتى وصلنا إلى المعسكر وهتافات الابتهاج تعلو وطلقات البنادق تنطلق محيية وحضر الينا الكثير من أهل زويله بعضهم بدافع من حب الاستطلاع
و آخرون للتجارة والمقايضة ، وكان سلوك الجيع سلو کا ممتازا وخاصة عائلة الشريف وكانوا يلبسون الزي الطرابلسي وعليه قميص سوداني بديع. وكانت تجارة القافلة في هذه المنطقة رائجة ، ولقد كانت فيا مضى مكانا أكثر
أهمية وكانت مساحتها ثلاثة أضعاف ما عليه الآن . وأخبر أحد أفراد عائلة الشريف أن زويله كانت منذ عدة قرون مستقرة للسلطان وملتقى القوافل وإلى الآن مازالت تسمى الرحلات إلى فزان بالرحلات إلى زويلة.
مساحة المدينة ميل واحد - مثل أوجله منازلها من طابق واحد. وتضاء الحجرات من فتحات الأبواب ، و بالقرب من وسط المدينة توجد أطلال بناء من عدة طوابق ، حوائط سميكة ، وقيل لنا انه كان قصر السلطان ، و بالقرب من الحائط الشمالي للمدينة ينتصب مسجد قديم هدمته السنين ، وينهض كأحد أمجاد زويلة القديمة ، وهو يضم بهوا واسعا رائعا تحوطه الأعمدة الرخامية العالية . وعلى مقربة من المدينة تظهر آثار بناء شامخ يحوي رفات الشريف الذي قتل في معركه حين مجي الكفار للمكان وزو يلة مكان خصب تحيط به بساتين النخيل وواضح أن السكان يهتمون بالزراعة بعكس المناطق المجاورة. وفي المساء كان دليل آخر على كرم العرب حين أرسل لنا الشریف عن طريق خدمه طبقا من اللحم والحساء مع اللبن وعشرة أرغفة لكل خيمة وارسل ثلاثة أرغفة أخری
للإفطار ولقد كانت تلك عادة قديمة ،
**من يوميات الرحالة فريدريك هورتمان